«لن نغادرها ما دمنا على قيد الحياة».. هكذا يقول السياح المقيمون فى مدينة الأقصر، ردا على دعوات بعض وسائل الإعلام الغربية، بوجود مخاطر على حياتهم فى مصر، وذلك عقب حادثتى طنطا والإسكندرية. وتتفرد مدينة الأقصر التاريخية، بوجود أكبر جالية من السياح الأجانب، الذين ينتمون للولايات المتحدةالأمريكية، ولأستراليا وافريقيا وجنسيات أوروبية متعددة، وينظر لهم على أنهم ظهير طبيعى مهم لقطاع السياحة بالمدينة، لما يبعثون به من رسائل إيجابية عن أمن وأمان مصر بوجه عام، ومدينة الأقصر بوجه خاص، وذلك عبر ما يكتبون ويدونون وينشرون على مواقع التواصل الإجتماعى، ومن خلال مشاركتهم فى مختلف الفعاليات السياحية والثقافية والفنية. وبات عشرات من هؤلاء السياح المقيمين وجوها معتادة، يقفون مؤازرين لكل حدث تشهده الأقصر، وينشطون فى دعوة المئات من نظرائهم الذين يعيشون فى كل أحياء وقرى المدينة، تجدهم يسيرون فى الشوارع ليل نهار، فى أمان تام، وأصبحت المدينة مكانا للتعايش المشترك بين سكان ينتمون لمختلف قارات الأرض. وكما يقول الزوجان الألمانيان « داجما يشهورن » و « هورست إيشهورن »، لأن الأقصر جذبتهما وصارا عاشقين لها ولأهلها، وأنهما يعيشان فى الأقصر وسط حالة من المودة والمحبة مع جيرانهما واصدقائهما من المصريين، أنهما يرغبان فى أن يقضيا ما تبقى من عمرهما فى تلك المدينة الهادئة المتميزة بكرم وشهامة وبشاشة وجوه أهلها. وبحسب كثير من السياح المقيمين الذين التقيناهم فى مدينة الأقصر، فإن تلك المدينة باتت موطنهم الأول، بعد أن باعوا ما يملكون فى بلادهم، وقرروا العيش بشكل دائم فى المدينة التى يرونها – بحسب قولهم – أكثر امنا وأمانا من مدنهم فى أمريكا وأوروبا، وانهم لا يعيرون اهتماما لما ينشر من تقارير فى بعض وسائل الاعلام ببلادهم، عن مخاطر الإقامة بمصر، أن واقع معيشتهم فى الأقصر، يكذب مثل تلك التقارير التى يرونها لا تعبر عن الحقيقة. وقالت سائحة بلجيكية تقيم فى الأقصر، وطلبت عدم ذكر اسمها – إنها رفضت كل محاولات أسرتها للعودة إلى بلادها بعد الحادثتين الأخيرتين، مؤكدة أنها غير قلقة خاصة وان مثل تلك الحوادث تحدث بمدن بلادها وكثير من المدن الأوروبية فى كل يوم، وبأنها أصبحت تعرف عادات وتقاليد المصريين وتفهمهم جيدا وهم يتعاملون معها باحترام شديد. وكما يقول كثير من العاملين فى القطاع السياحى بالمدينة، فإن أهل الأقصر، يحتفون بضيوفهم من السياح المقيمين، ويعملون على راحتهم، ويقدرون حب هؤلاء السياح لمصر وللأقصر، وينظرون بتقدير خاص، لبعض هؤلاء السياح، الذين تركوا وصايا بدفنهم فى أرض الأقصر، بعد وفاتهم، لتبقى هى مسكنهم فى الحياة وبعد الممات. كما أن مناطق فى الكرنك والقرنة والبعيرات، شهدت دفن عديد من السياح الذين طلبوا ان تدفن اجسادهم فى الأقصر، والذين اقيمت لهم سرادقات عزاء بمعرفة جيرانهم وأصدقائهم من المصريين، مثل الهولندى «فان فوكت»، والألمانى «هانز» الذى كان يلقب نفسه ب«المصرى»، وغيرهم الكثيرون. ويتشارك كثير منهم مع المصريين فى إقامة مشروعات سياحية، وإدارة مطاعم وفنادق صغيرة، فى الريف الذى يجتذب الكثير من زوار الأقصر، نظرا لطبيعته الرائعة، وخاصة فى البر الغربى من المدينة، حيث تمتزج الطبيعة التاريخية، مع الزروع وأشجار النخيل ونهر النيل الخالد، فيما يستيقظ السكان من مصريين وسياح، فى كل صباح على صوت البالون الطائر – المناطيد – فى رحلاتها اليومية وهى محملة بعشرات السياح، للاستمتاع، برؤية معابد الفراعنة من السماء.