-شهادة إبراهيم عيسى فى حيثيات براءة مبارك جريمة.. ومكالمة أحمد موسى مهزلة - التقاط محررى الحوادث صورًا مع العادلى وزبانيته فضيحة. - العرائس المتحركة فى الإعلام التى كان يحركها صفوت الشريف تدافع عن مبارك حتى اليوم. - جرائم مبارك الجنائية، والاقتصادية، والسياسية تستوجب محاكمته مئات المرات. أبرز جرائمه: العمالة للصهاينة، وتهريب الأموال، ومنح الأراضى للحيتان، والخصخصة، وحبس الرموز الوطنية. هل كان مبارك أفضل من أمر بحبسهم، وعلى رأسهم الشاذلى، وحلمى مراد، والسعيد، وعادل حسين؟! إذا كان كل هؤلاء الزبانية حصلوا على البراءة من قتل المتظاهرين ... فهل رأت المحكمة صور الشهداء وتصورتها انتحارًا جماعيًّا للشباب ؟ كتب - على القماش خرجت " الفئران " من الجحور؛ لتدافع عن مبارك " ببجاحة " منقطعة النظير، إبراهيم عيسى الذى يظن البعض أنه مناضل ثبت كما أوضحنا مرارًا من قبل، أنه مناضل "حمامات"، فهو الذى تقدم للشهادة؛ لإنقاذ مبارك، وكانت شهادته ضمن حيثيات البراءة، وأكبر وصمة للصحفيين. أحمد موسى، رجل الأمن فى الإعلام، ومقدم البرامج فى قناة "سيراميكا فياجرا" هلل لمحاورة مبارك عقب البراءة، حتى ممتاز القط، صاحب "طشة الملوخية" خرج من جحره؛ ليكتب "أسفين يا ريس". عدد من محررى الحوادث ذهبوا؛ لالتقاط صور تذكارية مع حبيب العادلى، والزبانية من مساعديه. هذه الأمثلة، وغيرها عار على الصحفيين والإعلاميين، بل وعلى الوطن. لقد خرج فريق ممن يطلقون عليهم زورا و بهتانا، الإعلاميين؛ للدفاع عن مبارك بحجج ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تندرج سوى تحت "أخلاق العبيد"، كأن يقولون احذروا من تداعيات الانفلات الأمنى، أو النظر إلى الغد أفضل من الوقوف عند الماضى ، ويغلفون دفاعهم بمبررات، بأن الرجل كما كان له سيئاته له حسناته, وأن من إنجازاته: (الكبارى، والطرق، ومترو الأنفاق)، وغيرها. إنهم أنفسهم "صبايا " صفوت الشريف فى الإعلام، والذى كان يحركهم أشبه بالعرائس المتحركة وقت مبارك بتوزيع الأدوار يتحركون، فكان يبتز بالتوريث ما بين الترغيب والترهيب، كأن يطلب من عيسى مهاجمة التوريث، وعندما يصاب الوريث، ومن حوله "بالخضة " يطلب من الجلاد كتابة مقال عن مواصفات الرئيس، وبالطبع هى مواصفات الوريث، أما العطايا والمنح، فتجدها بالملايين لمحمود سعد، وأمثاله من التليفزيون الرسمى فى وقت يتم فيه حرمان الكفاءات، أو لعلاقة خالد صلاح بممدوح إسماعيل، صاحب عبارة الموت وغيرها و هكذا فى صور عديدة ، وللأسف مازال هذا الدور يؤديه هؤلاء حتى اليوم، تارةً يطلب إبراهيم عيسى ومن على شاكلته بتكريم مبارك فى ذكرى حرب أكتوبر؛ بحجة دوره فى الحرب دون أية إشارة أو خجل مما فعله بالشاذلى، ثم يذهب للمحكمة؛ ليقول فيه قصائد شعر، وتارةً أخرى بإبراز أفضلية الأمن فى عهد مبارك بعمل مقارنات، فى وقت يحرضون فيه على