بات استخراج الأوراق الرسمية من السجل المدنى بمدينة أبوالنمرس أمرا فى غاية الصعوبة والإهانة، زحام شديد ومشاكل بالجملة، مشهد يتكرر كل يوم أمام السجل المدنى قد يصل فى النهاية إلى عراك بالأيدى، سواء بين المواطنين بعضهم البعض أو بينهم وبين موظفى السجل، الذين صاروا أربعة موظفين بعدما كانوا عشرة فى الماضى. قبل عدة أشهر جاءت قرارات من إدارة الأحوال المدنية بإحالة بعض الموظفين إلى المعاش ونقل بعضهم، دون الزج وإضافة غيرهم، فصارت قوة العمل داخل السجل المدنى فى أدنى مستوياته وصارت الخدمة التى تقدم لرواده تكاد تكون منعدمة.. محمود الشريف، مدير مدرسة ترسا التجريبية، يروى معاناة ساعات من الانتظار أمام السجل فيقول: حضرت هنا منذ العاشرة صباحًا من أجل استخراج بطاقة بدل فاقد للرقم القومى وسط بيئة لا تطاق، والآن الساعة تقترب من الواحدة ظهرًا ولم أتمكن من الوصول إلى الشباك بسبب الزحام الشديد، فلم يوجد داخل السجل سوى ثلاثة موظفين أحدهم يقوم بتسليم الاستمارات للمراجعة، وآخر يجلس على الحاسب الآلى لاستخراج المواليد وغيرها، والثالث يقوم بتصوير المواطنين للرقم القومى وكذا يقوم بتحصيل غرامات التأخير التى صدرت مؤخراً.. أما وفائى عطية، ابن قرية منيل شيحة يقول: منذ وصولى هنا التاسعة صباحًا لم يقدر أحد سنى والطابور لا يتحرك ولا ينتهى، ولو تحرك قليلًا فهو بسبب الوسطاء الذين اتخذوا من السجل المدنى مصدر رزق لهم، لذا أطالب مدير مصلحة الأحوال المدنية بمراقبة الموظفين جيداً، وتوفير شباك خاص لكبار السن وذوى القدرات الخاصة يخفف عنهم ما يتعرض له الآخرون... يضيف كارم محمود: لم أكن أعلم أن استخراج شهادة ميلاد مميكنة يتوجب علىّ الحضور هنا من التاسعة صباحًا وحتى الواحدة ظهراً، كل هذا بسبب أمين السجل الذى يستقبل مكالمات هاتفية أكثر من عمله، إضافة إلى ذلك أنه كلما وقعت مشادة بين المواطنين بعضهم البعض يغلق الشباك أمام الجميع حتى ينتهى من شرب الشاى أو تنتهى المشكلة.. ويتساءل عبدالرحمن عيد أبوسريع: هل يعقل أن مكتب سجل مدنى لمدينة ومركز يضم اثنتى عشرة قرية يعمل بجهاز آلى واحد وأربعة موظفين؟ هل يعقل بين الحين والآخر يغلق السجل نوافذه ساعات بسبب تعطل السيستم؟ أتمنى أن يستمع السيد وزير الداخلية لما نحن فيه، نحتاج أجهزة حاسب آلى وليس جهازاً واحداً، نحتاج موظفين ذوى كفاءة عالية.