مع فوز "دونالد ترامب" بالرئاسة الأمريكية أصبح الرئيس رقم 45 في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ وشهدت الانتخابات الأمريكية توترًا شديدًا بين "ترامب" -الذي لم يمارس السياسة قط- وغريمتة "هيلاري كلينتون" أو كما لقبها رواد مواقع التواصل (حمَّالة الحطب) التي تعد من النخب السياسية في أمريكا والتي تقلدت العديد من المناصب الرفيعة داخل البيت الأبيض من أخذها لقب السيدة الأولى عندما كان زوجها "بيل كلينتون" في منصب الرئاسة حتى تعينها وزيرة الخارجية الأمريكية حتى عام 2012. ترامب الذي يلقب ب"المجنون" قاد حملته الانتخابية بعدة تصريحات نارية وربما تسببت تلك التصريحات في امتناع نخب من الحزب الجمهوري عن التصويت له ولعل أبرزهم "جورج بوش الإبن" فيما قرر "جورج بوش الأب" التصويت ل"هيلاري كلينتون"، من أبرز تلك التصريحات هي شنه هجومًا قويًا على الإسلام والمسلمين؛ حيث يرى "ترامب" أنه يجب على القائمين على تنفيذ القانون تتبع المسلمين كمبادرة لمكافحة الإرهاب، كما يرى أنه من المفترض أن يكون هناك مراقبة على المساجد في الولاياتالمتحدة. وظهرت عنصرية ترامب في تصريحه بضرورة بناء جدار يفصل بين المكسيك وشمال أمريكا واصفًا المكسيكيين بالمجرمين؛ قائلًا: "إنهم يجلبون المخدرات ويرتكبون الجرائم، فضلا عن أنهم مغتصبون، وبناء جدار على الحدود لن يمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول البلاد فحسب، لكنه سيمنع دخول المهاجرين السوريين أيضا". لم يكتفي "ترامب" بتلك التصريحات الوهاجة التي كفيله أن تزيحه من عل كرسي الرئاسة بل رأى أنه على المكسيكيين تحمل تكلفة يتعين بناء الجدار"، والذي تشير تقديرات نها تتراوح بين 2.2 مليار و13 مليار دولار؛ بحسبب ال"بي بي سي". ترحيل اللاجئين كان من ضمن تصريحات "ترامب" أو كما اطلق عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي "أبو لهب"؛ حيث اقترح ترحيل جماعي لنحو 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولاياتالمتحدة، مشددًا على ضرورة تنفيذه، رغم الانتقادات التي تقول إن هذه الفكرة تعكس كراهيته للأجانب من جهة، وباهظة التكاليف من جهة اخرى – تشير تقديرات بي بي سي إلى أن التكلفة تصل لنحو 114مليار دولار؛ مؤكدًا على أن خطة الترحيل التي يتبناها قابلة للتحقيق كما أنها تتسم بالإنسانية في نفس الوقت ؛على حد قوله. فوز ترامب الذي كان بمثابة صاعقة رعدية ضربت النخب السياسية في أمريكا بالاخص والعالم بشكل عام قابله رؤساء ودبلوماسيون بمباركات ممزوجة إما بالقلق أو خيبة الأمل. السيسي الفاشل أول المهنئين ل"ترامب" فبالرغم من فشله الذريع في إدارة مصر إقتصاديًا وأمنيًا؛ سارع "السيسي" لينال الرضى الأمريكي بعد فوز "ترامب"؛ حيث جاء قائد الانقلاب في المرتبة الأولى في تهنئة ترامب من الحكام العرب متمنيًا التوفيق للرئيس الأمريكي الجديد؛ وليس غريبًا عن السيسي أن يكون أول المهنئين في الوقت الذي يحتاج فيه لدعم دولي وبالأحرى أمريكي مع قدوم مظاهرات الجمعة القادمة أو كما يطلق عليها البعض (ثورة الغلابة). فرنسوا هولاند ومرحلة عدم اليقين اعتبر الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" فوز أبولهب "دونالد ترامب" يفتح فترة من "عدم اليقين" مشددًا على أن مناقشة القضايا المشتركة مع الولاياتالمتحدة ستكون ب "يقظة وصراحة". الرئيس المكسيكي يعرض التعاون من جهته؛ عبر الرئيس المكسيكي "أنريكي بينا نيتو" اليوم الأربعاء" عن استعداده للعمل مع الرئيس الأمريكي المنتخب قائلا: إن البلدين "صديقان" يجب ان يتعاونا مع بعضهما البعض، متجاهلًا تصريحات ترامب حول بناء سور بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك لمنع الهجرة بين البلدين فضلًا عن وصفهم بالمجرمين. ألمانيا قلقة في الوقت الذي هنأت فيه "ميركل" الرئيس الأمريكي الجديد بفوزه بالرئاسة؛ أعرب وزير العدل الألماني "هايكو ماس" عن قلقه من انتخاب ترامب، وقال في تغريدة "إن العالم لن ينتهي بانتخاب ترامب، ولكنه (أي العالم) سيزداد جنونا." إيران تؤكد على التزامها ب"الاتفاق النووي" قال الرئيس الإيراني "حسن روحاني": إنه لن يكون لنتيجة الانتخابات الرئاسية الامريكية اي تأثير على سياسات الجمهورية الإسلامية؛ وفق ما نقلت وكالة "إيسنا الإيرانية للأنباء. وحول الاتفاق النووي، قال "روحاني": إن الاتفاق منصوص عليه في قرار لمجلس الامن ولن يتأثر بأي قرار تتخذه حكومة بعينها. السعودية تَحلُم بالإستقرار بمجيء "أبو لهب" بالرغم من التوترات التي حدثت بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والسعودية خصوصًا بعد إقرار الكونجرس الأمريكي قانون يسمح بمحاكمة أمراء آل سعود على خلفية أحداث 11 سبتمبر؛ عبر العاهل السعودي الملك "سلمان" عن أمله في أن يعيد ترامب الاستقرار الى منطقة الشرق الأوسط.