تحتل محافظة سوهاج موقعًا متقدمًا بين محافظات الصعيد فى صدارة شبكة الطرق المتهالكة والأولى فى مصر بالنسبة لارتفاع الحوادث المرورية والتى تتسبب كل يوم فى إسالة دماء الأبرياء، ولفقر الموارد داخل المحافظة يهجرها أبناؤها بحثًا عن الرزق فى أرض أخرى، الأمر الذى يضطرهم للمرور عبر طرقات المحافظة الموحشة، الدامية التى تحصد أرواحهم ذهابًا وإيابًا. لم تسلم عائلة سوهاجية من حوادث الطرق وفقدان أحد أفراد العائلة ومن ينجو من هذه الحوادث وتكتب له الحياة يصاب بالعجز أو بعاهة مستديمة، ناهيك عن تكبد الأموال الطائلة فى رحلات العلاج بالمستشفيات الخاصة والحكومية، وكذا الخسائر الفادحة من الملايين التى تهدر سنوياً من تحطم المركبات والسيارات فى تلك الحوادث. أربعة طرق زراعية بسوهاج، الطريق الزراعى الشرقى بطول 68 كم ويمتد من سوهاج إلى قناطر نجع حمادى ونتيجة لوجود منحنى شديد الخطورة تكثر فيه الحوادث بمنطقة أولاد الشيخ بمركز ومدينة دار السلام جنوب شرق محافظة سوهاج. وتم التعامل معه بعمل مطب صناعى للقادم من سوهاج فى اتجاه القناطر، مما قلل من سرعة المركبات ومرورها بأمان داخل المنحنى، ولكن ما زال هذا الطريق يعانى كثرة الحوادث نظراً لمروره بالكتل السكنية والمطبات العشوائية التى أقامها الأهالى للحد من الحوادث والحفاظ على الأرواح ولكن للأسف الشديد هذه المطبات عملت على تفاقم المشكلة وزيادتها. أيضاً الطريق الزراعى الشرقى الثانى بطول 38 كيلو مترًا تقريباً ويمتد من سوهاج إلى عزبة الزهرى والذى يقع هو الآخر بين مجريين مائيين، نهر النيل وترعة نجع حمادى وهو طريق ضيق جداً حيث لا يتعدى اتساعه 7.5 متر للاتجاهين وهو حارة واحدة والحل الوحيد لتوسعة هذا الطريق - الذى تكثر عليه الحوادث المتكررة - هو تغطية الترعة أو جزء منها ويحتاج هذا الحل إلى مبالغ ضخمة لا تكفيه ميزانية المحافظة. والطريق الثالث هو الزراعى الغربى ويبلغ طوله حوالى 57 كيلو مترًا تقريباً ويمتد من سوهاج شمالاً إلى أبوشوشة جنوباً ونظراً لمروره بالكتل السكنية تزداد به الحوادث والمصادمات شبه اليومية لكثرة المطبات العشوائية والتى يتم إزالتها عن طريق الهيئة العامة للطرق والكبارى والوحدات المحلية كل فترة وتحرير المحاضر الخاصة بالتعديات، إلا ما يلبث أن تعود مرة أخرى بلد وتزداد من قبل المواطنين الواقعة مساكنهم على الطريق. وهناك أيضاً الطريق الزراعى الغربى والذى يمتد من سوهاججنوباً إلى مركز طما آخر حدود المحافظة شمالاً بطول حوالى 55 كيلو مترًا تقريباً ونظراً لوجود المنحنيات وكذلك المطبات تكثر فيه الحوادث عند منطقة الشيخ يوسف بالمراغة والشيخ زين الدين بطهطا ورغم القيام بتوسعة الطريق عند هذه المنحنيات وفصل الحركة باستخدام «عواكس» أرضية من الألومنيوم إلا أن الطريق يحتاج إلى الصيانة واللوحات الإرشادية ومراقبة السيارات التى يقودها الصبية فى رعونة شديدة تظهر فى السرعات الزائدة على كل هذه الطرق. أما بالنسبة للطرق الصحراوية فحدث ولا حرج فهى أكثر خطورة ويطلق عليها المواطنون مصائد الموت، فهناك الطريق الصحراوى الغربى وقامت الدولة بتوسعة حوالى 95% منه ولكن الخطورة فى المسافة من سوهاججنوباً إلى محافظة أسيوط شمالاً ويعتبر من أكثر الطرق خطورة لأنه حارة واحدة ذهاباً وعودة وتسير عليه جميع المركبات الثقيلة والخفيفة يخيم عليه الظلام الدامس فى أماكن كثيرة لعدم وجود أعمدة الإنارة، وكذلك لا توجد به أى شبكات للمحمول مما يصعب من عملية الاتصالات عند وقوع الحوادث، ناهيك عن عدم وجود محطات البنزين أو خدمة إصلاح أعطال السيارات أو الإطارات. وأخيراً يأتى الطريق الصحراوى الشرقى وهو من الطرق الحيوية والمهمة والذى تم إنشاؤه لخدمة سوهاج وربطها بالمحافظات المجاورة نجد أن الوصلة من سوهاج حتى أسيوط بطول 145 كم يشهد العديد من الحوادث لوجود العديد من النقاط السوداء فى الوصلة من حى الكوثر، وحتى بداية الطريق عند الدوران بطول حوالى 11 كم وتتمثل فى وجود ثلاثة منحنيات شديدة الخطورة نتيجة تغيير مسار الطريق عند تلك المنحنيات لمرورها بالمخزن المتحفى التابع لهيئة الآثار ويجب العودة إلى المسار الأصلى أو إعادة تصميم تلك المنحنيات للحد من الحوادث.