العنف، مثل: إبراز دور البلطجية وكأنهم ثوار، أو إبراز آراء مجموعة "أسفين ياريس"؛ بحجة الرأى والرأى الآخر، كما تستضيف بعض الصحف خاصة المصرى اليوم، والوطن، والفضائيات من عينة صدى البلد، قمم الفساد، والفلول، والبلطجية ونحن نرد على هؤلاء الذين "أعروا" الصحافة، والصحفيين، والإعلام. إن مبارك قام على الأقل بارتكاب ثلاثة أنواع من الجرائم، وهذه الاتهامات التى نوجهها لمبارك هى اتهامات جنائية، واقتصادية، وسياسية، نضطر لأن نوجزها؛ لأن تفاصيلها تحتاج إلى مجلدات. جرائم جنائية لا تتوقف عند قتل المتظاهرين: أما الجرائم الجنائية فلا تتوقف -فى تقديرنا- عند اتهامه بإصدار أوامر بقتل مئات الشباب من المتظاهرين فى ميدان التحرير، وبرأته المحكمة منها، وكأن هؤلاء الشباب انتحروا !!!! بل هى جرائم تمتد إلى عمق تاريخ مكوثه لنحو 30 سنة فى الحكم، حتى بات راسخًا فى أذهان كثير من الناس - ونحن منهم – وحتى لو حصل على ألف براءة وبراءة، فإن ما حدث له ولمن حوله بهذه الطريقة، هو استجابة من الله لدعوات المظلومين، وهى دعوات اخترقت حجب السماء ولاقت استجابة "لأنصرنك ولو بعد حين".. وإلا لما وجدنا شيئًا يحدث أشبه بالخيال من سقوط كل هذه الطواغيت، وهى تتهاوى كأنها أعجاز نخل خاوية ! وأثق أنهم سيرون الخزى حتى لو حاول البعض تجميلهم، وغسيل سمعتهم. فقد انتقم مبارك -على سبيل المثال– من شعب بورسعيد بأكمله؛ لمجرد أن توجه مواطن من أبناء المدينة كان مريضا، ويحمل زجاجة دواء للسعال، وفى يده الأخرى طلبًا لحصوله على شقة، بعد أن صدق الإعلام الحكومى الكاذب، وظن أن رئيسه من الشعب, وحاول تقديم الطلب بنفسه، فإذا به يلقى مصرعه على الفور, ويلحق الانتقام منه ملايين الأسر بمحافظة بورسعيد بأكملها، كعقاب جماعى .. ومن لم يصدق هذه الرواية عليه أن يرجع إلى القضية التى أقامها عدد من ضباط الشرطة، كان قد تم فصلهم من الخدمة؛ بسبب هذا الحادث "المزعوم". ونفس الأمر فى ابن المستشار الذى لاقى حتفه، بالرصاص على باب قصر الرئاسة، وبالطبع هناك عشرات، بل ومئات الأمثلة يعرفها هذا وذاك، عن من لقوا مصرعهم لمجرد التفكير بالشكوى لمبارك، أو الاحتجاج على نظامه، بل أن هذا التهديد ليس من مبارك وحده؛ فقد لقى الدكتور عزت معروف، وهو خبير صناعات عالمى، تهديدًا بالقتل من زكريا عزمى؛ لمجرد اعتراضه على استيلاء عزمى على أرض مخصصة لها بمنطقة أبو سلطان، المعروفة ب"لسان الوزراء". ولم تقتصر دعوات المظلومين على مبارك عند أهل مصر؛ فملايين الأسر التى تيتمت؛ بسبب تواطؤ مبارك فى حرب الخليج, وهى مناسبة للمطالبة بالكشف عن عدد الجنود المصريين الذين لقوا حتفهم فى حفر الباطن دون أن يعلم بهم أحد فى زمن التعتيم الإعلامي، ونفس الأمر فى دعوات الملايين من أهالى غزة، الذين تعرضوا للموت قتلًا، ومرضًا، وجوعًا؛ بسبب تواطؤه مع العدو الصهيونى قبل رحيله. هذه