انسحب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي من اتفاقية المناخ التي تمت الموافقة عليها من قبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إذ من شأن هذا القرار إضعاف الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، والوقوف إلى جانب المحافظين الذين يرون أن هذه الاتفاقية تلحق بأضرار اقتصادية. أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن قرار انسحاب واشنطن من اتفاقية المناخ ستأخذ أربع سنوات لحين يتم تصديقها مما يعنى أن انسحاب واشنطن من الاتفاقية بالكامل سيتم مع اقتراب نهاية فترة ترامب الأولى في رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويعتبر قرار ترامب هو توبيخ ملحوظ لزملائه من رؤساء الدول، وناشطين في مجال المناخ، ومديرين تنفيذيين للشركات، وأعضاء من موظفي البيت الأبيض أنفسهم، الذين فشلوا هذا الأسبوع فى الضغط على قرار الرئيس الأمريكي بشأن هذه القضية. وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة تعتبر جيدة بالنسبة للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم أثناء سباق الرئاسة الأمريكية، إذ وعد ترامب بانسحاب واشنطن من اتفاقية المناخ بسبب أنها تقتل الوظائف الأمريكية، بالإضافة إلى أن هذه الخطوة تعتبر تحركًا سريعًا لتغيير سياسات أوباما التي تهدف إلى الحد من التلوث المنصوص عليها في الاتفاق. قال ترامب خلال خطبته أمام البيت الأبيض : "من أجل الوفاء بواجبي الرسمي لحماية أمريكا ومواطنيها، ستنسحب الولاياتالمتحدة من اتفاق باريس بشأن المناخ، وسنبدأ مفاوضات جديدة لإعادة الدخول في اتفاق باريس أو صفقة جديدة تمامًا بشروط عادلة للولايات المتحدة". وأضاف ترامب أن هذا الاتفاق من شأنه أن يزيد من الأعباء المالية على الولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة غير ملزمة بهذا، وفي حين أشاد معظم الجمهوريين بالقرار، سرد السناتور سوزان كولينز، عضو الكونجرس الأمريكي الجمهوري في ولاية ماين، "أن تغير المناخ يتطلب نهجًا عالميًا، فأنا أشعر بخيبة أمل فى قرار الرئيس ". ويذكر أن في الأيام الأخيرة، صمد السيد ترامب أمام انتقادات متوترة من نظرائه الأوروبيين، وتجاهل نداءات المديرين التنفيذيين فى أكبر الشركات الأمريكية التى قالت إن القرار سيضر بالبيئة ويعرقل جهودها للتنافس في جميع أنحاء العالم. ويعتبر قرار الرئيس انتصارًا لستيفن ك. بانون، كبير استراتيجيي البيت الأبيض، وسكوت برويت، مدير وكالة حماية البيئة، الذين جادلاه بقوة للتخلي عن الاتفاق العالمي لصالح تمهيد الطريق أمام نهج بيئي جديد. وفى المقابل أصر كبار المساعدين الآخرين، بمن فيهم غاري د. كوهن، مدير المجلس الاقتصادي الوطني؛ وابنة الرئيس، إيفانكا ترامب؛ ووزير خارجيته ريكس تيلرسون على البقاء فى الاتفاق مع إلغاء بعض نقاطه دون إلحاق الضرر بالعلاقات مع الدول الأخرى. وكان مؤيدو اتفاقات باريس يتفاعلون مع الإنذار المكثف، ويدينون الإدارة من أجل قصر النظر عن كوكب الأرض، والاستعداد المتهور لتحطيم العلاقات الدبلوماسية الطويلة الأمد. وعلقت آني ليونارد، المديرة التنفيذية لمنظمة "غرينبيس" في الولاياتالمتحدة على قرار ترامب بأنه "أمر مخيف"وأشارت إلى أن هذا الانسحاب يخرج أمريكا من زعامة المناخ العالمي. وقال كيران سوكلينغ المدير التنفيذي لمركز التنوع البيولوجي "إن ترامب أكد فقط ازدرائه لمستقبل كوكبنا"، وندد قائلًا "هذا الرفض المتهور للتعاون الدولي في مجال المناخ" يحول الولاياتالمتحدة إلى دولة مارقة". وأدان قادة الشركات أيضًا عمل السيد ترامب في بيان على موقعها على الإنترنت، وأكدوا دعمهما لاتفاق باريس، واصفين قرار ترامب بأنه صفقة سيئة للعمال الأمريكيين والاقتصاد الأمريكي.