صحيح أن الولاياتالمتحدة الأميركية هي أغنى وأقوى دولة في العالم، بيد أن هذه الحقيقة لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن تبرر ميل العقل الأميركي المفرط إلى المبالغة و "الغلو"، لو كان هذا اللفظ مقبولاً في سياق كهذا، أي عندما ينعكس هذا الخيلاء عبر الثقافة الأميركية الشائعة، إذ إنه يستحيل شيئاً أشبه ما يكون بحالة مرضية "نرجسية". وللأسف تجد الثقافة الأميركية الشائعة تمور بتوصيفات من نوع "أعظم، "أفضل" "أجمل" "أصغر" "أكبر" "أطول"، والقائمة تطول عاكسة ذلك الغلو الذي يخص العقل الأميركي فحسب، نظراً لما تخلله من مشاعر علوية نحو أبناء الشعوب الأخرى الذين يخصونهم بلفظ "العالم القديم"، بمعنى العالم الماضي، المهترئ الذي لا ترتجى فائدة منه، مناقضاً ل"العالم الجديد" أي أميركا التي ينبغي أن نترقب منها كل ما هو من الصفات بصيغة المبالغة العاكسة للتفوق، ناهيك عن ميل هذا العقل إلى توصيفات غاية بالمبالغة للشخصيات أو للفنانين أو للكتاب، توصيفات من نوع "هذا أسطورة" legend وان تلك نجمة عظمى Megastar وأن فلاناً راح "يصنع التاريخ" عندما يجسد دوراً في فيلم سينمائي. أما عندما تحاول أن تعرف ما هو الأسطوري في الشخصية الأولى فإنك قد تتفاجأ بأنه مجرد مغني راب، وفي الحالة الثانية تكتشف أنها مقدمة برامج طهي شائعة. وإذا ما كان المتابع مؤرخاً أو شخصاً يقدر معنى التاريخ ومعنى صناعته ومن يترك بصماته عليه، فإنه قد يتفاجأ بأن "صناعة التاريخ" في الولاياتالمتحدة قد لا تتجاوز عملاً عاديًّا في مفاهيم "العالم القديم" المسكين الذي أخذته البهرجة الأميركية على حين غرة. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا