كتبت:لُجين مجدي نشرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أمس الخميس, آخر العظات التعليمية التي القاها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر رقم 117, فقد كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يتولى البابوية، وهو رابع أسقف يصبح يتولى الرعاية البابوية بعد كل من الأب يوحنا التاسع عشر1942م و الأب مكاريوس الثالث 1944م, و الأب يوساب الثاني1956م, كما شغل مناصب آدبية رفيعة إلى جانب الوظيفة الدينية و الرعوية القبطية الأرثوذكسية. لقد ساد الحزن في قلوب جميع الأقباط بمختلف طوائفهم حين القى العظة التعليمية الأخيرة يوم7 مارس عام 2012م بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية, تحت عنوان " الذكاء" وكانت هذه العظة تشبه الوصية الايمانية الذي القاها المتنيح العظيم في نفوس أبناء الكنائس القبطية كما تناول حقوق الأقباط و توزيع المساحات الأرضية لتأسيس الكنائس. و قد وردت بعض التوصيات التى دعى إليها البابا شنودة الثالث حول مسببات و موانع نمو الذكاء البشري فقد أوصى بالبعد عن الغضب و التعصب و التشدد الذي يجعل الإنسان يخطئ مما يؤدي إلى تعطيل القدارات العقلية و الحكمة و احياء المشاعر الانسانية, كما أوصى بتجنب مشاعر الكرة و الجشع الذي يؤدي إلى ترسيخ مبادئ الشر في نفوس البشر مما يضعف الادراك الانساني و يتسبب في إحداث الفوضى و انتشار النزاع و الحروب. كما أشار مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث إلى ضرورة إلتزام الانسان بمبادئ الخير و المحبة حتى يتمكن من تكوين خبرة حياتية تمكنة من إستيعاب البشر و تساعده على تحقيق التعايش مع كافة الاختلافات الفكرية و العقائدية و المذهبية وقد عبر عن ضرورة أن يتمتع الانسان بالخبرة قائلًا" ومن وعى التاريخ فى صدره أضاف أعمارًا إلى عمرهِ". أختتم الراحل العظة التعليمية الاخيرة داعيًا أن يسلك أبناء الكنائس المسيحية نهج السيد المسيح و ان يتبعوا سلوكة العظيمة و أن تتسم طباعهم بالمحبة و الطيبة و الحزم و الإيمان. لقد بدى المتنيح البابا شنودة الثالث خلال هذا اللقاء الأخير متعبًا و لم تكتمل ساعات العظة التعليمية , لكنها كانت بمثابة التوصية الاخيرة التى القاها ليمهد الرحيل يوم السبت الموافق 17 مارس عام 2012م بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 89عامًا, وقد كان لرحيل هذه الشخصية العظيمة حزنًا كبيرًا و لذلك تحرص الكنيسة الأرثوذكسية على إعادة تعاليم والعظة الاخيرة لقداسة البابا شنودة الثالث سنويًا.