حلقات يكتبها : خيرى حسن اكتشفه الفنان حسن فؤاد وشجعه على الغناء طائرة عسكرية نقلت جثمانه ملفوفاً بعلم مصر إلى مسقط رأسه تزوج عدة مرات ولم ينجب أولاداً الفنان عادل إمام عالجه ستة أشهر على نفقته فى أحد المستشفيات الخاصة انضم إلى فرقة «أولاد الأرض» وأشعل مدن القناة مقاومة شعبية بصوته بعد النكسة أخفيته فى بيتنا 6 أشهر حتى لا يتم اعتقاله - «يا بيوت السويس - يا بيوت مدينتى - استشهد تحتك - وتعيشى انتى» وأنا طفل صغير ألهو فى قريتى، كنت أذهب عصر كل يوم إلى ملعب الجمعية الزراعية؛ لممارسة كرة القدم. وذات يوم شتوى غائم، ينذر بسقوط أمطار، رأيت رجلاً خمسينى العمر، من أهل القرية، يتجول بجسده النحيف، حول مبنى سكنى يتكون من عدة أدوار، تابع للجمعية الزراعية. اقتربت منه بعض الشىء، فوجدته ينظر بتركيز، إلى الحوائط الخلفية للمبنى؛ حيث مازالت تحمل بقايا شعارات عفا عليها الزمن مثل: «هنحارب.. هنحارب.. الموت لإسرائيل.. يا أبوخالد يا حبيب. أمته هندخل تل أبيب»، وشعارات أخرى كثيرة، متفرقة، وباهتة ربما من فعل الزمن والسياسة معاً. الرجل ما زال يترجل حول المبنى ببطء، وأنا ما زلت أتفحص ملامحه الحزينة. فجأة توقف أمام كلمات على الحائط تقول: «يا بيوت السويس.. يا بيوت مدينتى.. استشهد تحتك وتعيشى أنتى»، ثم دمعت عيناه! قلت له: «لقد عادت السويس وكل مدن القناة. وعادت سيناء. وضحكت وأنا أذكره بأغنية الراحلة شادية «سينا رجعت كاملة لينا/ ومصر اليوم فى عيد!» نظر لى نظرة ساخرة دون أن ينطق، ثم مسح بيده دمعته وقال: نعم.. عادت سيناء كما تقول! لكن لم تعد «سلوى»! قلت له: ومن هى سلوى؟ رد بسعادة: هى فتاة جميلة من أبناء أسر السويس التى تم تهجيرها بعد نكسة 67 ولقد أحببتها بشدة، وحاولت سنوات عديدة إقناع أسرتى بالزواج منها، لكن أمى رفضت. وعندما وافقت بعد جهد جهيد من الإلحاح جئت إليها، أبلغها بموافقة أسرتى على الزواج. وعندما وصلت إلى هذا المكان فى ذلك الصباح الحزين، وجدت سيارة نصف نقل تحمل «سلوى» وأسرتها ومتعلقاتهم استعداداً للعودة للسويس. حاولت إقناعها بالبقاء، لكنها رغم حبها لى، أيضاً، رفضت وقالت سأعود إلى بيتنا وأرضنا وحياتى هناك. كانت تقول ذلك فى الوقت الذى كان يجلس فيه أخوها الأصغر «محمود» فى خلفية السيارة مع «العفش» وفى يده تسجيل قديم، ينبعث منه صوت مطرب يغنى «يا بيوت السويس/ يا بيوت مدينتى/ استشهد تحتك/ وتعيشى أنتى»، وكان محمود يغنى معه بصوت مرتفع فى ذلك الصباح السعيد بالنسبة له، الجريح بالنسبة لى. وقتها تحركت السيارة، وصوت قلبى أعلى من صوت محركها. وعيون «سلوى» تنظر من خلف الزجاج بعينين تمتلئان بالدموع. أما أنا فعدت إلى بيتى، أنظر لصورتها فى حجرتى. وبعد أسابيع ماتت أمى وتركتنى وحيداً، بعدما