حالة شديدة من الجدل داخل وسائل الإعلام الموالية للنظام، بعد الإعلان عن فيلم العساكر، الذى أعلنت عنه وبثته فضائية الجزيرة أمس الأحد، ورغم كل ذلك، وما جاء بالفيلم، إلا أن إعلام العسكر لم يتطرق جديًا إلى مخرج الفيلم، نظرًا لأنه شاب قد ظهر لهم من قبل عبر فيلم "المندس". فعماد الدين السيد مخرج فيلم العساكر برع في تنفيذ الوثائقيات، وبحمل كاميراته على أي جزء من جسده، ليبدع الأفلام القريبة من الواقع، وعلى الرغم من أن الأفلام التي ينفذها من عينة "المندس" و"تحت المنصة" و"الكحول" الذي كان بطله أو حكائه المذيع محمد ماهر عقل. وعماد الدين ابن الإسكندرية مقرا وجامعة وهو خريج كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، ويقيم حاليا بقطر حيث مقر قناة الجزيرة التي يعمل بها. واكتفى عماد الدين السيد عبر حسابه على "الفيس بوك" في بوستات اليوم التعبير عن رضاه عما أبدعه في 51 دقيقة وقليل من الثواني، فوجد التهاني تزغرد على ما أبدعت أنامله بين كلمة "مبروك" و"حمد لله على السلامة" و"دائما في تألق يا رب"، و"برافو يا عمدة" مرورا ب"أبدعت كالعادة و بنسبة مشاهدة خرافية"، و"إضررررررب"، ووصولا ل"الفيلم حلو زيك حبيبى"، و"رائع ومحزن"، و"هذا الفيلم ينتصر للجيش ويدعوه للانتباه وإنقاذ نفسه قبل أن يكفر به #العساكر". وقال عماد الدين السيد "الفيلم لا يرفض التجنيد الإجباري، ولكن يتحدث عن قصص متواترة ومعروفة لدى الشعب، عن عقوبات يواجهها المجندون في الجيش مثل التكدير والفرق بين مطعم الضباط والعساكر، واستغلال العساكر في أعمال خارج نطاق التنجيد". وأضاف: "كثير من أهلي وأصدقائي خدموا في الجيش، والجندية المصرية شرف، والفيلم منحاز للجيش، ويأمل أن يكون في أفضل حالاته". وأوضح أن "مشاهد كثيرة تمثيلية لا تعرض وجوه الممثلين وتغير أصواتهم خوفاً عليهم من الملاحقة، بخلاف مشاهد أرشيفية وشهادات. وبدأ إنتاج الفيلم منذ عام تقريباً، بعدما أثيرت أمامه قصص كثيرة عن المعاملة السيئة للجنود، وفق قوله". وأعرب عن تمنيه أن "يتم تغيير المعاملة للأفضل"، لافتا إلى أن الفيلم "عمل فني وليس سياسياً، والسينما المصرية قدمت فيلم البريء (1986) بعد سنوات من المنع والحذف لأنه كان يتحدث عن وقائع مماثلة للمعاملة السيئة بالجيش، وهناك في السينما الأمريكية فيلم آخر يتحدث عن التجنيد، والجزيرة أنتجت فيلماً من قبل عن التجنيد الإجباري في إسرائيل، وتحدثت مع منظمات حقوقية حوله، لكن الجديد أن مصر لا تسمح بذلك فثارت كل هذه الضجة".