ذكرت مصادر يابانية مطلعة، اليوم الأربعاء، أن الحكومة اليابانية تبنت نهج "الانتظار والترقب" في مواجهة الاقتراح المفاجيء الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي بشأن إبرام معاهدة سلام ما بعد الحرب العالمية الثانية دون شروط مسبقة، بحلول نهاية هذا العام، وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. فمن جانبها، أفادت صحيفة "جابان تايمز" بأن حكومة طوكيو أبلغت موسكو عبر قنوات خلفية أنها لا تستطيع قبول الاقتراح، لأنه يتناقض مع إعلان طوكيو لعام 1993 بين البلدين، وفقا لمصادر حكومية، حيث أكدت كل من اليابانوروسيا، في هذا الإعلان، أنهما ستوقعان على معاهدة سلام تنهي رسميا أعمالهما القتالية في زمن الحرب بعد تسوية قضية السيادة على أربع جزر في شمال غرب المحيط الهاديء تسيطر عليها روسيا وتشير إليها اليابان باسم الأراضي الشمالية. وفي هذا، قال مسئول رفيع المستوى في وزارة الخارجية اليابانية: "لا جدوى من إبرام معاهدة سلام دون ترسيم خط الحدود". وأضافت المصادر أن طوكيو تعتزم انتظار خطوة بوتين القادمة، بينما تأخذ أحدث مقترح لها كعرض غير رسمي، وأشاروا إلى أن توجيه انتقاد بشكل رسمي للمبادرة الروسية ربما يؤثر على العلاقة المباشرة التي أقامها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مع الزعيم الروسي. وقدم بوتين الاقتراح بشكل مفاجيء خلال جلسة مفتوحة، حضرها آبي على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي الشرقي السنوي الذي عُقد في مدينة فلاديفوستوك الروسية بأقصى الشرق الروسي في 12 سبتمبر الجاري. وتجرى اليابانوروسيا مفاوضات منذ منتصف القرن العشرين بشأن إمكانية تسوية المشاكل بينهما على جزر الكوريل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كما وقعت الدولتان إعلانا مشتركا عام 1956 بشأن إنهاء حالة الحرب واستعادة العلاقات الدبلوماسية وجميع العلاقات الأخرى، إلا أنه منذ ذلك الحين لم يتم التوصل إلى معاهدة سلام، فضلا عن إعلان روسيا مرات عديدة سيادتها على جزر الكوريل.
