يعانى أهالى محافظة الشرقية، من رحلة عذاب داخل مستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق، قد تكلف المريض حياته بسبب سياسة اللامبالاة التى ينتهجها القائمون على إدارتها، فالمستشفى أصبح مأوى للقطط والكلاب ومستنقع أمراض يصيب كل من يقترب منه. يعد مستشفى الأحرار من أكبر المستشفيات بمحافظة الشرقية، التى تم افتتاحها عام 2006، ورغم الصخب الإعلامى الكبير عنها إلا انها خالية من كل شىء فلا يوجد أجهزة ولا أطباء ولا علاج ولا يقدم أبسط الخدمات العلاجية للمرضى الذين لا يجدون بديلا إلا المستشفيات الخاصة التى هدفها الاستثمار ونهب أموال المرضى بحيل وطرق قانونية وبمبالغ ضخمة، ويضطر الأهالى للدفع مجبرين لأن مستشفيات الشرقية العامة ماتت إكلينيكياً. «الوفد» تجولت داخل المستشفى وقامت برصد أبرز المخالفات التى تواجه المواطن الفقير وعلى رأسها عدم تواجد الأطباء وتعطل الأجهزة واختفاء معظمها فضلا عن تراكم القمامة على الأرضيات وانعدام النظافة داخل المستشفى وخارجها والتعامل مع أرواح المواطنين كأنهم حيوانات ضالة ولا يمتون للإنسانية بصلة. مستشفى الأحرار كان من أبرز المستشفيات على مستوى المحافظة ولكن الآن أصبح مقبرة الفقراء ومحدودى الدخل حيث منعتهم ظروفهم الاقتصادية من الذهاب للمستشفيات والعيادات الخاصة التى رفعت شعار الانتهازية: «اللى مامعهوش مايلزموش»، الأمر الذى اضطرهم للوقوع فريسة للإهمال والفساد داخل المستشفيات الحكومية. ورصدت «الوفد» حجم الإهمال بالمستشفى من مخالفات طبية وتعطل بعض الأجهزة الحساسة والهامة فضلا عن سوء نظافة الأرض ومفروشات الأسرّة الخاصة بالمرضى، أما عن دورات المياه فحدث ولا حرج غير نظيفة بالمرة ولا تصلح للاستخدام الآدمى تملأها القمامة وتزيد الأهالى مرضًا والأدوات المستخدمة للطعام ملقاة بدورات المياه فى صورة سيئة للغاية، كما أن سور المستشفى يحاط بأكوام من القمامة والمخلفات الطبية التى تؤثر على صحة السكان المجاورين للمستشفى. ولا يوجد بالمستشفى مقاعد لاستقبال أهالى المرضى، فالأهالى يفترشون الأرض بالبطاطين للجلوس عليها، كما أن العديد من غرف المرضى غير مجهزة بالاستعدادات اللازمة لاستقبال المرضى ويوجد فى الطابق الاخير من المستشفى الغرف خالية فلا يوجد بها اى شىء سوى القمامة والقطط الذى اخذت من هذه الغرف مأوى لها وعندما يأتى المريض يقولون له «عدى علينا كمان شهر مفيش سرير فاضى». يقول وائل عبدالوهاب: عندما كانت زوجتى تنزف حاولت أن أستغيث بالأطباء داخل المستشفى ولكن لا حياة لمن تنادى وظللت أصرخ ولا أحد يجيب ولولا العناية الإلهية لكانت ستلفظ أنفاسها الأخيرة، مشيراً إلى أنه لا يقدر على دفع ثمن العلاج بالعيادات أو المستشفيات الخاصة. وفى مستشفى الزقازيق الجامعى فحدث ولا حرج، تجد الإهمال الشديد فى كافة الأقسام وخاصة قسم الاستقبال، وقسم الأورام، ووحدة الغسيل الكلوى والعظام وحتى فى العنايات المركزة تجد الإهمال هو «سيد الموقف». عندما تتجول فى غرف المستشفى وأقسامها لا تجد إلا الإهمال واللامبالاة بين الأطباء وطاقم التمريض المشغولين دائما بهواتفهم المحمولة لمحادثة آخرين أو التسلية بألعاب الموبايل تاركين المرضى غارقين فى أوجاعهم وأمراضهم، وتجد أهالى المرضى يعتصرون ألما على ذويهم ويفترشون الأرض فى الطرقات خوفا عليهم من إهمال الأطباء وأطقم التمريض، وعندما يستنجدون بإدارة المستشفى لا أحد يسأل فيهم وكان حياة المرضى لا ثمن لها. يقول طارق أحمد: أصيب والدى بجلطة فى المخ ودخل على أثرها العناية المركزة للباطنة «بأجر» بالمستشفى الجامعى بعد تدخل العديد من القيادات بالمحافظة للوساطة حتى يتمكن من الدخول فهى حكر على أصحاب الوساطة والمعارف فقط نظراً لارتفاع تكاليف العلاج داخل المستشفيات الخاصة وبعد وصوله وجدنا الإهمال واللامبالاة هى السمة السائدة فى التعامل مع المرضى من التمريض والأطباء من المعيدين قليلى الخبرة وأغلب الأجهزة معطلة. وناشد أهالى المحافظة الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، والدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، والدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة بالشرقية، التدخل لإصلاح هذه المنظومة الخربة التى تهدد حياة المرضى وتجعلهم فريسة لابتزاز المستشفيات الخاصة.