الجرائم الجنائية كان يجب أن يحاسب عليها مبارك، ضمن الاتهامات الموجهة له، بجانب تحريضه على قتل مئات من شباب المتظاهرين -العزل- فى ميدان التحرير. حبس الأبطال الشاذلى، و مراد، وعادل حسين: وهنا نذكر على سبيل المثال لمن "هللوا " لبراءة مبارك.. هل كان مبارك أفضل من بطل مصر سعد الدين الشاذلى، ليسجنه بل ويصل الأمر له إلى محو صورته من بانوراما أكتوبر، رغم أنه كان - أى الشاذلى - على رأس صانعى النصر؟ لقد وصل الحال بالانتقام من البطل، إلى منع أى زيارة عنهم، وحتى الأكل كان يأتى له من خلال نافذة، دون أن يرى أو يتحدث مع من يقدمه؛ ظنًا منهم أن عدم حديثه طوال فترة السجن، سيفقده النطق .. فإذا بالبطل يعوض هذا بتلاوة القرآن. وهل كان مبارك أفضل من راهب الوطنية د. حلمى مراد، ليأمر بالقبض عليه واحتجازه - على البلاط - فى كهف بأحد أقسام الشرطة لعدة أيام، دون اعتبار لمكانته، وتاريخه، أو حتى سنه الذى كان تجاوز السبعين لمجرد أنه جرأ وراعى ضميره؟! وانتقد مبارك فى اصطحابه لابنه علاء، فى زيارة "رسمية" لحاكم الإمارات، مما يثير الشبهات.. ونفس الأمر فى مطالبة دكتور مراد للكشف عن الذمة المالية، والمسؤولية لسوزان مبارك، وهو أمر كتبه من قبل عن جيهان السادات, ثم جاء الانتقام من الدكتور مراد عقب صدوره لكتاب حذر فيه بشجاعة، وضمير، وموضوعية من انتخاب مبارك مرة ثانية، وكان هذا عام 1993. ونفس المصير لاقاه شريك دكتور حلمى مراد فى الجهاد، وفى إعداد هذا الكتاب، وهو الكاتب الحر عادل حسين، والذى انتقم منه مبارك مرات ومرات، ونكل به فى السجون، ووصل الأمر فى السفاهة إلى نقله، وهم يلبسونه "جلابية ممزقة"، واطلاع المصورين الصحفيين على مظهره؛ ظنا أن فى هذا إهانة له.. فكانت الإهانة لمبارك ونظامه، وكانت هذه "الجلابية" الممزقة أجمل مليون مرة من كل الثياب التى يرتديها مبارك، ومن على شاكلته، والذين ظهروا اليوم بأنهم لم يكن هناك رداء يسترهم. وتواصل التنكيل بمجدى حسين، ورفاقه؛ لمجرد التصدى لحلفاء مبارك، وحلفاء الصهاينة، وعلى رأسهم يوسف والى, وتكرر الأمر فى حبس مجدى حسين؛ لدفاعه عن غزة.. كما تكرر الأمر أيضا مع الدكتور محمد السيد السعيد، وغيره من السياسيين، وأصحاب الرأى فى نظام كان يرهب كل من يختلف معه, وأغلق جريدة الشعب بعد أن رفضت الاستكانة، لتكون "رأس الذئب الطائر" أمام أحزاب وصحف أخرى. ومن لم يسجن فى عهد مبارك مات كمدا، وهو ما حدث على سبيل المثال للمناضل إبراهيم شكرى -رحمه الله- وهو يرى "فسلات" يصطنعها مبارك، ونظامه؛ بزعم أنها أحزاب فى وقت اصطنعوا كذبا أحداثًا؛ ليغلق حزبه وجريدته. ونفس الأمر لمئات فقدوا مكانتهم؛ لمحاولة النظام أن يأتى ببديل؛ وأذكر فى هذا المقام النائب محمود زينهم، أحد مجموعة ال15 التى رفضت كامب ديفيد، وواحد من أقوى من قدموا استجوابات فى تاريخ البرلمان؛ فإذا بنظام