بقلم : أمين هويدي كون تحركاتها مشبوهة ليس جديدا خاصة إذا كانت تمس المصالح العربية ولكنها كانت تخفى مشاعرها فى الماضى أما الآن فهى تلعب على المكشوف.. أى كانت ذات و جهين قبيحين فى الماضى أما الآن فهى ذات وجه واحد قبيح متجه نحو إسرائيل فقط، فقد أصيبت مؤخرا بعمى الألوان لا ترى مصالحها إلا فى تأييد إسرائيل فقط ولكن هذا القول تنقصه الدقة لأن مصالحها فى باقى الساحة مؤمنة تماما.. الفرق أن إسرائيل تأخذ ونحن ندفع ونعطى. سياستها خبيثة ولا شك فى هذا، ولا تضمر أى خير لنا ولا شك فى هذا أيضا ولكنها أحيانا تبدى بعض الاهتمام بقضايانا لمدة أيام ثم تعود ريمة إلى عادتها القديمة.. فى هذه الأيام تفوه الرئيس بوش الصغير ببعض الكلمات عن قضيتنا الأساسية وهى الدولة الفلسطينية بل أرسل كونداليزا رايس إلينا لتأخذ لفة وهو مقتنع وهى أيضا أن النتيجة صفر كما حدث فى المرات السابقة. افترض جدلا أن نوايا واشنطن تغيرت واستيقظ ضميرها الذى مات منذ زمن طويل واستخارت الله لتحريك القضية.. بعد هذا الافتراض البعيد أسأل هل هى قادرة على الضغط على الشيطان الصغير؟ أقول دون تردد لا.. لا.. لا.. لماذا؟ هى فى أشد الحاجة إلى اللوبى الإسرائيلى فى الولاياتالمتحدة فقد اقترب موعد الانتخابات التى سوف تقرر هل يمكن أن يستمر بوش قائدا مؤثرا باقى سنوات حكمه أم سيصبح كالبطة العرجاء التى لا تهش ولا تنش.. حكومة إيهود أولمرت ضعيفة أمام ما يوجه لها من اتهامات لسوء إدارتها للحرب الأخيرة فى لبنان وبذلك فأولمرت غير قادر على اتخاذ القرارات الصعبة.. اشتداد تصدى إيران لها فى القضية النووية وصمود سوريا أمام ضغوطها. وتهديد حزب الله لإسرائيل بصواريخه الصامتة، التى تدمر وتقتل إذا انطلقت من عقالها وحماس العنيدة التى تعارض معارضة ساخنة للأولاد الطيبين المسالمين فى فلسطين، لكل هذه الأسباب ففى رأيى أنها غير قادرة فما بالنا إذا كانت غير راغبة أيضا! تحركات لشغل الوقت وهو ما نسميه بمناورات البوارج فى بحر السياسة، فالبوارج لا تحرث فى الماء ولكن منظرها يوحى بالقوة والأبهة خاصة إذا كانت صامتة تتهادى فوق الماء دون أن تترك أثرا.