\r\n وهذه الخطة وفرت فرصة غير عادية للعسكريين الأميركيين للإطلاع على المداولات التي كانت تدور في المستويات العراقية العليا، بما في ذلك الكيفية التي قرر بها صدام حشد القوات الأكثر ولاء له، ومواقع ذلك الحشد. \r\n \r\n يعني ذلك أن مسؤولي الاستخبارات الألمان قد وفروا مساعدة جوهرية للولايات المتحدة، على الرغم من أن ألمانيا بالذات كانت من أعلى المعارضين صوتاً لقرار الرئيس بوش باستخدام القوة لإسقاط صدام حسين. \r\n \r\n ولكن الحكومة الألمانية تصر مع ذلك على أن عملاءها في بغداد قبل الحرب قد قدموا مساعدات استخباراتية محدودة للأميركيين، وأن تلك المساعدات تركزت على تعريف الأميركيين بالمواقع المدنية حتى لا يقوموا بمهاجمتها بالخطأ. \r\n \r\n وعلى الرغم من ذلك، فإن الدراسة الأميركية توثق المساعدات الأكثر أهمية التي حصلت عليها أميركا من الاستخبارات الألمانية. \"أولريتش فيلهلم\" المتحدث الرئيسي باسم الحكومة الألمانية، قد رفض التعليق على طبيعة الدور الذي لعبه العملاء الألمان في العراق. \r\n \r\n وعلى الرغم من التوتر الذي ساد العلاقة بين الولاياتالمتحدةوألمانيا قبل الحرب، والتراشق الكلامي بينهما، فإن التعاون الذي كان قائما بين أجهزة الاستخبارات في البلدين منذ وقت طويل استمر. \r\n \r\n ففي الوقت الذي كان فيه الأميركيون يستعدون لغزو العراق، كان عملاء الاستخبارات الألمانية ينشطون في بغداد. \r\n \r\n ومن ضمن المهام التي كلفوا بها السعي للحصول على خطة صدام حسين للدفاع عن العاصمة. لسنوات كانت خطط الدفاع العراقية تعتمد على استراتيجية تقوم على حشد الجزء الأكبر من القوات على امتداد طريق الغزو لبغداد على أمل إضعاف الجيش الغازي وإلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية به قبل وصوله إلى العاصمة. \r\n \r\n ولكن الذي حدث هو أن صدام حسين، وفي الثامن عشر من ديسمبر 2002، قام باستدعاء قادته لجلسة استراتيجية، تم كشف النقاب خلالها، عن خطة جديدة تقوم على تجميع القوات على امتداد خطوط دفاعية بالقرب من العاصمة، تشمل \r\n \r\n \"الخط الأحمر\" الذي كان يفترض أن تتمسك به قوات الحرس الجمهوري حتى النهاية. \r\n \r\n وبعد أن حصل العملاء الألمان على الخطة الجديدة، قاموا بإرسالها إلى المستويات الأعلى في سلسلة قيادتهم. كما جاء بالدراسة المشار إليها آنفا. \r\n \r\n وفي فبراير 2003، قام ضابط استخبارات ألماني بتقديم نسخة من الخطة لمسؤول أميركي تابع لوكالة استخبارات الدفاع كان يعمل في مقر قيادة القائد الأعلى للقيادة المركزية الأميركية الجنرال \"تومي فرانكس\" حسب الدراسة الأميركية، وقام المسؤولون في تلك الوكالة بتسليم صورة منها إلى مكتب \"J-2 \" وهو يمثل شعبة الاستخبارات بالقيادة المركزية. \r\n \r\n والدراسة السرية تحتوي على نسخة من مخطط قدمه الألمان. وتقول الدراسة في هذا الجزء: \"تم تقديم المخطط للألمان من أحد مصادرهم في بغداد(شخصية المصادر الألمانية غير معروفة)، وعندما بدأت القنابل تنهمر على بغداد أوقف العملاء أنشطتهم ولجأوا إلى مقر السفارة الفرنسية\". \r\n \r\n وهذه الرواية عن