أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف استعداد الازهر للمساهمة في إنشاء مركز ثقافي لتعليم اللغة العربية ب"تشاد" لإعداد الكوادر المؤهلة لتدريسها بكافة المراحل الدراسية هناك وبخاصة المرحلة الابتدائية لان اللغة العربية لغة القرآن الكريم والسنة النبوية؛ بها تحافظ الأمة على هويتها وثقافتها ووحدتها، ومكانتها بين الأمم. جاء ذلك خلال استقبال الإمام الأكبر بالمشيخة اليوم الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، مستشار الرئيس السوداني ورئيس مجلس أمناء جامعة إفريقيا العالمية بالسودان حيث تم بحث أوجه العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، وبخاصة في المجالات العلمية والثقافية. كما أكد فضيلة الإمام أن الأزهر جامعًا وجامعة يمد يد العون لجميع الدول من خلال زيادة المنح الدراسية للطلاب خاصة من دول إفريقيا . وطالب مستشار الرئيس السوداني مساعدة الأزهر في وضع مشروع لتعليم اللغة العربية على مستوى القارة الأفريقية بصفة عامة، وتشاد بصفة خاصة، وذلك بعد قرار الرئيس التشادي بجعل اللغة العربية لغة رسمية لتشاد في وقت تعاني فيه من ضعف الإمكانات والكوادر البشرية لهذا الغرض. وأضاف الدكتور عثمان أن السودان بلد سني، ولا يقبل بغير عقيدة أهل السنة مذهبا، ولذلك يلجأ إلى الأزهر الشريف لتدعيم هذه العقيدة الوسطية؛ فوجود الأزهر في الجامعة يجعلنا جميعا مطمأنين على مسارها السليم. مبينا ان الجامعة الأفريقية العالمية قامت بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة وثائق الأزهر؛ للاستفادة منها في وضع تصور واضح لمستقبل السودان، لاسيما أن ما ورد في الوثائق لا يهم مصر وحدها إنما العالم العربي كله مما سيسهم في توجيه الربيع العربي إلى طريق الرشاد، وذلك انطلاقًا من تقديرنا للدور الوطني الذي يقوم به الأزهر الشريف في هذه المرحلة الراهنة. وأوضح أن بعض الدول الكبرى استغلت الساحة الأفريقية في تحقيق مصالحها الخاصة؛ وذلك بإقامة مؤتمرات ومشاريع تهدف من خلالها إلي تحقيق مصالحها وعلي سبيل المثال المؤتمر الصيني الأفريقي والمؤتمر الروسي الأفريقي، بينما الدول العربية بعيدة عن الساحة الأفريقية وهمومها.