تحت عنوان "المتشددون الاسلاميون يهددون المسيحيين فى سوريا" نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" الامريكية مقالا ل"جون ابنير " رئيس منظمة التضامن المسيحى الدولية". وقال الكاتب انه على الرئيس الامريكى "باراك اوباما" الا يتجاهل الاقليات الدينية الموجودة فى سوريا. واضاف :" لقد انقضى أكثر من عام منذ ان تحالفت الولاياتالمتحدة مع المعارضة التي يهيمن عليها السنة في سوريا والقوى السنية الاخرى في الشرق الأوسط لقلب نظام حكم الرئيس السورى "بشار الأسد". واذا كانت الولاياتالمتحدة قد سعت إلى هذا الهدف باسم الشعب السوري، فمن الواضح أن هدفها الاستراتيجي النهائي هو ضرب الحلف الشيعى السورى الايرانى ومنعه من تحقيق هدفه فى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط. ولتحقيق هدفها، فإن الولاياتالمتحدة توظف كل امكانياتها بما فى ذلك العقوبات الاقتصادية، والدعم السياسي للمعارضة السورية، والدعم العسكري لمقاتلى للجيش السوري الحروغيره من العصابات والجماعات المسلحة التي تهيمن عليها السنة ، وذلك من خلال التحالف مع المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا . واشارت الصحيفة الى ان جميع حلفاء الولاياتالمتحدة لهم سجل سىء فى الديمقراطية ، وخاصة في مجال حقوق الأقليات الدينية والعرقية. وقالت الصحيفة ان الاوضاع تتدهور بسرعة فى سوريا ، ويعانى الناس من التشرد والنزوح والموت والدمار. وادى دعم الولاياتالمتحدة النشط لتغيير النظام في سوريا الى التدافع الفوضوي على السلطة والنفوذ، والدول المجاورة والجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة يتنافسون للحصول على حصة من الدولة المنهارة. وأصبحت الحرب الأهلية السورية، على حد تعبير وزير الدفاع الامريكى "ليون بانيتا" ، هي الحالة التي تدور بسرعة وخرجت عن نطاق السيطرة." واذا كانت هناك ادانات لقوات "الاسد" لما ترتكبه من جرائم ، فأن المعارضة السورية على نحو متزايد ترتكب مجازر، وهناك ابعاد طائفية تبدو بوضوح وخصوصا تجاه المسيحيين وغيرهم من غير أهل السنة، الذين يشكلون نحو 25 % من سكان سوريا. وأفاد مراقبو حقوق الإنسان والمسؤولين عن الكنائس بوقوع حالات اختطاف من قبل المعارضة المسلحة وتعذيب وتشريد والقتل واستخدام المدنيين كدروع بشرية. مثل هذه الجرائم غالبا ما يرافقه صيحات "الله أكبر"، "الموت للكفار" وغيرها من التعبيرات لحركة الجهاد الإسلامي. واوضحت الصحيفة ان المسيحيين فى مدينة حمص يتعرضون للاضطهاد، وتم احتجاز بعضهم كرهائن ، وأعرب أسقف طائفة الكلدان في حلب عن خوفه من أن يلقى المسيحيين فى دمشق وبقية محافظات سوريا نفس المصير . واشارت الصحيفة الى ان الجماعات الجهادبة التى تحارب فى سوريا ترفض انضمام المسيحيين والعلويين ابلى المعارضة ، حتى انه بعض الجماعات قالت تعقيبا على ابداء بعض العلويين الرغبة فى الانضمام للمعارضة " لا نسمج للخنازير بالعمل معنا ". واضافت الصحيفة ان هناك حالة من القلق العالمى تجاه ما تعانيه الاقليات الدينية والعرقية فى الشرق الاوسط ، خصوصا فى مناطق النزاعات مثل العراق ، الا ان الخوف الاكبر اصبح الان فى سوريا . وطالبت الصحيفة الرئيس "أوباما" بترجمة الكلمات الجميلة التى قالها فى مايو 2011 تعقيبا على الثورات العربية بالدفاع عن حقوق الاقليات ، الى سياسة ملموسة قابلة للتنفيذ ، ويجب على الولاياتالمتحدة ان تستخدم جميع الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والاستراتيجية التي في حوزتها لتحقيق ذلك . وينبغي على "أوباما" ان يدعو المعارضة السورية ومؤيديها من الخارج - وخصوصا المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا - لتعلن تأييدها لحقوق الأقليات والحرية الدينية وتشكيل حكومة محايدة دينيا، وإدانة جميع أشكال الطائفية. ويجب على واشنطن ألا تضحي بالأقليات الدينية من سوريا في جهودها لبناء كتلة اسلامية سنية ضد الطموحات الإقليمية لإيران الشيعية. كما ان فشل الولاياتالمتحدة وحلفائها فى ضمان حقوق الإنسان للأقليات الدينية ، سيجعل نظام "الاسد" أكثر تشددا ، بل انه سيطيل أمد الحرب الأهلية.