تحدثت الباحثة الإسلامية سميرة عبدالمنعم، عن موضوع "حقوق العباد" قائلة: "الحق لغةً هو خلاف الباطل، والحق هو اليقين، ويكفى أن الله جعله من أسمائه وقيل من صفاته". وأضافت "لقد جاءت الشريعة الإسلامية لتنظم حياة الإنسان و لتحقق له السعادة فى الدنيا و الآخرة، وترشده إلى الطريق المستقيم و لتأمن مصالحه و تحمى حقوقه،لذلك فقد عظم الإسلام أمر حقوق العباد، وجعل الاعتداء عليها جريمة و حدد عقوبتها و لم يتركها لاجتهاد الإنسان، عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-:(من كانت له مظلمة لأخيه أو شيء فليتحلله قبل أن لايكون دينار و لادرهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته و إن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه". وتابعت "لا تسقط حقوق العباد بالتوبة ،الندم ،الإقلاع عن هذا الظلم أو هذة المعصية و العزم على عدم العودة، حتى فضائل الأعمال من صلاة، صيام، حج، هجرة و حتى الجهاد لا تكفرها، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:(يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين، وحقوق العباد كثيرة،و يمكن تقسيمها إلى حقوق مادية و حقوق معنوية". وأكملت "عن الحقوق المادية يقول النبى صلى الله عليه و سلم فى حجة الوداع(إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم)،إذن فالتعدى على أموال الناس كالسرقة،الاحتيال، أخذ مال غصب، الاختلاس، السلب، النهب، الحرابة" وهى قطع الطريق لسلب الأموال و قد يكون للقتل أيضًا وأكل مال اليتيم الذي يقول الله تبارك و تعالى عنه:( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون فى بطونهم نارًا و سيصلون سعيرًا)،كل ذلك يعد من حقوق العباد المادية التى لا يتخلص من المساءلة عنها بالتوبة لكن لابد من رد المظالم. واختتمت "يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:(كل المسلم على المسلم حرام دمه و عرضه و ماله)،دمه أى حق الحياة، يقول تعالى:(و من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)،و يقول تعالى:( ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون )، ويدخل فى حرمة الدين تحريم الانتحار يقول تعالى:(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا)،و تحريم قتل الأولاد فيقول تعالى عنه:(و لا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم و إياهم). و يعد الإجهاض كقتل النفس".
