أسفرت الأزمة بين السعودية وإيران إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وطرد السعودية للبعثة الدبلوماسية الإيرانية بشكل نهائى بعد تصريحات التطاول الإيرانية ضد حكم السعودية بإعدام 47 شخص بتهم الإرهاب والتحريض. إهتمت إيران بإدانة إعدام الشيخ السعودى الشيعى نمر باقر النمر فقط دون غيره، وذلك لأنه كان أحد معارضى النظام السعودى وإنتمائه للطائفة الشيعية، حيث أثارت التصريحات المعادية لخمانئى والمسؤولين الإيرانيين بالتهديد والإنتقام حفيظة السعودية وإعتبرت أن الأمر تدخل سافر من الجانب الإيرانى فى الشؤون الداخلية للبلاد. إضطرت السعودية لإتخاذ موقف قطع العلاقات بعد حادث إحراق السفارة السعودية بإيران، وإجلاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية بعد الأضرار التى ألحقت بالسفارة ردا من إيران على حكم الإعدام وظهرت مطالبات بتضامن الخليج مع موقف السعودية ضد إيران. 4 ملفات وراء التوتر الدائم بين إيران والسعودية تشهد العلاقات السعودية الإيرانية منذ 30 عاما احتقانا واضحا، يعود للأصل فى المرجعية السنية للسعودية ومرجعية الشيعية لإيران ومحاولة إيران التدخل فى شؤون دول الشرق الأوسط بداية منذ إندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية فى عام 1979 ومحاولة أنظمة إيرانية تصدير تلك الثورة إلى المناطق المجاورة. ولعل أبرز الملفات المتنازع عليها بين إيران والسعودية فى الوقت الحالى هو الملف اليمنى حيث تسعى إيران فرض سيطرتها بدعم الحوثيين بشكل مستتر فى حرب اليمن والإطاحة بالرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى وتوجيه هجمات إرهابية بالصواريخ وإسقاط جنود سعوديين على الحدود السعودية اليمنية بتمويل إيرانى. يأتى فى نفس السياق، المد الإيرانى الشيعى الذى تسعى له إيران فى المنطقة بعد توقيع اتفاقية امتلاك القوة النووية، وتخفيف العقوبات الإقتصادية عنها نظير إلتزامها ببنود الإتفاق وتحقيق الأهداف السلمية من وراء النووى. وعلى الجانب السورى، تختلف السعودية وإيران على بقاء الأسد، حيث ترى السعوية وجوب تطبيق مرحلة انتقالية دون الأسد ولذلك تدعم الجماعات المتمردة التي تقاتل النظام السوري وداعش وتهدف للإطاحة بالأسد مثل الولاياتالمتحدة ومن غير المتوقع ان تقبل بقاؤه. بينما تستمر إيران فى دعمها للأسد بالمال والسلاح والمقاتلين، ويقول بعض المحللين إن قوات الحكومة السورية تعتمد على الضباط الإيرانيين كالعقل المدبر لمعاركهم وتأثر ذلك بعد وفاة قائد إيراني كبير في سوريا. ايران ..تعرف من أين تؤكل الكتف السعودى تنتهز أيران الفرصة عند وقوع أى ازمة تخصها او تخص الشيعة من قريب او بعيد فى شن حملة إدانة عنيفة ضد السعودية، بالرغم أن الحدث لا يكون يخصها بشكل منفرد وتتبع إيران منهج "تسييس" الأحداث بإضفاء أبعاد سياسية على الحدث وأبراز الأزمات بشكل غير مسبوق، على الرغم من ان بعض الأزمات تكون خاصة بالشأن السعودى الداخلى، مثل قرار الحكم بإعدام السعودى نمر النمر. تجلى ذلك المنهج فى أزمة تدافع الحجاج بمنى، وأدلت إيران بعدة تصريحات عنيفة تدين الحادث، على الرغم من مقتل أشخاص من مختلف الجنسيات بالحادث. إضطرت السعودية لقطع العلاقات مع إيران أمس الأحد للمرة الأولى منذ 1988 وحتى 1991، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، بعد محاولتهم اقتحام الحرم المكي واحتلاله والتظاهر فيه.