عجيب حقاً أمر جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، فكلاهما أصدر تصريحاً مستفزاً للشعب المصري الذي لم يعد يعرف «حيلاقيها منين ولا منين»؟! بلاتر لم يهزه القتلى والمصابون في مذبحة بورسعيد ويعلق على التدخل الحكومي وقرار اقالة اتحاد الكرة المصري بعد هذه الكارثة، وكلينتون ترفض بشدة وتدين وتهدد بمنع المعونات التي تقدمها امريكا الى مصر أو إعادة النظر فيها لأن السلطات المصرية تفتش وتحقق وتحيل للجنايات بعض الشخصيات المصرية والأجنبية التي تنتمي لبعض الجمعيات الأهلية التي تعمل بطرق غير شرعية وتتلقى تمويلاً أجنبياً مشبوهاً! كلينتون هددت وتوعدت وأقامت الدنيا ولم تقعدها لأن عرش الديمقراطية اهتز عندما تم تفتيش هذه البوتيكات المشبوهة التي نعلم جميعاً أنها أحد أهم أسباب «الوكسة» التي تعاني منها مصر و«الخراب» الذي نعيشه ويتأثر به الشعب المصري الحقيقي الذي تقطعت أرزاقه في ظل حالة الفوضى التي أصبحت هى سيدة الموقف في معظم محافظات مصر. بلاتر رئيس جمهورية الفيفا التي عانت ومازالت من قضايا الرشوة والفساد ترك العالم كله واكتفى بالعزاء ثم رفض بشدة قرار اقالة زاهر ورفاقه لأن الفيفا لا يتعامل الا مع الاتحادات المنتخبة، كأن هذه النقطة هي جوهر القضية، والحقيقة التي يجب أن يعلمها بلاتر أن الشباب الذي تعرض للقتل بمنتهى الوحشية من محترفي البلطجة في ستاد بورسعيد أهم مليون مرة من لوائح الفيفا ومن بلاتر نفسه! وكلينتون التي تهددنا بقطع المعونة لأننا نخالف أصول الديمقراطية من وجهة نظرها، كشفت عن نواياها وأن علينا ان نستجيب ونرضخ وإلا فلن نجد المعونة، واذا كانت تتحدث عن الديمقراطية فيجب أن تعلم أن الف باء الديمقراطية التي تتركنا في حالنا ولا تتدخل في عمل السلطات المصرية ولا القضاء المصري، حتى لا تكون هذه المعونة التي تهددنا بمنعها وقطعها وحجبها وحظرها مسممة وملوثة ومخضبة بدماء الضحايا من المصريين في كل مكان! وتبقى ملاحظة تتعلق بمقدمي البرامج الرياضية في الفضائيات الذين يحاولون حشد الرأي العام والتأكيد على أهمية عودة الدوري رغم كل الأحداث، والحقيقة أنهم لا ينظرون الا الى مصالحهم والعقود التي أبرموها بالملايين.. وأقول لهم «اتقوا الله في مصر»!