تناقش رواية "بنات 6 أبريل" للكاتب أحمد محمد عبده، والصادرة عن مؤسسة أروقة للنشر والتوزيع 2019 بالقاهرة، فترة الحراك الثوري التي مرت بها مصر، ودور حركة 6 أبريل التي كان لها الدور الأكبر في إشعال الثورة في 25 يناير، حيث تعرض ما لها وما عليها، وعلاقتها بجماعة الإخوان، نظرية المؤامرة أو الأجندة، التحولات التي تمر بها حركة ثورية أثناء وبعد الثورة، اتجاهات متباينة داخل الحركة، واتجاهات وقناعات مختلفة لأبطال الرواية،مثل: شاكر النحيف الحانق على النظام الجاري خلعه، يؤيد الثورة عليه بأي وضع وبأي ثمن حتى لو كانت بالمؤامرة، ويشجع ابنته عضو الحركة، أمين الهباش رجل النظام وعضو الحزب الحاكم،الذي يرفض الثورة،فهو حانق على ابنته عضو الحركة، اللواء حسن الكاشف ويمثل التيار العقلاني، ُيفضل البعد عن التهور واستشراف ما يمكن أن يحدث من تداعيات نتيجة ثورة شعبية ليس لها ضوابط، يمسك العصا من المنتصف بالنسبة لابنته عضو الحركة. وتبدو المفارقات بين هؤلاء الآباء كجيل قديم وبناتهم كجيل جديد، فتمر الرواية بعدة منعطفات منها تواري دور الحركة في الثورة على الإخوان، اشتراك بعضهم فيها بدور ثانوي بعد أن كانوا هم بطل المشهد في 25 يناير، ثم موقفهم المُريب مما حدث بعد 30 يونيو. استخدمت الرواية أكثر من تقنية فنية، علاوة على الفلاش باك، والمونولوج الداخلي، توزعت حكاية السلحفاة التي تعيش ثلاثمائة سنة على طول الرواية، في مقاطع ترويها " أبله فضيلة " على أطفالها في البرنامج الشهير" غنوة وحدوتة " إسقاطا على وضع أنظمة الحكم المُزمن في العالم العربي، واقعية مرصعة بفانتازيا، جاءت متوائمة مع موضوع الرواية، كما استخدم الكاتب تقنية الشهادات لبعض الأصوات المؤثرة في الرواية، بما يتفق مع أدوارهم فيها، والتناص مع ما يناسب المواقف الدرامية، ببعض ما جاء في كتاب " العقد الاجتماعي لجان جاك روسو"، على لسان شاكر النحيف مدرس الفلسفة سابقا. و يضعنا الكاتب في نهاية الرواية أمام سؤال مفتوح: هل المقصود هنا هم بنات6 أبريل.. الحركة المعروفة، أم تلك الزهرات الصغيرات الخمس اللاتي تصادف ولادتهن يوم تأسيس الحركة في 6 أبريل 2008 ؟, وقد وضعهن الكاتب على أول طريق آخر، لاستكمال مشوار الثورة في عملية دائرية!