محمد العمدة يكتب: شيخ الأزهر أيدهم في الانقلاب فأهانوه وأهانوا الأزهر

في فيديو تم نشره على موقع يوتيوب بتاريخ 20/4/2015 بعنوان " إبراهيم عيسي يصرخ لتبرؤ شيخ الأزهر من فض رابعة : أنت مش عايز تشارك في الدم " ، الفيديو ينقل لنا حلقة حديثة من حلقات إبراهيم عيسي عرضت من يومين أو ثلاث يتحدث فيها عن بيان شيخ الأزهر الذي أعلنه بعد فض رابعة مباشرة ، بما معناه أن إبراهيم عيسي يعلق على بيان شيخ الأزهر بشأن فض رابعة بعد مرور أكثر من عام ونصف من نشره .
بدأ الفيديو بعرض البيان بلسان شيخ الأزهر / أحمد الطيب والذي قال فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
" إن الأزهر الشريف وهو يسعي لجمع أطراف الصراع السياسي على مائدة حوار جادة مخلصة للوصول إلي حل سلمي للخروج من الأزمة الراهنة ليؤكد دائما على حرمة الدماء وعلى عظم مسئوليتها أمام الله وأمام الوطن والتاريخ .
ويعلن الأزهر أسفه وحزنه لوقوع عدد من الضحايا صباح اليوم ، ويترحم علىهم ويعزي أسرهم ، ويكرر الأزهر تحذيره من استخدام العنف وإراقة الدماء ، ويذكر بقول النبي صلي الله علىه وسلم " لزوال الدنيا أهون عند الله من دم امرئ مسلم " ، ولا يزال الأزهر على موقفه من أن استخدام العنف لا يمكن أبدا أن يكون بعيدا عن الحلول السياسية ، وأن الحوار العاجل والجاد هو الحل الأوحد للخروج من هذه الأزمة إذا صدقت النوايا ، هذا ويدعو الأزهر جميع الأطراف إلي ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة والعقل ومصلحة الوطن والحفاظ على الدماء الذكية بكل السبل والاستجابة للجهود الوطنية لتحقيق المصالحة الشاملة .
وإيضاحا للحقائق وإبراءً للذمة أمام الله والوطن يعلن الأزهر للمصريين جميعا أنه لم يكن يعلم بإجراءات فض الاعتصام إلا من طريق وسائل الإعلام صباح اليوم ، كما يطالب الجميع بالبعد عن محاولة إقحام الأزهر في الصراع السياسي ، هذا وبالله التوفيق ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يحفظ مصر ويقيها ، وأن يدفع عنها كل شر وكل سيئ وكل مكروه .
والسلام علىكم ورحمة الله وبركاته أحمد الطيب شيخ الأزهر ".
وبعد أن عرض إبراهيم عيسي الفيديو المتضمن البيان سالف الذكر بدأ يعلق على البيان بقوله :
" طيب ، طبعا كان في زحمة الأحداث ، وزحام التطورات انشغل الكثيرون عن قراءة هذا البيان اللي فيه شيئ مذهل ، أول حاجة الأزهر بيتعامل على أنه دولة الفاتيكان جاية تصلح ما بيننا ، وإنه حاجة لوحده ما لهوش دعوة ، وبيتكلم على أطراف الصراع السياسي ، ثم يعلق إبراهيم عيسي باستنكار على مضمون البيان قائلا :
كان صراع سياسي هو ، صراع سياسي وأطراف صراع سياسي ، لا وبيطالب جميع الأطراف بضبط النفس ، دا أحمد الطيب شيخ الأزهر ، ثم يخاطب إبراهيم عيسي النظام الانقلابي قائلا : إنتو ضعاف دي مشكلتكم أنتم ، دولة ضعيفة مهترئة دي مشكلتها هي ، إنما الرأي العام والشعب لازم يعرف ، يستعيد ذاكرته علشان يعرف على أي أسس إحنا بنتكلم ، علشان يعرف الأزهر ، وموقف الأزهر ، رخاوة الموقف ولا ثباته وجموده ، وا .. يعني بطولته في مواجهة الإرهاب ، اللي تعامل – يقصد شيخ الأزهر في بيانه - مع الإرهاب ومع التجمع المسلح على أنه أطراف واستخدام للعنف .
