تزوجت منذ عام ونصف العام من رجل قمة في الإحترام والشهامة وحسن الخلق, ولكن تقابلني في شهر رمضان للمرة الثانية مع زوجي مشكلة فهو يصر علي قضائي الشهر مع أهله في منزلهم كنوع من صلة الرحم، ولمساعدة والدته في الشهر الكريم ولكوننا نسكن بعيدا عنهم وهو يرغب في الإفطار معهم كل يوم, وبصراحة هذا الموضوع يضايقني لرغبتي في قضاء الشهر مع زوجي بالإضافة لوجود أخ عازب له في المنزل يمنعني من التصرف بحرية ,.. صارحت زوجي بذلك ولكنه لم يحرك ساكنا, ماذا أفعل وكيف أقنعه بقضاء الشهر الكريم في بيتنا ؟ وهل أصر على موقفي وأمتنع عن الذهاب إذا أصر على موقفه أم أكون بذلك قاطعة للرحم؟.. أفيدوني؟ الوقت المناسب في رده على الاستشارة يؤكد الدكتور شاهين رسلان ،الإستشاري النفسي والإجتماعي, أن السائلة لابد أن تعطي الزوج الإحساس بكونها فردا من أفراد عائلته خاصة ونحن في شهر كريم يحثنا علي صلة الأرحام، وتبحث عن حل يرضيه ويرضيها ولاتهاجمه لأنه بار بأبيه وأمه، خاصة وأنه كما يتضح من كلامها طيب القلب ويحبها بشدة، ومن لم يكن له خير في والديه لن يكون له خير فيها. ويضيف رسلان أن الزوجة عليها أن تتفاهم مع زوجها بهدوء ولا تصعد الأمور وتتبع في ذلك عدة خطوات: - تختار الوقت المناسب للتحدث إليه, حتي يستمع إليها ويتفهمها. - تبدأ كلامها بالإثناء عليه لحرصه علي صلة رحمة, وأنها هي أيضا تعتبرهم مثل أهلها وتحبهم بشدة, وأنها تحمد الله أن أعطاها زوجا مثله, ولكنها لا يمكنها الإقامة طوال شهر رمضان في منزل أبيه خاصة مع وجود أخيه وهو شاب مما يجعلها علي غير راحتها. - تقترح عليه تجهيز الإفطار في منزلها والذهاب به كل يوم للإفطار معهم وقضاء بعض الوقت ثم العودة للمبيت في عش الزوجية. - في حالة رفضه تتحدث مع والدها ليتحدث معه في هدوء, ويوضح له أن له حرية الإختيار في النهاية فهي زوجته وواجب عليها طاعته. - في حالة رفضه عليها أن تتحمل إرضاء لزوجها. فترة مؤقتة أما الدكتور "محمد عبد الجواد"، خبير التنمية البشرية والعلاقات الأسرية، فيحذر الزوجة من تصعيد الموقف ويرى أن المشكلة مؤقتة ومرتبطة بمناسبة شهر رمضان ورغبة الزوج في التقريب بين زوجته وأهله لإعتبارها واحدة من أفراد المنزل، ويطالبها أن تقلل من أنانيتها ولا تتخذ شقيق زوجها حجة لتمنعه من صلة الرحم. ويطالبها بعدم وضع حل وحيد أمام الزوج وهو عدم المبيت نهائيا عند أهله طوال رمضان خاصة وأنها لا تجلس منفردة مع أخيه، لأنها بذلك تضعه في مأزق الإختيار بين أسرته وبينها مما يدفعه للعند بدلا من البحث عن حلول مناسبة للمشكلة. وينصح الزوجة للحفاظ علي بيتها أن تعرض علي الزوج الاستمرار في مساعدة أمه في تحضير وجبة الإفطار ولكن بشرط ألا يستمر ذلك طوال الشهر, بل من الممكن تحضيره أربعة أيام في منزلها وثلاثة أيام عند أهله، وتجهيز الطعام في منزلها وتذهب به جاهزا إليهم لتأخذ راحتها، وفي حالة رفضه توسط أحد الأقارب الموثوق في رأيهم بعد إستئذان الزوج ليحكم بينهما. خيرا لكِ وحول رأي الدين في مشكلة القارئة يؤكد الشيخ ابراهيم البديوي ،استاذ التفسير بالأزهر، أن الله أمر بصلة الرحم ونهى عن قطعها، فعن جبير بن مطعم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ . متفق عليه. كما أنّ صلة الرحم من أسباب البركة في الرزق والعمر، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ . متفق عليه. ويوجه حديثه للزوجة قائلا: ليس من حقك أيتها السائلة أن تعترضي على زوجك فيما يقوم به من صلة أهله ومداومة السؤال عنهم؛ لأن فعله هذا من أعظم الطاعات وأجل القربات التي يتقرب بها إلى الله جل وعلا في هذا الشهر الكريم، فأحرى بك أن تكوني عونا لزوجك على برِّه بأمه وأبيه. وقد يجعل الله في ذهابك لأهل زوجك خيرا لك وأنت لا تعلمين، كما قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. {البقرة: 216} ولا تنسي أن إقامتك عندهم ليست دائمة، وإنما هي فترة شهر رمضان، فاحتسبي هذه الفترة لوجه الله تعالى عسى أن يكون ذلك من أثقل ما يكون في ميزان حسناتك يوم القيامة . ويضيف: أما بالنسبة لشقيق زوجك فطالما لا توجد خلوة وانتِ ترتدين اللباس الشرعي، فلا حرج، ولو كنتم في غرفة واحدة، مع وجوب غض البصر لما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: فرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت, قال الليث: الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج، كابن العم ونحوه.والله أعلم.