كتبت _ سمية عبدالمنعم: غادة الباز شاعرة من نوع خاص ، ينبض حرفها ألقا، وتورق معانيها حياة، تخلق من التفعيلات كونا متفردا ، فتبتسم في قلبك الدنيا؛ نعرض لها اليوم قصيدة "تأخرتَ كثيرًا": تأخرتَ كثيرًا مرَّتْ كثير من حكايا العمر لم نكن معًا. الطرقات طلسمية لا تحمل شيئًا من أخبارك اليوم وبالرغم من كل خرز المنى الملون في عنق الدروب لم يظهر وجهك تميمة سكون بين نوتات الروح وأحلام الجسد. الليلة اﻷشجار تحبني تخلط شيئا من عطر الصفصاف بزغب الضوء وترش وجهي هكذا يستيقظ طابع الحسن في على خفق الندى فيه كل يوم في الصباح الشوارع هادئة والضباب مزاج حائر يشق طريقه بين نخلات النيل باسما كما اﻷحباب في منامات مدللة . أهرب من باعة الصحف عادة قبل أن يلوح أنين الخبر ويلفنا هواء خفيف وتراتيل أغنيات غامضة وبقايا أصوات اﻷمس ونحط في فضاء فأل بعيد كنت قد أخبرتك قبلا أني أرى وجوه كل من رحلوا كلما نظرت إلى السماء لم أعد أتمنى أن يعودوا كما كنت أردد من قبل لا أدري في أي سماء هم ولا أجرؤ حتى على السؤال لكنك دائما تدفعني بلطف ﻷن أجرب . تعدل بيديك الواثقتين وضع جناحي الهادئين ﻷحلق بلا خوف كم أعشقك حين تشبه أبي ماذا لو فقدتك؟ تقول لي دائما أني نقية وأحمل حيوية الضوء وأن بإمكاني السير بشكل شاعري فوق شعاع دافئ وأني يوما سأرفل وسط السحاب ويدغدغني مطر البياض وأضحك كثيرا كطفلة . سأظل أحكي لك طويلا ك " أليس" وأنت في البعيد تدخن سيجارا لا أحبه وتبتسم . وحدك تعلم أني أحب اللون أصليا صافيا ولا أحبه ممتزجا حد ضياع الهوية وأني لو كنت أفاضل بين اﻷلوان لاخترت لون اللؤلؤ يكتظ ك الياسمين بحرير احساس لاأحد يسميه وكم يشبهنا قبل اﻷلم. وأنا أدفع بالكثير من الماء البارد على شعري وأكتافي المتعبة تخاتلني وردة حمراء ﻷدسها بين خصلاته في تلك اللحظة لم تكن يداك موجودتين بعض اﻷشياء جميلة حين تفعلها أنت .