رفضت الزواج بغير «سلوى» ثم سكت!. قلت له وهو يودعنى: وبذلك ضاع الحب. رد وهو يتخذ طريقه عائداً إلى بيته: نعم.. عادت بيوت السويس.. لكن لم تعد «سلوى»! «استشهد.. والله وفى إيدى أكفانى فداكى.. وفدا أهلى وبنيانى أموت.. ويا صاحبى قوم خد مكانى دا بلدنا حالفة ما تعيش غير حرة». الفداء.. والصداقة.. والحرية.. والتسامح.. ووحدة المصير.. وحب الوطن.. هى علامات هذه الحلقة من سلسلة حلقات «عِشرة عُمر» التى التقيت فيها المهندس «عفت رزق»، وهو قبطى زميل وصديق المطرب اليسارى محمد حمام (1935 2007) الذى قام بتهريبه من البوليس على طريقة فيلم «فى بيتنا رجل» وأخفاه فى بيته عدة شهور، بعد حملة اعتقالات عبدالناصر عام 1959 ضد اليسار المصرى؛ اليسار الذى استخدمه «ناصر» بعد فترة احتواء فى الستينيات لجعلهم وسيلة تدعمه وتمكنه من السلطة، دون أى مشاركة فاعلة لهم أو لغيرهم. حدث ذلك ما بين ناصر واليسار بعد سلسلة حملات ومداهمات واعتقالات بشعة، شهدت عمليات تعذيب أكثر بشاعة، لم يحدث مثلها فى تاريخ مصر الحديث، وبلغت ذروتها فى اعتقالات ديسمبر عام 1959 التى هرب منها محمد حمام 6 أشهر حتى تم إلقاء القبض عليه وترحيله إلى سجن العزب بالفيوم، ثم تنقل لمدة 5 سنوات ما بين سجن القلعة والواحات. اتصلت بالمهندس عفت، بعدما حدثنى عنه مصطفى، شقيق حمام. اتفقنا على الموعد. التقيت به فى شقته التى أخفى فيها حمام لمدة 5 أشهر عن أعين البوليس. الشقة بالدور الثالث فى شارع الظاهر من ناحية الفجالة. على باب الشقة يافطة نحاسية قديمة تحمل اسم ابيه (رزق عبدالملك منصور - بوليس مصر) قلت له ونحن نجلس: كيف تجرأت واستقبلت «حمام»، وهو الشيوعى المطلوب حياً أو ميتاً فى بيتك رغم أن أباك كان ضابطاً، وأخاك الأكبر - أيضاً كان ضابطاً فى البوليس؟ رد وهو يسحب بيده كرسياً قديماً ليجلس عليه: حمام كان زميلى فى كلية الفنون الجميلة، ونشأت بيننا صداقة ومحبة، لا أعرف حتى الآن سبباً منطقياً لها، غير أنها محبة فى الله والوطن. هو لم يستطع استكمال دراسته فى كلية الهندسة جامعة عين شمس؛ بسبب اعتقاله الأول فى 1954 لتوجهاته السياسية، فجاء والتحق معى بالكلية عام 1956 تقريباً، وجدته شاباً خجولاً يحب كل الناس، متواضعاً، «صاحب صحبه»، يحب الحياة والعدل والحرية والفقراء. فكيف لشخص يحمل مثل هذه الصفات الإنسانية الرائعة ولا أحبه؟ قلت: تحبه نعم. لكن ليس لدرجة أنك تغامر بمستقبلك ومستقبل أسرتك وأبيك ضابط بوليس فى ذلك الوقت، وتخفى هذا الهارب، المتمرد الذى يسعى لقلب نظام الحكم حسب اتهام النظام له فى بيتك؟ رد وهو يبتسم قائلاً: لو عاد بى الزمن مرة أخرى سأفعل ما قمت به. محمد حمام كان وطنياً حتى النخاع، أحب هذه الأرض وشعبها وترابها وبيوتها، ولأنه كان إنساناً نبيلاً فى فكره وأخلاقه، لم يحاول تجنيدى أو استقطابى للحركات الشيوعية التى كانت متعددة فى ذلك الوقت. وعندما صدر قرار جديد باعتقاله وهو معنا فى كلية الفنون الجميلة، قمنا بمساعدته من خلال جمع تبرعات مادية وكنا نساعده حتى يهرب من الاعتقال! اسمه «محمد سيد محمد إبراهيم» الشهرة - محمد حمام - ولد فى 4/11/1935 بحى بولاق بالقاهرة وعاد طفلاً إلى مسقط رأسه «بمحافظة أسوان». ولكنهم ما لبثوا أن عادوا للقاهرة. درس بكلية الهندسة. ثم تركها بسبب الاعتقال والتحق بكلية الفنون الجميلة. - اعتقل فى عام 1959 مع العديد من المثقفين المصريين والذين كان من بينهم الفنان التشكيلى والصحفى حسن فؤاد والذى كان قد استمع له من قبل وهو يغنى الأغانى النوبية بالكلية وقدمه للحياة الفنية بعد خروجهما من المعتقل. - بدأ مشواره الغنائى فى حفل بسينما قصر النيل وغنى وقتها أول أغانيه من كلمات الشاعر مجدى نجيب وألحان الموسيقار محمد الموجى. - تميز صوته وطريقة أدائه بالعديد من الثقافات المتداخلة؛ فمن الممكن أن ترى فى صوته الشكل الغنائى الصعيدى أو النوبى أو الأفريقى. - من أشهر أغانيه: الليلة يا سمرا، آه يا للى يا للى، بابلو نيرودا، إزيك سلامات، مدى الخطاوى، البحر إسكندرانى، الحلم، يا للى انتى بينى وبينك سور، وغيرها من الأعمال الغنائية. - غنى من كلمات عبدالرحمن الأبنودى «يا بيوت السويس» بين حشود المقاومة الشعبية على طول خط القناة، ووسط جنود وضباط الجيش المصرى بعد هزيمة ونكبة الأنظمة العربية فى 1967، وطاف بالجبهة مع فرقة أولاد الأرض -كابتن غزالى- من أجل أن يرفع من همم الجنود وأفراد القوات المسلحة المصرية ليستعيدوا الثقة بأنفسهم خلال سنوات ما سمى بحرب الاستنزاف. وتعد أغنية «يا بيوت السويس» بياناً تاريخياً عن صمود الكادحين من أهل السويس، حيث عبرت عن موقف وطنى لرفض العدوان والتدمير الإسرائيلى للمدن المجاورة لقناة السويس خصوصاً محافظة السويس التى فاق دمارها حسب المراقبين الدوليين دمار الكثير من المدن الأوروبية أثناء الحرب العالمية الثانية. - مُنعت أغانيه من الإذاعة أيام السادات فى كافة الوسائل المسموعة والمرئية بعد اتفاقية كامب ديفيد، لكون صوته يدعوا للمقاومة. - رحل فى عام 2007 وقد أمر المشير حسين طنطاوى (وزير الدفاع المصرى الأسبق) بنقل جثمانه بطائرة عسكرية، ملفوفاً جثمانه بعلم مصر وكان فى استقباله المستشار العسكرى ومحافظ أسوان، حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة. ونعته رئاسة الجمهورية فى عهد مبارك كأحد المصريين الذين قدموا خدمات جليلة للوطن. عدت من أسوان حيث دفن هناك، بجوار والدته حسب وصيته.. إلى 7 شارع الظاهر بالقاهرة، فى شقة المهندس عفت رزق الذى ما زال يتذكر صديق عُمره. قال: ذات صباح شديد البرودة فى شهر ديسمبر عام 1959 جاء لى صديق مشترك وقال: إن محمد حمام هرب ليلة أمس من مطاردة البوليس له، ويعيش فى مستوقد فى الجيزة. يومها قررت أن أذهب إليه. وأخذت ملابس من دولابى، وطعاماً وفاكهة، وعندما وصلت إليه أخذنى بالأحضان، وجلسنا نتحاور فيما هو قادم. قلت له: كيف هربت من البوليس؟ رد: جاء زوار الفجر، ووالدتى تستعد للصلاة، وكنت فى حجرتى أنام وعينى مفتوحة، متوقع وصولهم. قبل أن تفتح لهم الباب جاءت إلى حجرتى، فوجدتنى أستعد للقفز على سطح عمارة بجوارنا، سلمها الداخلى يخرجنى إلى شارع آخر. سلمت عليها وودعتها وأنا أقفز فى الهواء وهى تدعو لى بالسلامة. بعدها عادت وفتحت الباب للبوليس، فلم يجدونى. قلت له: وماذا ستفعل الآن؟ سكت ولم ينطق. فى هذه اللحظة كنت قد اتخذت قرارى، بإخفائه فى منزلى. يومها اندهش وقال: كيف ذلك ووالدك ضابط شرطة. قلت: لا تنزعج. أنا سأرتب كل شىء. وبالفعل ارتدى ملابسى للتمويه وتحركنا فى ظلام الليل من الجيزة حتى وصلنا إلى رمسيس. وكان أخى وهو ضابط أيضاً فى مأمورية خارج القاهرة. وأبى كان فى وردية (نوبتجية) ليلية فى القسم الذى كان يعمل به. وصلنا إلى المنزل بعد منتصف الليل. طلبت من أمى تجهيز عشاء له، فهى كانت تعرفه من قبل. وشرحت لها الموقف بصراحة. اندهشت للوهلة الأولى ثم قالت: لا تقلق بلغ حمام أنه فى بيته. ولكن لا تتكلم عن اعتقاله أمام أبيك أو أخيك. فهما بالتأكيد لن يسلموه للبوليس لكن لحساسية الموقف قد لا يقبلوا وجوده معنا. بعد فترة عرف أخى ولم ينزعج. بالعكس كان يدرك أن «حمام» وغيره ليسوا لصوصاً أو تجار مخدرات، بل هو وغيره وطنيون يطالبوا بالحرية والعدل. وعلينا أن نساعدهم. سعدت جداً برأى أخى. وعاش حمام فى بيتنا 6 شهور، دون أن يعلم أبى أن فى بيته شيوعياً مطلوباً للاعتقال. قلت وما الذى حدث بعد هذه الشهور الستة؟ قال: غادر البيت واختفى عن أعين البوليس عدة أسابيع ثم سقط فى أيديهم ورُحل للمعتقل. يومها بكت أمى بشدة. وأنا التزمت الصمت مندهشاً. سأل أبى أمى: لماذا تبكين؟ قصت عليه الحكاية. سكت وهز رأسه. وقال بحزن وهو ينظر لى: خسارة.. لقد ذهب صديقك إلى الجحيم! نحن الآن فى المعتقل عام 1960. الجلاد يستقبل المعتقلين من اليسار المصرى. - اسمك إيه يا ولد؟ - زهدى يا فندم. - انطق اسمك كويس.. ماذا تعمل؟ - رسام فى مجلة "صباح الخير"! - أيوه يعنى شاعر؟ - لا.. يا فندم! - رسام. - أنت يا..... هتستهبل.. شاعر يعنى؟ - يا فندم هناك فرق ما بين الشاعر والرسام! - انت كمان هتناقشنى.. يا روح أمك؟ خدوه علشان يعرف يتكلم كويس. كان فى الطابور خلف الرسام زهدى الفنان التشكيلى والرسام حسن فؤاد (مكتشف محمد حمام وسعاد حسنى وعلى الشريف وغيرهم من النجوم). - سأله الجلاد: بتشتغل إيه يا ولد؟ رد بسرعة: شاعر يا فندم. - ابتسم الجلاد وقال: برافو عليك.. أهو ده الكلام.. ادخل على زنزانتك.. اللى بعده!. فى هذا الجو المشحون بكل أنواع السادية والجهل والتعذيب والعداء للثقافة بشكل خاص والإنسانية بشكل عام، رُحل حمام وتنقل بين الزنازين ليسمع صرخات التعذيب تهز حيطان السجون. بعد فترة تأقلم على هذه الأجواء المؤلمة، وخرج بعض الشىء عن عزلته وخجله، وبدأ يغنى فى المعتقل للحرية ولمصر وللعدل. من وراء الأسوار وجلاديها، عدت إلى المهندس عفت عمره الآن 80 عاماً وطلبت منه أن نترجل فى الشارع لنجلس على مقهى قريب من بيته. استجاب ومشينا فى شارع الظاهر لعدة أمتار، لاحظت حالة حب جارفة يستقبله بها كل من صادفناه فى الشارع. جلسنا على المقهى. قال: ظلت علاقتى بحمام حتى لحظة رحيله، وكنا على تواصل مستمر، خاصة بعد خروجه من المعتقل واندماجه فى الحياة العملية حيث عمل مهندساً لفترة ما. فى نفس الوقت واصل نشاطه الغنائى وسافر إلى الجزائر وفرنسا ودول أخرى كثيرة. تزوج عدة زيجات لكن لم يرزقه الله بأولاد. أصيب بجلطة فى عام 2002 نتج عنها حالة من الشلل. ظل يُعالج منها حتى عام 2007. سانده فى محنته المرضية أصدقاء كثيرون منهم الفنان عادل إمام الذى قام بنقله فى بداية مرضه إلى أحد المستشفيات الخاصة وتحمل تكاليف علاجه لمدة 6 شهور متكاملة. وأيضاً سانده إخوته جميعاً خاصة شقيقه مصطفى لأنه مقيم هنا بالقاهرة. واستقبلته أيضاً مستشفيات القوات المسلحة، خلال محنته المرضية. فى أيامه الأخيرة اشتد عليه المرض. وانفض من حوله الأصدقاء؛ إلا القليل منهم. تنقل لمدة شهور بين المستشفيات؟ يواجه قسوة المرض وحده. وذات مساء ذهبت إليه فى مستشفى القاهرة التخصصى، فوجدته ممدداً على سريره. سألته: هل تريد شيئاً يا صديقى؟ نظر لى بعينيه ثم نطق بصعوبة بكلمات قال فيها: ما أردته.. قد أخذته. ثم سكت قليلاً وقال والدموع فى عينيه: هل تعلم يا صديقى ما الذى أخذته من الحياة؟ سكتّ ولم أرد! قال: أخذت حب الناس، بعدما أحببت هذه الأرض الطيبة. بعدها أغمض عينيه، ولاذ بالصمت الأخير له. خرجت من الحجرة، وترجلت بين طرقات المستشفى حتى غادرتها، عائداً إلى بيتى. دخلت الحجرة التى عاش فيها معنا، لمدة شهور. صورته أمامى، وأنا أتذكر تلك الأيام والليالى التى عرفته فيها زميلاً، وصديقاً، وأخاً، لن يتكرر فى حياتى. الساعة الآن الثامنة صباح اليوم التالى، الهاتف بجوارى يرن. استقبلت المحادثة التى جاء فيها خبر رحيله المؤلم والحزين.. .. بتغنى لمين.. ولمين يا حمام؟ بغنى للناس الحلوين متجمعين أهل وخلان - يا سلام.. يا سلام.. يا سلام يا مين.. يلملم شملنا مين؟ - يا مين يعين عنا الأحزان؟ يا سلام.. يا سلام.. يا سلام .. مات محمد حمام