المساعدة الألمانية، تختلف عن الرواية العلنية التي قدمتها الحكومة الألمانية. فبعد انتخاب الحكومة الجديدة التي ترأستها المستشارة \"أنجيلا ميركيل\" عام 2005، أصر المسؤولون الألمان على أن بلادهم لم تقدم مساعدة جوهرية للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وفي هذا السياق وصف وزير الخارجية الألماني \"فرانك فالتر شتاينماير\" الذي كان مديرا لمكتب \"شرودر\" خلال الغزو التقارير الخبرية التي أذاعتها وكالات الإنباء عن قيام العملاء الألمان بانتقاء أهداف للطائرات الحربية الأميركية ووصفها بأنها\" سخيفة\". \r\n \r\n وقامت الحكومة الألمانية يوم الخميس الماضي بنشر تقرير خبري اعترفت فيه أن العملاء الألمان قد قاموا بتقديم بعض المعلومات الاستخبارية للأميركيين ولكنها ألمحت إلى أن تلك المعلومات كانت محدودة للغاية، وأنها اقتصرت على المواقع المدنية المحمية، والمواقع الإنسانية ووصفا لطبيعة الوجود العسكري ووجود قوات الشرطة في المدينة، وكذلك إحداثيات جغرافية. وأشار التقرير إلى أنه عندما اقتربت الحرب، تم إجلاء الدبلوماسيين الألمان وأنه في السابع عشر من مارس وقبل الحرب بيومين تقريبا صدرت الأوامر للعملاء الألمان بالبقاء في بغداد. \r\n \r\n ولكن التقرير الذي أذاعته الحكومة الألمانية لم يذكر شيئاً عن الحصول على خطة الدفاع العراقية، ولا عن تسليمها للعسكريين الأميركيين، كما لم تقم الحكومة الألمانية بإعلان أي معلومات متعلقة بهذا الأمر. \r\n \r\n ويذكر أن غالبية أعضاء البرلمان الألماني لم يوافقوا على الدعوة لإجراء تحقيق رسمي في طبيعة المساعدة التي قدمتها الاستخبارات الألمانية الأسبوع الماضي. في هذا السياق، أدلى \"روبرت روتجين\" رئيس \"لجنة الرقابة البرلمانية\" التي قامت بمراجعة النسخة السرية من التقرير، الذي يختلف عن النسخة العامة التي تم الإفراج عنها: لقد تم توضيح المسألة وتبديد جميع المزاعم\". مع ذلك أصر بعض أعضاء المعارضة على أن الحاجة تستدعي إجراء المزيد من التحقيقات حول هذا الأمر. وبالإضافة إلى الدعم الذي قدمته الاستخبارات الألمانية، فإن الحكومة الألمانية ذاتها تعاونت مع القوات المسلحة الأميركية بطرق أخرى. \r\n \r\n فالسفن الألمانية، كانت تحرس المسارات المائية بالقرب من القرن الأفريقي كجزء من \"قوة المهمة 150\" التي كانت مكلفة بردع الهجمات الإرهابية في البحر الأحمر وخليج عدن على سبيل المثال. علاوة على ذلك قام العسكريون الألمان بحراسة القواعد العسكرية الأميركية في ألمانيا بدلاً من الجنود الأميركيين، الذين تم إرسالهم للحرب في العراق. وعندما كان حلف شمال الأطلسي \"الناتو\" يناقش ما إذا كان سيتم إرسال الطائرات الرادارية من نوع \"أواكس\" وبطاريات صواريخ \"باتريوت\" إلى تركيا لفتح جبهة شمالية ضد العراق، فإن ألمانيا عارضت تلك الخطوة في البداية، لكنها وافقت عليها فيما بعد وقامت بتقديم صواريخ بطاريات \"باتريوت\" التي تم إرسالها إلى تركيا. \r\n \r\n مايكل آر. جوردون \r\n \r\n مراسل \"النيويورك تايمز\" في واشنطن \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\"