وكان رودي غيولياني قد أقر خلال مقابلة مع باربارا وولترز أن زوجات الرؤساء على مدار التاريخ الأميركي قد لعبن دورا مؤثرا واستشاريا ( على الرغم من أنه كان بدون مقابل) وفي معرض إجابته على سؤال ما إذا كان هناك احتمال أنه سيسمح لزوجته بحضور اجتماعات الوزراء أجاب غيولياني أنها ستحضر إذا رغبت في ذلك. \r\n وكانت ردود الأفعال المعاكسة قد اتسمت بالسرعة والانفعال فمجرد القول : إن المرأة ربما كان لها دور فيما قد يجري به الحديث مع قادة الأمة قد احتل العناوين الرئيسية وكان محورا درات حوله المناقشات وربما يساورك اعتقاد أن غيولياني قد أعلن عن نيته أن يعين زوجته في منصب كبيرة قضاة المحكمة العليا والواقع أن ما قاله عن جوديث هو فقط : لم أكن لأجد مستشارا أفضل منها. \r\n وعلى الرغم من ذلك فخلال 24 ساعة تراجع غيولياني عن تعليقاته الأصلية التي أثارت كل ردود الأفعال تلك . \r\n وفي المقابل خرجت إليزابيث إدواردز زوجة جون إدواردز المرشح للسباق الرئاسي لتؤكد للرأي العام أنه ليس لديها مثل تلك الطموحات العريضة وأنها ستكون قانعة بأن تستخدم موقعها كزوجة الرئيس للدعوة الى القضايا التي تهتم بها خاصة الأمومة والطفولة وذلك بعيدا عن اجتماعات الوزراء فهل تمثل إليزابيث إدواردز نموذجا لامرأة تعيش على الطريقة التقليدية القديمة وتدرك حقيقة مكانتها ؟ الإجابة : لا إنها فقط تعرف السياسة والدور الذي يخص الذكور والإناث كل على حدة كما هو عليه الاعتقاد داخل المجتمع الأميركي . \r\n كما أنها أيضا تفهم كنه الاتفاق الحقيقي فليس هناك ثمة حاجة لجلوس زوجة الرئيس في اجتماعات الوزراء كي تمارس تأثيرها فإذا كان رباط الزواج صلبا بالطبع ستكون أُذن الرئيس ملكا لها . \r\n وما يزال الشعب الأميركي يريد من زوجة الرئيس أن تكون امرأة لا تبالغ في الحديث المعلن ولا تبالغ أيضا في التدخل في شئون قد لا تكون من اختصاصها وبالطبع يجب أن تمتنع تماما عن الاقتراب من محيط عمل زوجها والواقع أننا نتجاهل حقيقة أنه فيما يجري خلف المشهد المعلن فزوجة الرئيس هي أقرب المستشارين السياسيين إليه . \r\n وعلى مدار التاريخ الأميركي كان واضحا أن زوجات الرؤساء كن أكثر حظا في التعليم والثروة وربما الذكاء السياسي من أزواجهن. \r\n وبالفعل تولت إديث ويلسون إدارة الولاياتالمتحدة فيما كان زوجها يتماثل للشفاء من سكتة دماغية كما أن فلورانس هاردينغز تولت إدارة وتنظيم الجزء الأكبر من حملته الرئاسية وبلغ تأثير إلينور روزفلت على زوجها في برنامجه \" نيو ديل\" مبلغا كبيرا. أما إصرار بيتي فورد على دور نسائي في محيط الحياة السياسية فقد أسفر عن تعيين عدد كبير من النساء في مناصب رفيعة. \r\n ويعترف هاري ترومان وجيمي كارتر أنهما كرؤساء لم يصدرا قرارت هامة على الإطلاق دون أخذ مشورة الزوجة ، نعم كان للمرأة دور كبير في إدارة الولاياتالمتحدة وسوف تقوم في المستقبل بهذا الدور بيد أنني أشك في أنها سوف تجلس في مقعد الرئاسة في أي وقت في المستقبل القريب وكما ظهر جليا من خلال الجدال الذي أثارته تصريحات غيولياني فالأميركيون لا يقبلون بفكرة أن تتولى امرأة قيادة البيت الأبيض وسواء كانت النساء تأتي الى تلك الوظيفة عن طريق الانتخابات او بالزواج فهذا امر لا يهم كثيرا . \r\n لقد صوت الناخبون لبوش ولكنهم لا يفعلون كذلك مع لورا كما أعطوا تأييدهم لكلينتون ولكن ليس لهيلاري وعلى الرغم من ذلك فقد تولت هيلاري خلال الفترة الأولى من ولاية كلينتون قيادة خطط تطوير الرعاية الصحية وقام البعض ممن يعارضون الرعاية الصحية العامة برفع دعوى قضائية ضدها متحدين تعيينها على ما أشاروا إليه من خلفيات فنية وقد أيدت المحكمة كلينتون وحكمت أن هيلاري موظفة في الحكومة . \r\n والواقع فإن من مزايا الزواج السليم هو تلك الميزة التي يحصل عليها الزوج أو الزوجة بوجود شخص قريب اليه يتعرف على أخطائه ويقدم المشورة من موقعه القريب ومن السذاجة أن نستثني الرئيس من هذا المفهوم. \r\n ومن ثم فعندما تعطي صوتك للرئيس فإنك تمنحه لزوجته أيضا وعلى الأميركيين أن ينظروا بعين الاعتبار الى زوجات كل مرشح سوف ينافس على مقعد الرئاسة في الانتخابات القادمة وعليهم أيضا أن يدققوا النظر في صديقنا القديم كلينتون فسوف تلعب جاذبية شخصيته دورا هاما في تخفيف الصورة الحادة التي لحقت بهيلاري. وإذا أصبحت الرئيسة هيلاري حقيقة واقعية فلن يكون ذلك تصويتا لها بمفردها ولكن أيضا لزوجها. \r\n \r\n ماري سانشيز \r\n كاتبة عمود بصفحة الرأي في صحيفة كنساس سيتي ستار \r\n خدمة ام سي تي خاص بالوطن