أكدت الدكتورة هبة رءوف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على أهمية منصب وزير الأوقاف، لافتة إلى أن هذه الوزارة على الرغم من أهميتها إلا أنها ترهلت وتعرضت للعديد من المشكلات التي أفقدتها بريقها وتأثيرها في المجتمع. ولفتت إلى أن هذه الوزارة بها مصالح وقطاع يترأسه "لواءات"، مؤكدة أنها تحتاج خبيرا له باع في الإدراة. وأشارت رءوف إلى أن تحرير المساجد من قبضة الأمن، الذي أغلقها في وجه الناس بعد الصلوات لهواجس أمنية، دون أن يهيمن عليها تيارات بعينها، أمرا يحتاج رؤية واضحة وفريق عمل يدرس الأمر ويتوصل لحل لهذا الأمر، مضيفة أن الفصل بين الأوقاف من ناحية وتطوير صناديق وقفية، تساهم في تمويل العمل الأهلي والدعوة الإسلامية من ناحية أخرى وبناء كوادر دعوية، صار أمرا ملحا ولازما. وأوضحت أن مستوى الخطابة والدعوة في وزارة الأوقاف، والعناية بمضمونها وتطويره بات مسألة فاصلة في استمرار أو هجر الشباب للمساجد، مؤكدة أن هذه الوزارة لن تتحمل المزيد من الجمود. ونبهت رءوف إلى أن وزارة الأوقاف من أهم الوزارات، حيث صارت المساجد تضم المدارس والمستشفيات، مشيرة إلى أهمية التفكير في الإدارة الأمثل لدور المسجد لتنمية المجتمع. وأكدت رءوف على أهمية النهوض بالوضع المالي والثقافي للأئمة، قائلة: "لقد كان أئمة الفقه والعلم والوعظ أصحاب مكانة اجتماعية.. وكان الرجل يبحث لابنته عن أزهري عالم.. والنهوض بالوضع المالي والثقافي للأئمة فريضة". وطالبت رءوف بعمل فريق متنوع التخصصات يعمل مع وزير الأوقاف لتحقيق المهام السابق الإشارة إليها، وبناء النهضة المنشودة، مشيرة إلى أنه في بعض البلاد الإسلامية يوجد مجلس أعلى لشئون الدعوة والوعظ يرتقي بمستوى الدعاة ويعيد بناء رؤى للمضمون الدعوي وتجديده، وتزويد الوعاظ والأئمة بأدوات حديثة. وقالت رءوف إنه على من تطرح عليه وزارة وهو ليس أهلا لها عليه أن يرفضها، لأنه إن قبلها فإنه يغامر بالوطن، حيث أوضحت مخاطبة رئيس الوزراء أن الخطر القادم هو إعادة النظام البائد. وأضافت رءوف – خلال تغريدتها على موقع التواصل الاجتماعي اليوم السبت - :"خريطة جهاز الدولة تحتاج إعادة بناء.. والإصلاح سيكون أسهل لو فصلنا بعض القطاعات عن بعض وأعدنا تركيب الوزارات ثم بدأت مكافحة الفساد والتطوير". ووجهت رءوف رسالة للأجهزة المعنية قائلة: "اتقوا الله في مساجدنا وأعيدوها لنا منارات يقصدها الناس للفهم والفقه، وكافحوا الفساد الذي دب في الأوقاف لتعود دائرة استقلال مالي لعمل أهلي".