يواجه حزب"نداء تونس"صرعا داخلي متزايد حيث كشف رئيس قناة "المتوسط" الفضائية في تونس نورالدين العويديدي النقاب عن أن حزب "نداء تونس" يواجه اليوم أزمة عميقة وغير مسبوقة قد تزلزل أركانه، وأشار إلى أن الأزمة خرجت للعلن وصارت حربا مفتوحة بين مكونات الحزب المختلفة. وأوضح العويديدي في تصريحات له اليوم الأحد نشرها على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، أن العائلة الدستورية داخل "النداء" تعتبر نفسها عرضة للإقصاء والإبعاد ومحرومون من نتائج الفوز الذي صنعوه بأنفسهم، وقال: "هذا أمر عبر عنه أكثر من قيادي دستوري، فوزي اللومي والخماسي ورياض عزيز وأخيرا حافظ قايد السبسي، نجل زعيم الحزب ومؤسسه، الذي قال إن الدساترة يتعرضون إلى مؤامرة من مستشاري القصر، وأن قواعد النداء باتوا اليوم في المزاد العلني. أما رياض عزيز القيادي الدستوري في النداء فاعتبر أن نداء تونس حزب فارغ، وأنه انتهى بمجرد ترئيس قايد السبسي (الصباح عدد السبت 14|2)". وأضاف: "الحزب منقسم بين هيآته القيادية: الهيئة التأسيسية (12 عضوا) والمكتب التنفيذي (97 عضوا) وأعضاء البرلمان (86 عصوا)، وقد بلغ الأمر حد إقدام أعضاء من المكتب التنفيذي على تنظيم مظاهرة للاحتجاج على قرارات الحزب. مكتب تنفيذي من المفروض أن يكون القيادة العليا للحزب يخرج للاحتجاج على قرارات الحزب، أعضاء قياديون آخرون يتحدثون عن غياب الأطر التي يعبر فيها القادة الندائيون عن آرائهم، ما يعني أن الحزب حقا بات فاقدا للبوصلة. قياداته لا تجد أطرا تعبر فيها عن نفسها وآرائها، فأين تجد القواعد الإطار الذي تعبر فيه إن لم تجد القيادة ذلك الإطار؟". وأشار العويديدي إلى أن مستشاري رئيس الجمهورية، وهم قياديون بارزون في النداء، (أغلبهم من أصول يسارية)، هم أيضا محل شبهة وشكوك عديدة، وقال: "البعض يتحدث عن أنهم سبب مشاكل الحزب، وأنهم تدخلوا لإقصاء الدساترة من التشكيلة الحكومية وعينوا 8 وزراء من خلفية يسارية. والبعض الآخر وصل به الأمر حد اتهام هؤلاء المستشارين المحيطين برئيس الجمهورية باختطاف الرئيس وعزله عن العالم الخارجي، لدرجة جعلت محاميه الشخصي والقيادي البارز في النداء عبد الستار المسعودي يتحدث عن رئيس أسير. وجعل البعض الآخر يقول إن الرئيس قايد السبسي قد بدأ من حيث انتهى الرئيس الراحل بورقيبة، مطوقا بحاشية عزلته عن الخارج وحجبت الحقائق عنه". وأضاف: "حكومة محسوبة على حزب النداء دون أن يتولى الحزب قيادتها ودون أن يضع فيها قياداته الرئيسية وسببت صداعا نصفيا له بين مختلف مكوناته وخاصة الدساترة الذين باتوا يشعرون بالاحتقار والتهميش والإقصاء". وتابع: "حزب فاز بالانتخابات بتصويت مفيد لإقصاء حركة النهضة، ثم يجد نفسه مضطرا لتشريكها معه في حكومة حبيب الصيد، ولو بعدد محدود من المسؤوليات. لكن هذه المشاركة مهما صغرت تجعل الكثير من القواعد من الذين صوتوا له بغاية إقصاء النهصة يشعرون بأن الحزب خانهم واحتقر أصواتهم ولم يلتزم بوعوده لهم". ورأى العويديدي أن حزب مستقبل حزب "نداء تونس" مفتوح على كل الرهانات بما في ذلك الانقسام والتلاشي، وقال: "لم تمض سوى مدة قصيرة على فوز نداء تونس بالانتخابات التشريعية والرئاسية ليجد الحزب نفسه سريعا في مهب الريح. ريح الانقسامات والصراعات وتجميد العضوية وعدم وضوح الرؤية. أما الصعوبات التي بدأت تعرفها الحكومة التي شكلها النداء ويتحمل مسؤوليتها السياسية فلا يعرف بعد ما ستتركه من أثر على هذا الحزب، إن حافظ على وحدته وتماسكه ولم يتفتت قبل أن تعرف تلك الحكومة النجاح أو الفشل". وأضاف: "إنه مكر السياسة، التي قد تحول المنتصر مهزوما والمهزوم منتصرا. لا نستبق الأحداث لننتظر ونرى، فقد ينجح الحزب بمعجزة في لملمة صفوفه وجمع شتاته. لكن هل بقي في العالم معجزات؟ ربما"، على حد تعبيره.