يعرف موراليس، وهو من شعب \"أيامارا\" الأصلي وخاض مصير مئات الالاف من الريفيين الذين يعانون من الفقر المدقع ويهاجرون بحثا عن الرزق، بتركيزه علي الدفاع عن الشعوب الأصلية المتطلعة إلي ممارسة حقها في تقرير مصيرها، الذي حرمت منه علي مدي قرون من الإستعمار الأسباني. \r\n \r\n وكوسيلة لشرح سياساته تمهيدا لهذا الإستفتاء، الذي يشمل البت أيضا في إستمرارنائب الرئيس ومحافظي التسع محافظات التي تتكون منها البلاد في ناصبهم، قرر موراليس القيام بجولة في المناطق الريفية، حيث تتركز الفئات الإجتماعية التي دعمته في 18 ديسمبر 2005 حين فاز بالرئاسة بأغلبية 7,35 من الأصوات. \r\n \r\n ويؤكد موارليس في جولته أنه يحمل راية الأهالي الريفيين المستفيدين من سياساته، والذين يشعرون بالإحباط من محاولات عرقلة النهوض بهم، بسبب ممارسات جماعات النفوذ الإقتصادية التي تتركز في قطاعات الصناعة والتصدير وإنتاج الأغذية. \r\n \r\n وجاء قرار موراليس بتعديل الدستور بغية الإعتراف بأساليب الحكم الشعبية التقليدية وتوزيع الأراضي علي الشعوب الأصلية، وعددها 36 شعبا في بوليفيا، بمثابة القشة التي قسمت ظهر جماعات اليمين المحافظ ورجال الأعمال، خاصة في محافظات سانتا كروث، بيني، باندو، تاريخا. \r\n \r\n فما كان منهم إلا أن تحالفوا مع الطبقات الوسطي فيما أسموه \"اللجان المدنية\" لممارسة معارضة قوية لحكومة موراليس، تشمل الأحزاب المحافظة في البرلمان والقوي اليمينة في المجالس الإنتخابية في المحافظات. \r\n \r\n وقرر هذا التحالف اليميني إشهار الحكم الذاتي في المحافظات الأربع المذكورة، في إستفتاءات وصفتها الحكومة بأنها \"غير قانونية\"، ووسط معارضة تنظيمات الأهالي الريفيين والفئات الفقيرة التي تساند سياسات موراليس التي توشك علي إتخاذ خطوة جديدة بمصادرة الأراضي، أثار ثائرة كبار الملاك البوليفيين والأجانب. \r\n \r\n وكدليل علي قناعته بأن تحالف اليمين المحافظ ورجال الأعمال يحصل علي تمويل من واشنطن عبر وكالة المعونة الدولية الأمريكية، عرض موراليس نسخا من رسائل في هذا الإتجاه، علي وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشئون المنطقة توماس شانون، خلال زيارته الأخيرة لبوليفيا. \r\n \r\n هذا ولقد تبلورت مواقف أطاف النزاع السياسي الجاري، في وسائل الإعلام. فمن ناحية، تستعين الحكومة في حملتها بالوسائط التابعة للدولة، والتي إنضمت إليها محاطات الإذاعة الريفية التي أُنشأت مؤخرا يتمويل من فنزويلا، ووسائل إعلام مستقلة أيضا. \r\n \r\n ومن ناحية أخري، شييد رجال الأعمال خاصة في قطاع الإنتاج الزراعي، إمبراطورية إعلامية تنتشرفي أهم المدن وتعتمد علي بنية حديثة ومهنيين متخصصيين، دأبت علي بث ونشر مقابلات مع أفراد غير راضين عن خفض وزن رغيف الخبز أو إرتفاع سعر الدجاج، علي سبيل المثال. \r\n \r\n وفي مواجهة هذه الحملة، يركز الرئيس موراليس علي فائض الخزانة العامة لأول مرة منذ 30 عاما، وإرتفاع حجم إحتياطي العملات الأجنبية الذي بلغ 7,000 مليون دولارا، وهو ما تعمد المعارضة إلي تجاهله، بإستثناء صاحب المصارف خوستو يببيث، من محافظة سانتا كروث التي تحكمها قوي المعارضة، الذي أقر علنا بحسن سير الأحوال الإقتصادية في بوليفيا.(آي بي إس / 2008)