المبدعون تزعجهم تصفية الحسابات.. والمبدعات تزعجهن الرسائل الخاصة على الرغم من أن المبدعين والمثقفين هم أكثر الاشخاص قبولاً للآخر ولآرائه التى ربما تتعارض مع معتقداتهم، إلا أن بعض المتطفلين ينجحون فى إزاحة هذه المساحة من القبول لدى المبدع مما يدفع به إلى «البلوك» لأحدهم. «الأصل في أمر مواقع التواصل هو التواصل لا الحظر»، هكذا بدأ الشاعر الكبير الضوى محمد الضوى حديثه مع «الوفد» حول رأيه فى قائمة الحظر، التى قد يضطر المبدع لاستخدامها مع بعض الأشخاص، ليستكمل «الضوى» حديثه قائلاً: قد نحتاج للحظر أحيانًا عندما يكون التواصل مع بعض الناس معكّرًا لصفو المرء، ضارًّا بالمساحة الكافية من السلام الداخلي، كنت أظن لوقتٍ طويل مضى أن (قائمة الحظر) فكرة عدائية، وقبيحة، لكن الأمر ليس كذلك على إطلاقه، ثمة أشخاص يؤذون الآخرين بدون سبب وجيه. ليس الأمر سهلاً أن يكون لديك على صفحتك 20000 صديق ومتابع، وبالطبع لن تستطيع إرضاء كل هذا العدد، وقد يصبح الأمر شاقاً بعض الشيء، وهذا ما أكده الكاتب أحمد سعد الدين في مسألة الحظر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال: لدي في قائمة الحظر 50 شخصاً فقط من بين أكثر من 20000 صديق ومتابع بنسبة لا تصل إلى رُبع في المائة، لكل منهم حكاية ومبرر قوي وراء حظره أغلبها لأشخاص تجاوزوا حدود الحوار الراقي والتعليقات المنضبطة، وبعضها لحسابات وهمية صنعت خصيصًا للمضايقة لأسباب مختلفة لا أستطيع فهمها إلا في إطار تصفية حسابات قديمة لا يملك أصحابها الشجاعة للمواجهة فيضطرون للجوء إلى تلك الطرق الطفولية، ولذلك أرى أن مواقع التواصل الاجتماعي في الكثير من الأحيان قد تجاوزت إطار التواصل الذي صنعت من أجله، وأصبحت مسرحًا للتجاوزات وبيئة خصبة للآفات التي تعاني منها مجتمعاتنا ومجالاً مفتوحاً لتتبع الفضائح والترويج للشائعات وتداول الأخبار المغلوطة رغم أنها لا تمثل بالنسبة إلىّ سوى وسيلة للتواصل مع الجمهور. إذا كان الأمر هكذا بالنسبة للمبدعين والمثقفين الرجال، فبالطبع الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة للمرأة المبدعة، وهذا ما أكدته الكاتبة هدى توفيق حيث تقول: في الحقيقة دخلت عالم الفيس والتواصل الاجتماعي من فترة ليست بقليلة، وهو لا شك عالم ثري بالمعلومات ومعرفة أخبار العالم والتعرف على شخصيات من جميع أنحاء العالم ليمثل القول إن العالم أصبح عالماً صغيرًا يجمع الجميع، واستفدت جداً على المستوى الأدبي سواء بتحميل الكثير من الكتب أو المعرفة بشكل عام، من خلال طرح أفكار الجميع وتبادل الآراء ومعرفة كل ما يدور في العالم في وقت حدثه، لكن دائما كل شيء له مميزات وعيوب، وبلا شك بما أنني امرأة ومبدعة تعرضت لكثير من المضايقات على المستوى الشخصي مثل التعليقات المغرضة والإساءة إلى شخصي في بعض الأحيان. وتستكمل «توفيق»: هذا لا يمنع أيضا أن الرجال يتعرضون لذلك، لكن أظنه أكثر في عالم المرأة، وخاصة اذا كانت لها اهتمامات ثقافية أو أدبية، في بداية تعاملي مع الميديا كان ينتابنى الضيق، لكن مع الوقت اكتشفت أيقونة البلوك البديعة التي تحظر كل من يحاول أن يستهين بشخصي وبدأت أتمهل بعض الشيء في قبول أصدقائي وصديقاتي على صفحتي حتى أجعلها مرآة لأفكاري ونشر أخباري الأدبية وتصبح صفحة مفيدة لي ولمن يهتمون بمعرفة أخباري. أما الكاتبة الشابة سمية عبدالمنعم فهى ترى أن «البلوك» هو أشبه بعملية إقصاء او إبعاد شخص ما عن حياتك، فمثلما نفعل في حياتنا اليومية إذا ما ضايقنا أحدهم وفقدنا الأمل في إصلاحه فإننا نتجنبه ونخرجه من تفاصيل حياتنا. وتتابع «عبدالمنعم» رأيها: ذات الأمر على مواقع التواصل الاجتماعى إلا أن أسبابه هنا وطرقه مختلفة بعض الشيء ومحكومة بطرق التواصل فقد يلجأ أحدهم لعمل بلوك لصديقٍ ما إذا ما أحس بأنه يتعرض بسببه لأذى قد يكون معنويا، كأن يحاول هذا الشخص مثلاً انتهاك خصوصيته بشكل لافت، وفرض نفسه عليه بإرسال رسائل مزعجة على البريد الخاص، وغالباً ما تكون ضحايا ذلك الأسلوب من الفتيات والسيدات، وقد يرى آخرون في منشورات الآخر إزعاجاً يستوجب الإقصاء كأن تحتوي على ألفاظ خادشة أو أفكار متطرفة وغيرها.