ثم يسب إبراهيم عيسي شيخ الأزهر أحمد الطيب بطريق مباشر ، وطريق غير مباشر فيه حنكة ودهاء ، ويتهمه في وطنيته بقوله ، ما الفرق بين ما قاله هذا أل ، هذا الشيخ ، الإمام شيخ الأزهر عما قاله الدكتور البرادعي فانتفضتم جميعا اتهاما له وطعنا فيه وفي وطنيته كمان ، إيه الفرق ، قالك أطراف صراع سياسي ، قالك ضبط النفس ، قالك اللي بيحصل دا عنف ، قالك حرمة الدماء ، كأن أنت كدولة رايح تفض التجمع المسلح ده ، الدولة الموازية ، الكيان الإرهابي ده ، فالراجل قالك أنا ما ليش دعوة ، حرمة الدماء وكل الأطراف ، والمصالحة ، هو أول من نطق بها ، ويدعو كل الأطراف كده عادي ، مش شعب وجماعة مسلحة ، لا هو بالنسبة له أطراف ، دا بيان لا يمكن أن يخرج إلا كما كأنه حروف حسن الشافعي الإخواني اللي طلع بيان بيقول نفس الكلام ، ومحمد عمارة رئيس مجلة الأزهر الاثنين عضو هيئة كبار العلماء بيقولوا نفس الكلام ، التنصل من إنه في دولة بتواجه عصابة ، والتعامل معانا على إنه إحنا أطراف سياسية ويدعونا إن إحنا نقعد على مائدة التفاوض ونعمل المصالحة الشاملة ، والدم بيراق أهو والراجل ما لهوش دعوة .
ثم يسخر إبراهيم عيس من الأزهر وشيخ الأزهر سخرية ليس لها حدود بقوله : وهنا بقي النقطة المهمة جدا إنه أنا بأشهد الرأي العام أهو ، إحنا عرفنا ، يعني الأزهر عرف بإجراءات فض رابعة الصبح من وسائل الإعلام ، كانوا حيستأذنوك ، يعني كان من المفترض إنهم يتصلوا بشيخ الأزهر يستأذنوه ، حنفض ولا ما نفضش يا شيخ الأزهر ، وبعدين يقولك بعد كده ما تقحموش الأزهر في الصراع السياسي ، ده صراع سياسي ، ده صراع سياسي ، وبعدين بيقول ما تقحموش الأزهر ، دا الأزهر بيقول أنا ما أعرفش بفض رابعة ، بتستنكر ، شايف إن دا إيغال في الدم ومش عايز إيدك تتعاص دم ، في إيه ... بتتبرأ ، بتتنصل ، أه بيتبرأ وبيتنصل ، وهو كان حد أصلا كان طارح فكرة إن الأزهر يعرف ولا ما يعرفش ، أنت وصي يعني ، يعني الدستور بيقول لما يحصل حاجة روحوا للأزهر إسألوه حنفض ولا لأ ، إيه دخل الموضوع ده غير أنا ما ليش دعوة ، أنا مش موافق ، أنا مش راضي ، خرجوني بره الموضوع ده ، اللي هو إيه ، اللي هو جنود مصر بضباطهم رايحين يواجهوا العصابة دي وبيتلقوا الرصاص وبيموتوا ، فأنت بتتنصل منها .
ثم يتابع إبراهيم عيسي قائلا : مرة أخري يا جماعة بس علشان الأمور تبقي واضحة ، ده الموقف الثابت اللي أنت بتتطمئن إليه كشعب ، هؤلاء – يقصد شيخ الأزهر وأعضاء مكتبه - بالفكر ده ، ما هو لاحظ ، هو بيقولك الأزهر مش بيقولك شيخ الأزهر ، الأزهر كله مكتبه يعني حسن الشافعي ومحمد عبد السلام والمسلماني والمجموعة دي ، السليماني ، المجموعة دي طبعا يعني اللي هو بيقولهم هاتوا لي دليل إنهم إخوان ، حتي الآن ، حتي الآن ، هذه القاعدة الصلبة ضيف بأه عباس شومان ، كلهم بقينا مدركينها أولها من آخرها ، هل القاعدة الصلبة دي هي اللي حتطلع لك منتج يختلف مع الإرهابيين ، ثم يسترجع إبراهيم عيسي مضمون بيان شيخ الأزهر قائلا : محدش قالنا ، أصله صراع سياسي ، كل الأطراف ، وندعوا جميع الأطراف إلي ضبط النفس ، دولة وإخوان عادي الاثنين طرفين ، وتعالوا اقعدوا ونتصالح ، وأنا ما أعرفش ومحدش قالنا ، إحنا ما لناش دعوة بالدم ده يا جماعة ، إحنا مش راضيين عنه ، إحنا ما لناش دعوة بفض رابعة ، لو ما كانش المستشار القانوني ، ومش عارف مين من المكتب الفني لشيخ الأزهر ، ما كانوش عارفين هي حتروح لفين ، ما ممكن الإخوان يرجعوا ، فناخد موقف كده ونقول إحنا ما لناش دعوة ، علشان بس نبرأ من الحكاية .
