\r\n في هذا الخصوص, تبدو آفاق تحسين العلاقات واهية بين روسيا والاتحاد الاوروبي, بعد لقاء المستشارة الالمانية انجيلا ميركل, التي ترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المدينة الروسية سمارا, وبعد ان اخفق مسؤولون من بولندا واستونيا, المغاظتين من نزاعات مستقلة مع موسكو, في الغاء هذا اللقاء. \r\n \r\n ومن اجل هذا اقتضت الحال ان يقوم وزير الخارجية الالماني, فرانز وولتر شتاينمير, بزيارة مفاجئة الى موسكو, لعقد مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف, وربما مع الرئيس بوتين, وقال شتاينمير انه يأمل من هذا الاجتماع ان يفضي الى ارضية مشتركة مع موسكو, ولكنه اعترف بان العلاقات صعبة جدا, ولدرجة لا يتوخى نتائج كثيرة منه. وقال \"اننا نناقش وضعا نزاعيا بين الاتحاد الاوروبي وروسيا, والتقدم في هذا المضمار ليس بالامر السهل, اخذين بعين الاعتبار العدد المتراكم من الصعوبات, ومع ذلك, فعندما يتأزم الوقت, لا بد من التباحث\". \r\n \r\n تتراوح المشاكل بين الاتحاد الاوروبي وروسيا من قرار استونيا, عضو الاتحاد, بشأن ازالة النصب التذكاري السوفياتي بعد الحرب في تالين العاصمة, الامر الذي اثار غضب الكرملين الى رفض روسيا تأييد اتفاق مدعوم من الاتحاد الاوروبي, لمنح الاستقلال لاقليم كوسوفو المنشق عن صربيا. كما رفضت موسكو ايضا انهاء الحظر المفروض على الصادرات الزراعية البولندية, الامر الذي دعا بولندا للثأر من ذلك برفض رفع الفيتو عن السماح بالتفاوض حول الشراكة الاوروبية-الروسية في اتفاقية تحكم استمرار التجارة والطاقة وحقوق الانسان. \r\n \r\n اما احدث التوترات بين روسيا والغرب, فوقعت وسط تعاظم الاحساس بالخطر, في اوروبا, من استعمال روسيا لمواردها الضخمة من مصادر الطاقة لغايات سياسية مستخفة بحقوق الانسان, وقامعة الديمقراطية قبيل اجراء الانتخابات البرلمانية في شهر كانون الاول المقبل, وانتخابات الرئاسة في شهر اذار .2008 \r\n \r\n لقد وصلت العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي الى حالة من عدم الاصلاح, لدرجة ان المفوض التجاري في الاتحاد, بيتر ماندلسون, حذر مؤخرا من ان مستوى سوء التفاهم بين الجانبين هو الاسوأ منذ نهاية الحرب الباردة, كما انه مهدد بالتردي اكثر\" وقد صرح وزير الخارجية الالماني بأن لقاء القمة في سمارا ربما يحقق تقدما في مجال امن الطاقة. \r\n \r\n وفي الاسبوع الماضي, عززت روسيا من تحكمها بالغاز الطبيعي الآتي من آسيا الوسطى, بابرام اتفاقية مع كل من تركمانستان وكزاخستان, لبناء خط انابيب لنقل الغاز منهما الى اوروبا عبر شبكة انابيب الغاز الروسية, وهكذا بنسف هذا الاتفاق الجديد الاهداف الاوروبية والامريكية في مد انابيب نفط وغاز من اسيا الوسطى, تعبر قاع بحر قزوين متخطية الاراضي الروسية. \r\n \r\n وقال فلاديمير تشيجوف, السفير الروسي لدى الاتحاد الاوروبي, في احدى المقابلات الاخيرة معه, ان اوروبا بحاجة الى تحويل توقعاتها كي تدرك ان الديمقراطية الروسية في نمطها ليست بالضرورة من النمط الاوروبي او الامريكي, مضيفا بان \"التحول الى الديمقراطية في روسيا مضى عليه 15 عاما فقط, ولكنها احدثت فيها تغييرا اكبر مما حققته بلدان اخرى في 200 سنة\". \r\n \r\n وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس, الاسبوع الماضي, ان الولاياتالمتحدةوروسيا تمران بفترة صعبة, غير ان هذا الازدياد في حدة التوتر بينهما ادنى بكثير من مستوى حرب باردة جديدة, حسب ما ذكرت وكالة الاسوسيتد برس من موسكو. \r\n \r\n واضافت رايس تقول بأن هذا هو \"اوان الديبلوماسية المكثفة\" قبل ان تستقل طائرتها متوجهة الى موسكو لعقد اجتماعات عديدة, وسط حمأة توترات جديدة في العلاقات بين الدولتين, حول خلافات سياسية كبرى, شدد عليها الرئيس بوتين بتوجيه انتقادات قوية متزايدة للولايات المتحدة. \r\n \r\n وقالت رايس ان واشنطن ملتزمة بمناقشة هذه الخلافات, وخاصة المتعلق منها ببرنامج الدفاع الصاروخي الامريكي في اوروبا, وتهديد روسيا بتعليق العمل بمعاهدة الحد من الاسلحة, ومعارضة موسكو لخطة الاممالمتحدة الخاصة باستقلال كوسوفو. وقالت ايضا, \"انا لا القي المصطلحات, مثل \"حرب باردة جديدة\", هنا وهناك فالعلاقات الامريكية-الروسية هم كبير ومعقد ومتشابك, لكنها ليست باية حال من الاحوال من نوع العداوة البغيضة\" التي طغت على العلاقات بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي. \r\n \r\n انترناشيونال هيرالد تريبيون \r\n