في ظاهرة ليست الأولى من نوعها، انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من صفحات وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم من خلالها شراء الأدوية مجهولة المصدر، حيث غاب الوعي عن المواطن، وتحول الدواء مجرد سلعة يمكن تداولها بسهولة من خلال موقع،بعيدا عن الأماكن المخصصة لها مثل الصيدليات والمستشفيات، وبدون استشارة الطبيب. وكانت قد حذرت وزارة الصحة والسكان، من شراء الأدوية والمستحضرات الطبية عبر الصفحات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن التفتيش الصيدلى بالتعاون مع الأجهزة الرقابية المختلفة، رصد وجود صفحات تستقطب المرضى لبيع بعض المنتجات الدوائية المتعلقة بالأمراض المزمنة. وفي تصريحات خاصة رصدت "بوابة الوفد"، أراء بعض الخبراء حول هذا الشأن. وفي هذا الصدد قالت الدكتورة إليزابيث شاكر، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن تحذير وزارة الصحة والسكان، من شراء الأدوية والمستحضرات الطبية عبر الصفحات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، تُعد خطوة مُهمة تصُب في مصلحة المواطن، مؤكدة أن تداولها بهذه الطريقة مرفوض تمامًا لما تحملة من خطورة. وأوضحت "شاكر"، أن الأدوية المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تُشكل خطرًا كبيرًاعلى صحة المواطن، فضلًا عن عدم توافر وسائل تأكيد الجودة والفاعلية للدواء، وإضافة إلى غياب تأكيد الجودة، لافتة إلى أن هذه المنتجات من أدوية أو مستحضرات تجميل، قد تكون هذه مغشوشة أو منتهية الصلاحية. وحذرت "شاكر"، من أضرار شراء الأدوية عبر وسائل التواصل الإجتماعي لما تحمله من عواقب، مشددة على دور الإعلام المهم المرئي والمسموع، في معالجة هذه القضية من خلال نشر الوعي والتثقيف لدى المواطنين وشرح خطورة هذه المنتجات بتلك الطريقة. وأكدت، أن هذه الأدوية تشكل خطورة كبيرة من جميع الجهات، حيث أنها قد تكون غير معلومة المصدر أو منتهية الصلاحية، أو تحتوي على مكونات غير صحية، كالسموم والمخدرات أو المواد المشعة، مناشدة وزارة الصحة والسكان، بمتابعة الصفحات التي تسمح بشراء الأدوية عبر موقعها وإتخاذ إجراء رسمي بغلقها. وشددت عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، على دور وزارة الصحة والسكان، على ضرورة توفير الأدوية المطلوبة للمريض الغير موجودة في الأسواق من خلال الصيدليات والمستشفيات، قبل التحذير من تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لايلجأ المواطن إلى شرائها من أماكن غير معروفة المصدر. ومن جانبها أكد الدكتور ربيع الدندراوي، عضو مجلس النقابة العامة للصيادلة، أن شراء الأدوية والمستحضرات الطبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يضُر بالمواطن لما تحمله من خطر ًا على الصحة العامة له، حيث أنها عادة ما تكون مجهولة المصدر، ولا يمكن معرفة مكان تصنيعها، مشددًا على ضرورة تدوالها عبر منافذ البيع الرسمية وهي الصيدليات فقط، أو من خلال المستشفيات بعد إجراء الكشف. وحذر "الدندراوي"، من خطورة الأدوية والمستحضرات الطبية المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أن نسبة كبيرة منها قد تكون مغشوشة أومجهولة المصدر، كما أن محتواها غير معروف، بالإضافة إلى أنها قد تودي بحياة المواطن وتصل به إلى الموت المباشر. وفي سياق متصل قال الدكتور مروان سالم الصيدلي، والخبير الدوائي، إن تحذير وزارة الصحة والسكان، من شراء الأدوية عبر الصفحات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، تعد خطوة جيدة تساهم في التصدي لانتشار هذه الظاهرة، مؤكدا أن وسائل الإعلام والقنوات الفضائية المروجة لبعض المنتجات لها الفضل الأكبر في تداولها. وأضاف "مروان"، أن الادوية المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن تعرض صحة المريض لمخاطر كبيرة، حيث أنها قد تكون مجهولة المصدر أو منتهية الصلاحيه أو مهربة، أو مخزنة بطريقة خاطئة. وطالب الصيدلي والخبير الدوائي، بضرورة توفير وزارة الصحة والسكان، للأدوية التي يحتاج إليها المريض أو بدائلها، في الصيدليات والمستشفيات، حتى لايسمح بتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والسوق السوداء.