"الفرجة".. شعار معرض الكتاب في أسبوعه الأول

شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى أسبوعة الأول، حالة من "الفرجة" فقط على الكتب وقراءة العناوين، والتطلع إلى الأغلفة ولقاء المؤلفين وحضور الندوات ومتابعة الأخبار، ومشاهدة الفعاليات الفنية والثقافية واصطحاب أطفالهم، والحديث عن المعرض ودوراته السابقة، لكن فيما يتعلق بعملية شراء الكتب، فالأمر محسوم تماما رغم الاعتراف والاقتناع بأهمية بعض الكتب وضرورة اقتنائها.
وقضية الامتناع عن شراء الكتب لها جانبان الأول:
دور النشر وأصحابها، ففى الفترة الأخيرة ارتفعت مستلزمات الطباعة من أوراق وأحبار وغير ذلك، مما أثر فى سعر الكتاب، لكن هذا الارتفاع، فى محفل دولى وسوق سنوية مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب، سبب خسارة كبيرة لدور النشر نفسها، التى تريد أن تسوق لأكبر قدر من كتبها، لذا عليها فى ظل هذه الظروف أن تفكر بطريقة مختلفة. وفى رأيى أن أسرع وأسهل وسيلة هي خفض أسعار الكتب والاكتفاء بهامش ربح قليل، وعدم الانشغال بفكرة الربح بالشكل المباشر، حيث يمكن لها أن تحقق ذلك لكن بطرق أخرى منها وتقديمها لخصم عالٍ، لأن ذلك سوف يساعد على زيادة المبيعات، مما يؤثر فى النهاية فى درجة الربح الذى سوف يتحقق بسبب الكثرة، كذلك عليها أن تقيم حفلات توقيع كثيرة لكل كتابها، فمثل هذه الحفلات تحقق مبيعات مميزة، وبالطبع هناك طرق أخرى سوف تكون أكثر فائدة بدلا من رفع السعر ووقف الحال.
أما الجانب الثانى فهو القارئ، الذى ينبغى عليه ألا يتعامل مع الكتاب بصفته رفاهية، بل شىء أساسى، يحاول أن يحصل عليه ويقرأه,
لأن كل الفعاليات الفنية والثقافية تأتى بعد الكتاب، الذى يقام المعرض من أجله بل ويمنحه اسمه.
ومثال عملى على ما نقول
شهدت الكتب الدينية فى الدورة الحالية للمعرض ارتفاعا ملحوظا , وصل سعر سلسلة "مسند الإمام أحمد بن حنبل" إلى 6450 جنيها، وهو عبارة عن 52 مجلدا، وهو الكتاب الأعلى سعرا فى فئة الكتب الدينية.
وجاء كتاب "جامع المسانيد والسنن" للحافظ بن كثير فى المرتبة الثانية بمبلغ 4500 جنيه، فيما احتلت سلسلة "البحر المحيط" المركز الثالث بمبلغ 2850 جنيها.
وجاءت مجموعة "فتاوى ابن تيمية" فى المركز الرابع بمبلغ 2000 جنيه، وقدمت بعض دور النشر خصومات على هذه المجموعة، بحيث وصل سعرها إلى 1650 جنيها.
و الغريب أن اجنحة المعرض التى تعرض الكتب الدجينية شهدت وافد عدد كبير من المواطنين ربما من مبدأ "من لا تستطيع شراؤه.. تستطيع مشاهده أغلفته وربما التقليب فى صفحاته".