أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أن إيواء الإرهابيين والتستر عليهم والسعى فى هروبهم من العدالة «كبيرة» من كبائر الذنوب يستحق أصحابها اللعن من الله تعالى، بل من أكبر صور المشاركة فى جريمة الإرهاب والإرجاف. وشدد على أن دعوى أن ذلك إعانة على الجهاد هى محض كذب على الشريعة؛ لافتا إلى أن ما يفعله هؤلاء المجرمون من التخريب والقتل هو من أشد أنواع البغى والفساد الذى جاء الشرع بصده ودفعه وقتال أصحابه وإذا لم يرتدعوا عن إيذائهم للمواطنين، وتسميته جهادًا ما هو إلا تدليس وتلبيس حتى ينطلى هذا الفساد والإرجاف على ضعاف العقول. جاء ذلك فى معرض رد على سؤال حول حكم إيواء الإرهابيين وإخفائهم عن الأعين بدعوى إعانتهم على الجهاد فى سبيل الله. وأشار المفتى إلى أن فاعل ذلك مستحق للَّعنة من الله تعالى؛ وفيه يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا»، موضحًا أن اللعن إنما يكون على الكبيرة، والمُحْدِثُ: هو الذى جنى جناية، وهو أيضًا صاحب الفتنة، وإيواؤُه: حمايتُه وإخفاؤه، والحيلولة بينه وبين ما يحق استيفاؤُه. وقال المفتى إن القتل والتخريب الذى يمارسه الإرهابيون هو من أشد صور الفتنة ظلمًا وفسادًا وبغيًا، ولذلك كان مَن آواهم مشاركًا لهم فى أفعالهم الإجرامية وإفسادهم فى الأرض، مستوجبًا للعنة الله تعالى. وأضاف «علام» أن الادِّعاء بأن إيواء الإرهابيين إعانة على «الجهاد فى سبيل الله» كذب وتدليس على الشرع الشريف، ولفت إلى أن «الجهاد فى سبيل الله» مفهوم إسلامى نبيل له دلالته الواسعة فى الإسلام؛ فهو يطلق على مجاهدة النفس والهوى والشيطان، ويطلق على قتال العدو الذى يُراد به دفعُ العدوان وردعُ الطغيان، وأما ما يروج له هؤلاء الإرهابيون فهو «إرجاف» وليس جهادًا. وهو يعنى إثارة الفتن والاضطرابات والقلاقل باستحلال الدماء والأموال بين أبناء المجتمع تحت دعاوى الإرجاف التى يسولها الشيطان للمرجفين، والتى كانت سببًا فى ظهور الخوارج فى قديم الزمن وحديثه لتبرير فسادهم فى الأرض وسفكهم للدماء المحرمة.