تجرى ظهر اليوم «الجمعة» انتخابات الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» لانتخاب رئيساً جديداً لدولة الفيفا خلال السنوات الأربع المقبلة. يتنافس على منصب الرئاسة خمسة مرشحين هم: العربيان البحرينى الشيخ سلمان بن ابراهيم والأردنى على بن الحسين والسويسرى جانى ايفانيتو والفرنسى جيروم شامبانى والجنوب افريقى طوكيو سيكسويل. وحسب نظام الاتحاد الدولى فإن الفائز فى الانتخابات يحتاج فى الجولة الأولى للحصول على ثلثى أصوات الجمعية العمومية للاتحاد الدولى البالغ عددها 207 أصوات وليس 210 حيث لم تحصل جبل طارق على الاعتراف بها كعضو بالفيفا وايقاف الاتحادين الاندونيسى والكويتى. ويشكل الاتحاد الأفريقى الممثل ب«54» العدد الأكبر من الجمعية العمومية للفيفا، يليه الاتحاد الأوروبى «53 اتحادا» والاتحاد الآسيوى «46» وأمريكا الشمالية والوسطى والكاريبى «كونكاكاف» «35»، اوقيانيا «11» وأمريكا الجنوبية «10». يحتاج المرشح الفائز الحصول على 138 صوتا للفوز بمنصب الرئاسة من الجولة الأولى وهو أمر غاية فى الصعوبة خاصة بين المرشحين الثلاثة الأقوى حظوظا وتفتيت الأصوات بينهم لن يتمكن أى من المرشحين من الوصول إلى هذا العدد من الأصوات حيث فشل «بلاتر» فى الحصول عليه فى الانتخابات الماضية بعد أن حصل على 133 صوتا مقابل 73 صوتا للأمير على الذى انسحب قبل أن يتم إجراء انتخابات الجولة الثانية. ومن المؤكد اجراء جولة ثانية من الانتخابات تقتصر على مرشحين اثنين فقط حصلا على أعلى عدد من الأصوات فى الجولة الأولى ويتم استبعاد بقية المرشحين ويفوز من يحصل «النصف +1» بحيث يحتاج المرشح إلى 104 أصوات للفوز بالرئاسة فى حال شارك 207 أعضاء فى التصويت. وللوصول إلى المرحلة الثانية من الانتخابات ونظرا لأن الأصوات ستتوزع بين المرشحين فإن المرشح يحتاج الى 70 صوتا فى الجولة الأولى ليضمن رسميا الانتقال الى الجولة الثانية فى حال اقتصرت الانتخابات على ثلاثة مرشحين فقط ويقل العدد قليلا فى حال بقى المرشحون الخمسة ولم ينسحب أى منهم قبل الجولة الأولى. وتشير معظم المؤشرات الى وصول الثنائى الشيخ «سلمان» والسويسرى جانى ايفانيتو الى مرحلة الإعادة لزيادة فرص السويسرى فى الحصول على أصوات الاوربيين وامريكا الجنوبية وجزء من امريكا الشمالية والوسطى والكاريبى بينما سينال الشيخ «سلمان» معظم اصوات القارتين آسيا وإفريقيا. وكان الشيخ «سلمان» قد نجح فى الحصول على دعم الاتحاد الافريقى وهى المرة الأولى منذ سنوات طويلة التى يرفض فيها الاتحاد الإفريقى دعم المرشح الأوروبى فى انتخابات رئاسة الفيفا حيث كانت أصوات القارة السمراء تذهب بصفة دائمة للسويسرى جوزيف بلاتر الرئيس الموقوف للاتحاد الدولى وكانت القارة الاوربية تسعى لمساندة الكاف للسويسرى جانى اينفانتينو. كان الاتحاد الدولى برئاسة عيسى حياتو بالإنابة قد أصدر بيانًا رسميًا أعلن فيه ان أعين العالم بأسره مسلطة علينا هذا اليوم بعد واحدة من أسوأ الفترات التى واجهناها وأكثرها تحدياً على مدار تاريخنا». تتركز الأضواء على الوثيقة التى تحمى مستقبل الفيفا والتى تم وضعها على مدار الثمانية أشهر الماضية وتشتمل على اقتراحات لوقف المهازل التى جعلت المؤسسة الكروية العريقة تواجه أكبر مخاطر فى تاريخها. كما يشهد جدول أعمال الكونجرس الاستثنائى للفيفا التصويت على النقاط الأساسية فى ملف الإصلاحات التى أصدرتها اللجنة المخصصة لهذا الأمر وفى مقدمتها إلغاء اللجنة التنفيذية وأن يحل محلها «مجلس الفيفا» بالاضافة الى تعزيز دور المرأة إذ ستشارك ست سيدات فى هذا المجلس بواقع واحدة عن كل اتحاد قارى كما سيتم الاعلان عن رواتب الرئيس وكبار مسؤولى الفيفا. وتحتاج مقترحات الإصلاح الأساسية لموافقة 75 فى المئة من 207 اتحادات أعضاء بالفيفا لهم حق التصويت وسيتم إدراجها فى اللائحة الجديدة للفيفا. تتضمن حزمة الإصلاحات التى سيتم التصويت عليها عدة جوانب ابرزها تحديد 12 عاماً كحد أقصى لبقاء الرئيس ومجلس الأعضاء بالفيفا فى مناصبهم وذلك لتفادى تكرار ما حدث مع سيب بلاتر الذى استمر قرابة 18 عاما على رأس السلطة فى المؤسسة. وتشمل الاصلاحات ايضا ان يتم انتخاب أعضاء المجلس من قبل اتحاداتهم القارية وفقاً للوائح الانتخابية بالفيفا وأهمها أن يجتاز جميع الأعضاء إجراءات التحقق من النزاهة ، بالإضافة إلى الإعلان عن رواتب الرئيس والاعضاء. وتتضمن الإصلاحات المقترحة تشكيل كيان جديد يسمى «مجلس الفيفا» يتألف من 36 عضوا من بينهم ست سيدات على الأقل وسيتولى وضع استراتيجية شاملة لعالم كرة القدم، بالاضافة الى إسناد إدارة الإجراءات التنفيذية والتجارية للسكرتير العام و الذى يتم تعيينه بتوصية من رئيس الفيفا ويمكن إقالته فقط من خلاله. وهناك بعض البنود المهمة الاخرى مثل ضرورة الفصل بين الوظائف السياسية والإدارية فى كرة القدم، وتقليص عدد اللجان من 29 إلى 9 لجان، وفرض إجراءات التحقق من النزاهة على جميع أعضاء اللجان. «آل خليفة» المرشح الأبرز الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة صاحب ال49 عاما وهو أحد أفراد العائلة الملكية فى المملكة البحرينية ويشغل منصب رئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الدولى منذ عام 2013. يعد سلمان أكبر الداعمين لملف استضافة قطر لكاس العالم 2022 وهو أحد أعضاء اللجنة المالية والاستراتيجية داخل الاتحاد الدولى وكان أيضا عضوًا باللجنة المنظمة لمونديال البرازيل عام 2014 فضلا عن ترأسه للجنة الانضباط لمونديال الأندية فى اليابان عام 2008. «جيانى» رجل الاتحاد الأوروبى السويسرى جيانى إنفانتينى صاحب ال 45 عاما وهو مرشح الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» بعد قرار وقف الفرنسى بلاتينى عن ممارسة أى نشاط له علاقة بكرة القدم لمدة ست سنوات. التحق بالعمل داخل الاتحاد الأوروبى فى أغسطس عام 2000 لتطوير العمل الخاص بالشئون القانونية والتجارية والاحترافية داخل الاتحاد. تم اختياره كمدير للشئون القانونية ورخص الأندية فى عام 2004 واستمر فى منصبه هذا حتى عام 2007 وشغل منصب السكرتير العام للاتحاد منذ أكتوبر عام 2009 وهو حاليا أحد أعضاء لجنة الإصلاحات داخل الفيفا والتى تم تشكيلها بعد فضائح الفساد التى ضربت الاتحاد فى مايو الماضى. وكان إنفانتينى يشغل منصب الأمين العام للمركز الدولى للدراسات الرياضية بجامعة نيوشاتل السويسرية قبل انضمامه للاتحاد الأوروبى. «بن الحسين» يبحث عن مفاجأة المرشح الأول هو الأمير على بن الحسين صاحب ال 39 عاما هو رئيس الاتحاد الأردنى لكرة القدم منذ عام 1999 ومؤسس اتحاد غرب آسيا للعبة عام 2000 وكان أصغر الأعضاء سنا داخل المكتب التنفيذى للفيفا كما انه نجل الملك حسين وشقيق العاهل الأردنى الملك عبد الله. كان الأمير الأردنى هو المنافس الأوحد للسويسرى «بلاتر» فى انتخابات الفيفا الأخيرة التى أقيمت يوم 29 مايو الماضى فى مدينة زيورخ مقر الاتحاد والتى انسحب خلالها قبل بدء مرحلة التصويت الثانية بعد أن حصد فى المرحلة الأولى 73 صوتا مقابل 133 لبلاتر ويبحث عن تحقيق مفاجأة وإن كان ترشيح سالمان قد سحب عددًا كبيرًا من المؤيدين السابقين له وهو ما وضعه فى أزمة.