الحامل والمرضع من أكثر الحالات التي يؤثر الصيام على حالاتهم الصحية وعلى صحة الجنين، وحول الحكم الشرعي لصيام كلاهما قمنا بعرض الأمر على علماء الدين والشريعة . يقول الشيخ جمال قطب بخصوص المرأة الحامل لابد من مراعاة صحتها أولا وصحة الرضيع، فلا يجوز صيامها الا بمراجعة الطبيب. فإذا أذن لها الصيام تلتزم بضوابطه، وإذا منعها عليها أن تفطر وتلتزم بالإعادة طبقا للأحكام الشرعية،وعليها أن تقضي الشهر عقب الولادة. وأشار قطب إلى أن في حالة عدم قدرة المرأة على القضاء عقب الولادة بسبب الرضاعة ودخول رمضان التالي عليها أن تخرج فدية مع التزامها بقضاء أيام الصيام . ومن جانبه قال الشيخ مصطفي العدوي أنه من الأولى ان تفطر المرضع خاصة إذا خافت على نفسها أو على طفلها من الضرر ، وقد جاء في الباب حديث أنس بن مالك الكعبي القشيري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وضع عن الحامل والمرضع الصوم وشطر الصلاة). وعن هل تقضي أم لا يقول العدوي إن كان الظاهر لديّ -والله سبحانه وتعالى أعلم- ما ذهب إليه الإمام الأوزاعي وسفيان الثوري وغيرهما من العلماء: أنها تفطر وتقضي ولا تلزم بالإطعام، وذلك قياساً على المريض، والله سبحانه وتعالى قد قال في شأن المريض: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، والله تبارك وتعالى أعلم.