سيارات جديدة تعمل بالغاز ترفع المكون المحلى فى الشركة العالمية اجتماع موسع قبل أيام شهدته القاهرة بين وفد رسمى يمثل شركة فولكس فاجن الألمانية والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء المعنيين بالصناعة والاستثمار. الاجتماع شهد طرح الشركة لتوسيع استثماراتها من خلال إقامة مجمع لتصنيع السيارات بمكون محلى لتعمل بالغاز. وحسب تصريحات وفد الشركة الألمانية فإن مصر تمثل سوقا واعدا، ومدخلا رئيسيا لأسواق الدول الإفريقية، وشهد مناخ الاستثمار فيها تحسنا ملموسا خلال السنوات الأخيرة، وتمثل موقعا جاذبا للإستثمارات العالمية. وتستهدف الشركة تصنيع سيارات جديدة تعمل بالغاز فى مصر لتسويقها داخل السوق المصرى وتصديرها إلى الأسواق الإفريقية المختلفة. وتتوافق الفكرة المطروحة من الشركة العالمية مع التوجه المصرى للتركيز على السيارات التى تعمل بالكهرباء والغاز باعتبارها مستقبل صناعة السيارات. الفكرة المطروحة من الشركة تعتمد على تجاوز الفكرة التقليدية لتجميع السيارات المفككة إلى تصنيع مكونات محلية، اتساقا مع تأكيدات رجال الصناعة المتخصصين فى المجال بأن مصر لديها ميزات تنافسية جيدة فى الصناعات المغذية للسيارات ما يؤهلها للعب دور جيد فى مستقبل الصناعة. وإذا كانت الشركة الألمانية تتواجد فى مصر ولديها مبيعات تمثل نحو 2% من سوق سيارات الركوب فإن المشروع الجديد يمثل انطلاقة جديدة لصناعة السيارات تمثل نموذجا للشركات العالمية الأخرى، ويمكن أن تضيف عليها خلال الفترة القادمة. ولدى فولكس فاجن فى مصر ثلاثة طرز هى جولف وباسات وتيجوان. وقال محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية إن تعميق التصنيع المحلى وإنتاج مكونات محلية جديدة يساهمان فى تحقيق قيمة مضافة كبيرة للصناعة وينقلان الصناعة نحو المزيد من الابتكار والتطوير. ورأى المهندس عبدالمنعم القاضى، نائب رئيس غرفة الصناعات الهندسية أن الصناعات المغذية هى جوهر صناعة السيارات بشكل عام، لكنه فى ذات الوقت يرى أنها ترتبط بشكل أساسى بالصناعة نفسها خاصة فى مصر. وعلى الرغم من وجود تطور ملحوظ فى الصناعات المغذية، إلا أن القاضى يعتبر أن صادرات تلك الصناعة «ضئيلة» بالنسبة لسوق مثل مصر، مؤكدا أهمية نجاح صناعة السيارات فى مصر أولًا، قبل الحديث عن إحداث طفرة نوعية فى صناعة الصناعات المغذية لها. وأوضح أن الصناعات المغذية تنقسم إلى شطرين، الأول يتعلق بالكماليات، وهذا يرتبط بالصناعة نفسها ولا يمكن تصديره مثل منتجات الشاسيه، والكراسى، والثانى يتعلق بالأساسيات مثل الخراطيم وهذا يسهل تصديره مقارنة بغيره من المغذيات. وأكد القاضى أن عناصر الجودة، والسعر تعد من أبرز أساسيات صناعة السيارات فى كل دول العالم، مشيرا إلى أن مستوى الجودة فى مصر يشهد تحسنا ا بصورة واضحة، إلا أن السعر سيظل العقبة الأكبر أمام عملية التنمية، إذ إن مقارنة الأسعار فى مصر بدولة مثل الصين ستخرج مصر من المنافسة، سواء محليًا، أو حتى على مستوى التصدير. وأشار إلى أن كل توسع فى إنتاج مكونات محلية يوفر المزيد من فرص العمل ويساهم فى تأهيل وتدريب شباب الخريجين للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة. وفى تصور كريم النجار مدير عام فولكس فاجن مصر، فإن التركيز على الصناعات المغذية ضرورة واجبة، لأن مستقبل مصر ليس فى صناعة السيارات نفسها وإنما فى الصناعات المغذية لها. والفكرة تعتمد على إنتاج نوعين ثلاث ماركات تعمل بالغاز وتعتمد على مكونات من الصناعة المحلية، خاصة أن هناك أجزاء عديدة يمكن إنتاجها فى مصر. كذلك فإن الصناعات المغذية للسيارات صناعات طاردة للاستثمار فى أوروبا بسبب كثافة العمالة المستخدمة وارتفاع أجورها، ما يعنى أن نقلها إلى مصر مفيد وجاذب لتلك الشركات. وكانت الشركة العالمية جربت فكرة شبيهة فى السوق المكسيكى حققت نتائج إيجابية على المبيعات والصناعة والتشغيل. وتنتج الشركة العالمية نحو ستة ملايين سيارة سنويا، وبلغت مبيعاتها خلال الشهور الثمانية من العام الحالى نحو أربعة ملايين سيارة.
