حدد تحالف القوى السنية العراقية ، ثلاثة شروط أساسية للعودة لاجتماعات البرلمان العراقي، أبرزها "الكشف عن مصير الآلاف من أبناء المناطق السُنية اختطفوا على يد فصيل شيعي مسلح". قال التحالف في بيان له، إن "مشاركة التحالف في جلسة مشتركة قادمة للبرلمان العراقي يجب أن تسبقها عدد من الإجراءات الملموسة، والتي تتضمن (أولا) أن ترفع الحكومة يدها عن المبالغ المستحقة للنازحين والمرصودة في قانون الميزانية السنوية". وأشار أن "هذه المبالغ ليست منّة من الحكومة أو عطايا تقدمها، وهي أصلا مستقطعة من رواتب الموظفين في عموم العراق، تضامناً مع إخوانهم النازحين واستشعارا صادقا بمعاناتهم". وتضمنت الميزانية العراقية لعام 2016 تخصيص 800 دولار لكل عائلة نازحة في العراق جراء الحرب التي تشنها البلاد مع تنظيم الدولة الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد. وتضمن المطلب الثاني أن يتولى العبادي "إصدار أوامر ملزمة بإعادة العوائل المهجرة إلى مدنها المحررة من تنظيم داعش في ديالى (شرق) وصلاح الدين (شمال) وحزام بغداد وشمال بابل، ليبدد ما قد أصبح في حكم اليقين بأن هناك سياسة تغيير ديمرغرافي تقوم بها الحكومة أو تتغاضى عنها وهي تقوم على أسس طائفية وبأسلوب منهجي متحيز". وفي المطلب الثالث طالب تحالف القوى السنية، رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ب "الكشف عن مصير أكثر من 2200 مواطن تم اختطافهم من قبل كتائب حزب الله (تنظيم شيعي) في منطقتي الرزازة وجرف الصخر (شمال محافظة بابل) وعدد يقارب ذلك في سامراء، على أن يبين مدى ارتباط هذه المليشيات بهيأة الحشد الشعبي من عدمه". ولفت التحالف، إلى أنه "يحدوه الأمل بان يتجاوب رئيس مجلس الوزراء مع المطالب المشروعة كتعبير عن إيمانه بالإصلاح الناجز وذلك لانقضاء فترة ليست قصيرة على الوعود المؤجلة والمثبتة أصلا في وثيقة الاتفاق الحكومي". ولفت التحالف الذي له 55 في البرلمان من أصل 328 نائبا، إلى أنه "سيدرس مع وزرائه الممثلين في الحكومة (5 وزراء) وخلال اليومين القادمين خيار مقاطعة جلسة مجلس الوزراء القادمة في حال لم يجد استجابة ملموسة للمطالب". بدورها نفت هيئة الحشد الشعبي (مؤسسة حكومية رسمية) اليوم الأحد، اختطاف كتائب حزب الله لمدنيين في منطقتي الرزازة وجرف الصخر. وقال كريم النوري المتحدث الرسمي باسم الهيئة حسب "الأناضول"، إن "كتائب حزب الله هي إحدى الفصائل المنضوية في هيئة الحشد الشعبي الحكومية، وهي تتولى مسك مناطق مهمة في البلاد في منطقة الثرثار في الأنبار (شمال) وحزام بغداد ومنطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل". وأضاف النوري أن "كتائب حزب الله ليس لديها أي سجن أو معتقل تحتفظ به بالمعتقلين، وأي شخص يتم اعتقاله من قبل كتائب حزب الله يتم تسليمه مباشرة إلى القوات الأمنية". ويتهم المسؤولون السياسيون السُنة بعض فصائل الحشد الشعبي بتنفيذ عمليات اختطاف لمواطنين سُنة في محافظة ديالى وصلاح الدين بعد طرد مسلحي تنظيم الدولة منها العام الماضي. ومنذ أسابيع يشهد العراق أزمة سياسية حادة، نتج عنها شقاق داخل البرلمان حول التصويت على حكومة تكنوقراط قدمها رئيس الحكومة حيدر العبادي، ما أدى إلى تعطيل جلساته منذ ذلك الوقت.