ولم يكن هجوم إبراهيم عيسي منذ أيام قليلة على شيخ الأزهر على بيان صدر بعد فض رابعة مباشرة أي منذ ما يزيد عن عام ونصف هو الهجوم الوحيد ، بل صاحبه شائعات أطلقتها صحف وفضائيات تفيد بأن شيخ الأزهر أحمد الطيب قدم استقالته ، ورد علىها الدكتور عباس شومان في خبر نشره موقع اليوم السابع بتاريخ 14/4/23015 يقول :
قال الدكتور عباس شومان ، وكيل الأزهر الشريف ، إن استقالة شيخ الأزهر وهم بعيد المنال ، مشيرا إلى أنه انتشرت في الأيام الماضية شائعة ليست الأولى عن استقالة الإمام الأكبر، ورغم تكذيب رئاسة الجمهورية لهذه الشائعة ونفيها إلا أنني طالعت اليوم مقالا يستعجب كاتبه من غموض الموقف وعدم تأكيد الخبر أو نفيه. وتابع شومان في تصريحات صحفية " إذا لم يكن الكاتب قد طالع تكذيب رئاسة الجمهورية ، فأعلمه هو وغيره أن الإمام الأكبر حفظه الله لم ولن يقدم استقالته ولا يفكر في هذا الأمر إطلاقا ، وهو على رأس عمله يباشر كل صغيرة وكبيرة بحمية وجدية يعجز الكثيرون عن ملاحقتها ، وعلى المرجفين والكاذبين التوقف عن ترويج هذه الشائعات التي لا أساس لها ولن تثنى الأزهر عن المضي قدما للقيام بمهامه ، وعلى قمته شيخ المجددين الإمام الأكبر .
بالطبع أنا لن أناقش موقف شيخ الأزهر من البداية ، لأني تحدثت عن مواقفه منذ ثورة يناير وحتي دوره في الانقلاب وما بعده في مقال بعنوان " الصعيد يبني الثورة وشيخ الأزهر يهدمها " ، منشور على جوجل لمن أراد أن يقرأه .
فقط أريد أن أقول لشيخ الأزهر وكل من حوله من رجال الأزهر ، إن العسكر وحلفائهم من العلمانيين ومن بينهم كثيرين من غير المسلمين كانوا يحتاجوك يا فضيلة الشيخ في شيئ واحد هو أن تمنح الانقلاب الشرعية ، وقد فعلتها ، وأصدرت فثوي تؤيد الانقلاب ولم يكن ذلك ضمن اختصاصاتك المنصوص علىها في المادة (10) من قانون الأزهر ، وفعلتها وحدك حتي دون أن ترجع إلي الهيئة المختصة بالفتوى في الأزهر وهي " مجمع البحوث الإسلامية " حسبما نصت المادتان 16 و17 من قانون الأزهر ، وبعد أن منحت العسكر وأعوانه من العلمانيين وغير المسلمين شرعية استرداد الحكم العسكري ، لم يعد لهم بك حاجة ، لأنهم الآن يحتاجون إلي شيخ من نوع على جمعه يقول لهم " اضرب في المليان " أو المفتي الحالي يقول لهم " طبقوا حد الحرابة على طلبة وطلاب الجامعات من المتظاهرين على حق " ، ولذلك تحرك ضدك رجل الأعمال الشهير الذي تعرفه عميل المخابرات الأمريكية وحرك ضدك كلابه من الإعلاميين الذين أعمي بصرهم وبصيرتهم بالأموال التي يحصل علىها من المساعدات الأمريكية وتلك التي جمعها من دول أوربا أي من الغرب المسيحي الذي يقدم كل ما يملك من عون لذويهم في مصر .
ليس أمامك يا فضيلة شيخ الأزهر أنت وكل من حولك من رجال الأزهر إلا أن تسعي لتصحيح خطأك وتعمل وتحرك كل رجال الأزهر للسعي نحو تنحية حكم العسكر الذي عاث في الأرض فسادا ، ليس أمامك سوي أن تكفر عن ذنبك وتسعي لإنقاذ كل من وقعوا في قبضة أناس لا يعرفون الرحمة ، أن تنقذ طلابك وطالباتك وأساتذة جامعتك وغيرهم من المصريين الأبرياء ، فإن لم تفعل فهم آكلوك وآكلوا الأزهر كما أكلوا كل من أكلوا منذ الانقلاب وحتي الآن .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .