لاشك أن القطاع الصحى فى محافظة شمال سيناء يحتاج إلى علاج ملموس من جانب وزير الصحة، خاصة فى ظل الأوضاع الأمنية التى تشهدها المحافظة نتيجة الحرب على الإرهاب، حيث يظل مستشفى العريش العام هو الملاذ الوحيد للمصابين والمرضى للتداوى والعلاج. فمستشفيات رفح والشيخ زويد وبئر العبد مرفوعة من الخدمة منذ ولادتها، وبعد المواجهات المسلحة الدائرة بين القوات المسلحة والجماعات المتطرفة تم إغلاق مستشفى رفح ومستشفى الشيخ زويد فى الوقت الذى يواجه مستشفى بئر العبد عجزاً شديداً فى طاقم الأطباء فى جميع التخصصات، كما تظل مدينتا نخل والحسنة بدون أى رعاية صحية منذ عشرات السنين. كان مستشفى العريش العام كباقى المستشفيات بالمحافظة يقتصر دوره على تقديم الإسعافات الأولية للمرضى، وفى حالة خطورة حالة المريض يتم تحويله إلى المستشفيات العامة بمحافظتى القاهرة أو الإسماعيلية. وخلال السنوات القليلة الماضية قامت إدارة المستشفى بعملية تطوير كامل لجميع أقسام المستشفى، حيث تم تزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وإعادة ترميم المبانى واستغلال المساحات المهملة. ومع بداية عام 2015 قام وزير الصحة بافتتاح أقسام المستشفى التى تم تطويرها وشملت أربعة أقسام للعناية المركزة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية الإلكترونية وقسم الغسيل الكلوى بعد توسعته وتجديده وبنك الدم، وقسم العناية المركزة للأطفال الذى تم استحداثه وتجهيزه بأحدث الأجهزة لخدمة جميع الأطفال على مدار اليوم، فضلاً عن زيادة عدد الأسرة والحضانات. وجاء قرار اللواء حرحور بإقالة الدكتور سامى الأنور مدير عام مستشفى العريش العام وإعادته إلى عمله كطبيب تخدير مفاجأة للجميع بعد أسابيع من تطوير وافتتاح المستشفى رغم ما بذله من مجهود كبير من أجل تحسين الخدمة العلاجية بالعريش، وتم تكليف الدكتور أحمد عزمى للقيام بأعمال مدير المستشفى لحين تعيين طبيب، حيث تم عرض منصب مدير المستشفى على جميع الأطباء الذين تجاوزت أعمارهم ال50 عامًا، إلا أنهم رفضوا المنصب لانشغالهم بعياداتهم الخاصة، فى الوقت الذى يمتلك فيه مستشفى العريش العام كوادر طبية ناجحة وقادرة على إدارة المستشفى وتطويره ولا تزيد أعمارهم على 40 عامًا ولا ينقصهم سوى أن يأخذوا الفرصة خاصة من الذين شاركوا فى عملية تطوير المستشفى. وبرغم الجهود المبذولة فى مستشفى العريش العام، إلا أنها تواجه أزمة نتيجة العجز الشديد فى بعض التخصصات الضرورية برغم تعاقد إدارة المستشفى مع عدد من الأطباء للتواجد لمدة يوم كل أسبوع، ولكن كان ذلك مقبولاً فى الماضى قبل تزايد العمليات الإرهابية حيث توجب توفير عدد كبير من الأطباء. كما أن المستشفى يعانى من غياب الأطباء بصفة منتظمة لانشغالهم بعياداتهم الخاصة، فهناك من يأتى يومًا فى الأسبوع حتى أصبحت ظاهرة تهدد حياة المرضى، وللأسف يتسبب ذلك فى مشاجرات يومية مع الأطباء المقيمين داخل المستشفى والمتواجدين نتيجة كثرة عدد المترددين وقلة عدد الأطباء، فإذا كان محافظ شمال سيناء يملك إقالة مدير مستشفى العريش العام بدعوى تقصيره، نتيجة شكوى من أحد المواطنين، فإن أهالى شمال سيناء يتساءلون: هل يملك المحافظ سد العجز فى التخصصات النادرة؟ فإذا كان المحافظ لا يملك ذلك فنسأل الله العافية ولمرضانا الصبر على البلاء.