انتشر بين مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الأيام الأخيرة، تدوينه تحكي قصة فتاة صعيدية علمت أهل أوربا النظافة الشخصية، ونشر مستخدمو فيسبوك صورة التمثال الخاص بها والموجود علي الحدود علي السويسرية الألمانية. وحسب مصادر تاريخية فإن تفصيل القصة تعود إلى القرن الثالث الميلادي أثناء حكم الرومان لمصر، ويقول الدكتور محمد عبد الشافي، أستاذ التاريخ البيزنطي، بجامعة جنوب الوادي بقنا، إن "فيرينا" واسمها يعني "الثمرة الجيدة"، تنتمي لقرية جراجوس التابعة لمركز قوص، جنوب مدينة قنا، وأنها خرجت مع كتيبة حربية تألفت من 6 ألاف و600 فارس من الصعيد، للمشاركة في حرب الرومان بإقليم غاليا في فرنسا، التي كان يقودها مكسيمانوس، أثناء حكم الإمبراطور دقلديانوس، الذي اشتهر بعدائه للديانة المسيحية، ويضيف أنه أثناء الحرب صدُر الأمر من الإمبراطور بالتبخير للأوثان، واعتبر دقلديانوس نفسه إلهًا قبل الحرب وهي عادة رومانية قبل الحروب، ورفضت الكتيبة المصرية التبخير للأوثان، لاعتناقها المسيحية، فأصدر الإمبراطور مرسومًا بقتل كل من يرفض التبخير للأوثان، وقتل جميع أفراد الكتيبة المصرية وتناثرت أشلائهم فوق وادي "أجون" في فرنسا. وأورد عبد الشافي أن فيرينا صمدت وسط هذه المذبحة، وكانت تعمل في تمريض أفراد الكتيبة المصرية، حتى قتل جميع أفرادها، وأنها بقيت هناك مع مجموعة من العذارى في كهف صغير علي الحدود بين ألمانياوسويسرا، وكانت تقوم بأنشطة حياكة الملابس، والتمريض. ويضيف لاحظت "فيرينا" أن سكان مدينة "تسورتساخ"، التي استقرت فيها، لا يعرفون المبادئ الأولية للعناية بالصحة والنظافة الشخصية، فكانت شعورهم غير نظيفة أو ممشطة، فمارست دورًا توعويًا معهم، وكانت تتجول في الأحياء السكنية لتعلمهم مبادئ النظافة وطرد الحشرات مستغلة درايتها بالأعشاب، حتى رسخت تعاليمها بينهم. ثم اعتكفت في كهف لمدة 11 عامًا، وتوفيت عن عمر يناهز 64 عامًا، سنة 344 ميلادية، بعد أن اختارت حياة التعبد والتقشف. ويكشف أستاذ التاريخ البيزنطي، أن "فيرينا" حظيت بتكريم واسع ومستمر في المناطق التي عاشت فيها، مردفًا أن لها تمثال ضخم علي الحدود بين ألمانياوسويسرا، وأخر صغير في السفارة السويسرية في القاهرة وهي تمسك بالمشط وقارورة الطيب، ويزين التمثال عبارة "الفتاة التي علُمت سويسرا النظافة"، كما تخصص الحكومة السويسرية عطلة رسمية في مطلع شهر سبتمبر سنويا في المدينة التي عاشت فيها، فضلا عن وجود قبر فخم لها. ويشير عبد الشافي إلى أن "فيرينا" توجد لها عدة مزارات في المناطق التي مرت بها أثناء حياتها، في مدن "سولوتورن"، و"بادان"، و"تسورتساخ" في سويسرا.