صفات فطرية للقائد الفذّ

من الأمور التي تهم مسؤولي قسم الموارد البشرية، البحث عن الموظفين الذين يمتلكون مواهب قيادية بالفطرة. ومن ثم العمل على إظهار قدراتهم ومواهبم في المؤسسة، سواء أكانوا يحتلون مراكز قيادية أم لا. وثمة أسئلة عدة عليك طرحها على نفسك، لمعرفة ما إذا كنت تمتلك شيئا من الصفات القيادية بطبيعتك:
هل يلجأ الناس إليك غالبا للحصول على التوجيهات؟
ما مدى تقدير الناس لطريقة تفكيرك؟
ما مدى شعور الآخرين بالدعم من قبلك؟
إن مثل هذه الأسئلة تتماشى مع السمات ال6 للقائد الفذ، وهي: بعد النظر والشغف والشجاعة والحكمة والكرم والجدارة بالثقة. لذلك، حاول استخدام تلك الأسئلة لمعرفة ما إذا كان الآخرون يرونك قياديا بغض النظر عن مركزك في الشركة. وكن صادقا وطبيعيا تجاه نفسك قدر الإمكان، ومن ثم ضع نقاطا لتقييم نفسك من 1 إلى 5 في كل سؤال.
أو حاول إيجاد شخص أو زميل يعرفك جيدا، ويراك أثناء تفاعلك مع الآخرين في الجلسات المهنية، واسأله إن كان يرى فيك الصفات القيادية أم لا. فإن وافقك على تقييمك الإيجابي لنفسك، فذلك يعني أنك تمتلك موهبة قيادية بالفطرة، وعليك البحث عن الطرق المناسبة لتطويرها. حينئذ، لن يكون وصولك إلى منصب قيادي ما صعب التحقيق، فالنجاح سيكون حليفك.
لكن، إن كان تقييمك من قبل زميلك أفضل على مقياس التقييم مقارنة بتقييمك لنفسك، فهذا يعني أنك لا ترى نفسك كما يراك الآخرون. وأنه عليك أن تتعرف إلى حقيقة الصفات التي تتمتع بها بشكل أفضل، فهذا يعد أول خطوة على طريق تطوير الذات. وأن تخصص بعض الوقت لاكتشاف النقاط التي ستساعدك للانطلاق في مسيرتك القيادية. وفي الأحوال جميعها، استمع جيدا إلى تقييم زميلك، وحاول الحصول على آراء أخرى من أشخاص يمكنك الوثوق بهم، ثم راقب تصرفاتك.
وعلى العكس من ذلك أيضا، قد يكون تقييمك لنفسك أفضل، على المقياس نفسه، من تقييم زميلك لك، مما يعني بأنك تمتلك صفات قيادية، لكنك تقلل من قيمة تأثيرها الإيجابي على الآخرين. ويمكنك حينها أن تراقب كيف تتحدث إلى نفسك، ومثال ذلك: إن كان الحوار الداخلي في عقلك يميل إلى كونه مثبطا، فقد تكون أنت العائق في طريق تقدمك. إن قدرتك على تطوير ثقتك بنفسك، سيتيح الفرصة أمامك لاستلام مسؤوليات ومهمات أكبر. لهذا، عليك الاعتراف بنقاط قوتك أولا.
أما إن كنت وزميلك متفقين على أنك لا تتمتع بأي صفات قيادية، فعليك إيجاد شخص آخر أكثر إيجابية، يمكنك الاقتداء به ولديه القدرة على مساعدتك. وإن كنت تعلم بأن الآخرين لا يشعرون بأي دعم معنوي من قبلك، فكر في شخص معروف بدعمه الدائم للآخرين، واطلب منه أن يصبح مرشدك الخاص، ثم راقب تصرفاته تجاه الآخرين، واسأله عن رأيه حول دعمه للآخرين ومساعدتهم، وحاول تجربة ما تراه وتسمعه منه. ولا تنس أخذ الملاحظات والنصائح.
إن مجرد قدرتك على طرح هذه الأسئلة والإجابة عنها بصدق، يعد خطوة كبيرة في المسار الصحيح، بغض النظر عن النقاط التي أحرزتها في الإجابة عن هذه الأسئلة. فهي ستضعك على طريق القيادة لتظهر أفضل ما لديك في هذا المجال.