حالة من الفرح والأمل في الخروج من الظلمات إلى النعيم والحياة الآدمية، انتابت الكثير من السكان بعدما علموا بإمكانية نقلهم إلى العمارات السكنية بالمقطم، وهم ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر. وعلى النقيض تماماً، هناك مجموعة من السكان ترفض أن تترك مكانها وتقيم فى أى مكان آخر. ولكن بغض النظر عن الجدل وتباين آراء الأهالى، هناك العديد من الأسئلة تدور فى أذهاننا، وهى: هل فعلاً يستطيع مشروع الأسمرات وغيره من المشروعات السكنية الأخرى انتشال الأسر الفقيرة، والقضاء على العشوائيات؟ سألت «الوفد» الأهالى عن رأيهم فى الانتقال إلى المقطم وإلى أى منطقة سكانية أخرى بعيداً عن الدويقة. قال لطفى محمد، أحد سكان منطقة محطة القهوة: إنه لن ينتقل من المنطقة نهائياً بسبب قرب منزله من محل البقالة الصغير الذى ينفق من خلاله على أسرته الصغيرة. وأشار إلى أن المسئولين قد يوفرون له مسكناً آخر ولكنه لن يستطيع توفير مصدر رزق مناسب ينفق من خلاله على أطفاله وزوجته وقال: «إذا تم نقلى إلى مكان آخر دون توفير مصدر رزق جديد، فمن سيتحمل نفقات منزلى؟». لم يختلف الحال كثيراً بين سكان العشش والبيوت الصغيرة بمناطق الدويقة، وبين المقاولين وأصحاب العمارات هناك، فقال عبدالحميد عثمان، إنه بنى منزله بعيداً عن المناطق الخطرة الموجودة فوق الجبل أو أسفله، لذلك يرفض الانتقال إلى أى مكان وترك منطقته، مشيراً إلى أنه يشعر على أطفاله بالأمان فى هذه المنطقة ويستطيع حمايتهم.. كما أن مصدر رزقه وورشته متواجدة فى هذا المكان، لذلك لا يستطيع ترك كل هذا وينتقل إلى مكان جديد. أما فوزية إبراهيم، فقد جاءت من الفيوم مع ابنها الصغير وعاشت فى المنطقة منذ 30 عاماً، والآن تعيش مع أحفادها، مشيرة إلى أنها بنت المنزل عندما كانت المنطقة عبارة عن صحراء، وكانت تعانى كثيراً من أجل الحصول على الماء، مؤكدة أن كل ما تتمناه أن تطمئن على أحفادها وأن يعيشوا فى مكان نظيف بعيداً عن القمامة وكافة مظاهر البلطجة المتواجدة بالمنطقة. أحمد عبدالمجيد، شاب فى منتصف العشرينيات، يعيش مع والدته وأخواته البنات، ويقوم بالإنفاق على المنزل عن طريق عربة «الروبابيكا»، يدور على البيوت ويشترى الأغراض القديمة ويقوم ببيعها، وفى نهاية اليوم يحصل على 60 جنيهاً، ويحمد الله عليها ويعود إلى والدته وإخوته، مشيراً إلى أنه يحب أن يعيش فى مكان نظيف، ويتزوج ويعيش حياته.