كل من لم يلعن المجلس العسكري.. فهو ضد الثورة، كل من لم يلعن كمال الجنزوري وحكومته.. فهو ضد الثورة، كل من لا يلطم الخدود و يشق الجيوب على صعود التيار الإسلامي في الانتخابات التشريعية.. فهو ضد الثورة، كل من يستنكر قيام بعض المندسين بين الثوار بإلقاء الزجاجات الحارقة على المباني الحكومية وحرقها.. فهو ضد الثورة، كل من يستنكر تحرش بعض الصبية والبلطجية برجال الأمن و القوات المسلحة ورميهم بالحجارة وسبهم بأوسخ وأقذع الألفاظ.. فهو ضد الثورة، كل من يعترض على المظاهرات والاعتصامات التي تعطل مصالح البلاد والعباد والمطالبة بتنظيمها بحيث لا تعطل العمل ولا تعرض أرواح وممتلكات الناس للخطر.. فهو ضد الثورة، كل من يطالب الثوار باحترام رأي من يخالفونهم في الرأي واحترام حقهم في التعبير.. فهو ضد الثورة، كل من يرفض الانصياع لأوامر الثوار والنزول إلى الشارع في مليونيات على الفاضي والمليان.. فهو ضد الثورة، كل من يقر ويعترف بحق قوات الأمن والجيش في الدفاع عن نفسها ضد البلطجية المندسين بين الثوار.. فهو ضد الثورة، كل من يطالب بالانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية باعتبار أن الثورة ليست غاية في حد ذاتها بل هي وسيلة.. فهو ضد الثورة. أيها الثوار العظام.. لقد كان الشعب المصري معكم في الثورة إلا العصابة التي كانت مرتبطة بالنظام البائد، فأنتم أشعلتم الشرارة وتلقاها الشعب بكل طوائفه وفئاته و لولا ذلك - بعد توفيق الله تعالى - لما كتب لثورتكم المباركة النجاح، لقد نزلنا كلنا معكم في كل ميادين مصر وأرضها، وواجهنا كل ما واجهتموه كل حسب طاقته، ومن أعجزته الحيلة ولم يخرج من بيته فقد كان معكم بالدعاء والتضرع إلى الله لينصركم ويثبت أقدامكم، وقد استجاب الله لدعائهم ونصركم على النظام الفاسد، وما النصر إلا من عند الله ، فلا تنكروا علينا حقنا في توجيه النقد لكم إذا كانت هناك أخطاء منسوبة إليكم أو إلى من اندس بينكم، واعلموا أن نقدنا لكم هو من باب نصيحة المخلص المحب، أما من ينافقكم ويبرر جميع أخطائكم فهو أكبر عدو لكم وهو نوع من الناس لا يستطيع العيش في الجو النظيف، وإنما اعتاد العيش في جو المؤامرات والدسائس وقد كان معظمهم منافقين للنظام الفاسد البائد، وهم مكشوفون للمجتمع بأسره، أما المخلصون لكم فهم من يبادرون إلى توجيه النقد لكم إذا أخطأتم من باب حرصهم عليكم وحتى تظل ثورتكم المجيدة مثالا يحتذى في العالم من حيث السلمية والتحضر، واعلموا أن مكارثية الثورة بتوجيه تهمة الخيانة و العمالة ومعاداة الثورة لكل من يوجه إليكم أو إلى من اندس بينكم نقدا بناء لوجه الله والوطن، فإنما هو من أخطر الأمور على مسار الثورة وأكبر تهديد لمنجزاتها. وللجميع نقول.. أيها السادة الكرام.. إن الثورة عمل تطوعي يقبل فيه الإنسان التضحية بكل شئ في سبيل رفعة بلده دون انتظار أي مقابل، فمن شارك في الثورة أو ساندها أو قام بحمايتها من أجل الحصول على مقابل من أي نوع، فقد خاب عمله وخسر دنياه وآخرته حسبما وعد الله المنافقين. --------- نائب رئيس مجلس الدولة