حولت سلطات الاحتلال الصهيوني ، مدينة القدسالمحتله ، خاصة بلدتها القديمة ومحيطها، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية مع بدء سريان قرار إغلاق المدينة المقدسة بوجه أبناء المحافظات الشمالية منذ ليلة أمس ، والذي يستمر حتى السابع عشر من الشهر الجاري ، عشية احتفالات المستوطنين بعيد "البيسح" أو الفصح العبري ، واستهدافهم للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك. وتشمل اجراءات الاحتلال نشر المئات من عناصر الوحدات الخاصة وما تسمى "حرس الحدود" بقوات الاحتلال في شوارع وطرقات المدينة، لا سيما المحاذية لسور القدس التاريخي ، وعلى طول الخط الفاصل بين شطري المدينةالمحتلة، وتسيير دوريات راجلة في شوارع وأسواق وحارات وأزقة البلدة القديمة ومحيط باحة حائط البراق. إجراءات الاحتلال تشمل كذلك نشر المئات من جنوده، ودورياته العسكرية، على طول مقاطع جدار الضم والتوسع العنصري الذي يفصل المدينة المقدسة عن امتدادها الجغرافي الفلسطيني، وكذلك تشديد الاجراءات المُتبعة على الحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس. هذه الحملة تضاف إلى حملات مشابهة شنها الاحتلال في القدس خلال الأسبوع الماضي شملت كذلك عددًا من الموظفين التابعين لدائرة الأوقاف الاسلامية، ووسط دعوات لائتلاف ما يسمى "منظمات الهيكل" المزعوم لأنصارها بضرورة المشاركة الواسعة في اقتحامات المسجد الاقصى قبل وخلال فترة الفصح العبري والدعوة لإقامة طقوس وشعائر تلمودية في المسجد المبارك بتسهيلات من شرطة الاحتلال. على جانب اخر ، أفاد المنسق الاعلامي لدائرة الأوقاف الاسلامية في القدس أن قوات الاحتلال تطرد ، منذ ساعات صباح اليوم الأحد ، مصلين من فئتي الفتيان والشبان ، من المسجد الاقصى المبارك ، في الوقت الذي تحمي وتحرس فيه اقتحامات متتالية لسوائب المستوطنين للمسجد المبارك. وكانت الاقتحامات بدأت منذ ساعات صباح اليوم عبر مجموعات متتالية من باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال ، في حين نفذ المستوطنون جولات مشبوهة واستفزازية في أرجاء المسجد ، وسط محاولات متكررة لتنفيذ حركات وطقوس تلمودية ، علمًا أن الأوقاف نشرت العشرات من حراس وسدنة المسجد في رحابه الطاهرة والذين فرضوا رقابة صارمة على اقتحامات وجولات المستوطنين ، في حين صدحت حناجر مصلين بهتافات التكبير الاحتجاجية ضد اقتحامات المستوطنين للمسجد المبارك.