مبارك يتربص به؛ ليضع مكانه محمد إبراهيم سليمان، وزير سرقات أراضي الدولة، وينجحه بالتزوير؛ لتزهق روح النائب كمدا على ما يحدث للوطن، وتكرر الأمر مع النائب العظيم عادل عيد -رحمه الله- بعد تزوير انتخابات مجلس الشعب وغيره وغيره. تهريب الأموال ومنح الأراضى للحيتان والخصخصة: أما عن الجرائم المالية، والاقتصادية لمبارك، فإنه من المعروف عن الصحف الأجنبية، أنها تعمل مليون حساب لقضايا السب والقذف، فإذا قدرت هذه الصحف -خاصة البريطانية- بأن ثروة مبارك نحو 70 مليار، فكان له أن يقاضيها، وهو مالم يفعله؛ لأنه يعرف أنها بَنَت حساباتها على سياق منطقى، وهو عمولات السلاح مع تفويض "سيد قراره" له دون أن يراقب هذه الأموال أحد سوى نفسه "الأمّارة بالسوء!!" ونفس الأمر فى منح أراضى الدولة، ومقدراتها لأبنائه، وصهره، والمقربين منه، حتى أن أحمد عز فى مقابل تمويل حملة مبارك فى انتخابات الرئاسة 2005 - رغم أن مبارك كان حتما سينجح بكافة الطرق - حصل على مكافأة لها أرباح بمليارات الجنيهات، بزيادته لأسعار الحديد على حساب أزمات لملايين من العاملين فى مجال البناء، وكذلك الشباب الذى يبحث عن شقة.. ومن العجيب أن يقوم عز بعدها - كعادة النظام - بعمل غسيل لسمعته بتوزيعه طن حديد هنا أو هناك؛ ليخيل مثل هذا الأمر على البسطاء، وها هو مبارك ينجو من الجرائم، وعز تخفض غرامته. أما عن بيع القطاع العام بأوامر المخلوع، فلدينا كتاب يحمل عنوان "الكتاب الأسود للفساد فى قطاع الأعمال وبيعه للصهاينة"، ويحمل الكتاب فى صفحاته مئات الأمثلة الموثقة لهذه الجرائم، والتى وصلت إلى بيع مصانع بأكملها بمبالغ تافهة، ووصل ثمن متر الأرض على النيل لجنيهين فقط تحت مزاعم مضاعفة القيمة الدفترية ثمانية أضعاف دون إعلان على الرأى العام، أن القيمة الدفترية، هى 25 قرش لمتر الأرض على النيل. وهذا ينقلنا إلى من يتحدثون عن إنجازات مبارك من طرق وكبارى وأنفاق ونقول: إن حتى هذه المشروعات لا يخلو إحداها من العمولات "والبزنس"، والرشاوى؛ وأمامنا على سبيل المثال لا الحصر مشروع القاهرة الفاطمية، وقد اتضح أن الشاب المشرف عليه، والذى تم حبسه - ولم يتم حبس فاروق حسنى، وزير الثقافة بعد أن - حصل على ملايين الجنيهات رشاوى من هذا المشروع وحده, ونفس الأمر فيما يلاحظه أى مواطن من إعادة رصف طرق لم يمر على رصفها أسابيع وإعادة " تبليط " أرصفة مترو الأنفاق وتجديدها على فترات متلاحقة, وكلها لعلاقات ومجاملات مشبوهة مع مقاولين بعينهم، وبأسعار ليس فيها ادنى حساب للضمير. أما الجرائم السياسية لمبارك، فعلى رأسها أنه أدخل مصر إلى نفق رجع بها إلى أكثر من 500 سنه للوراء أى إلى العصور الوسطى وما قبلها فى وقت سبقتنا كافة الأمم، حتى الدول الصغيرة والفقيرة، والتى كانت تنظر إلينا بانبهار، كرمز كبير، وزعامة، فالجرائم السياسية للمخلوع توالت منذ أن سلم مفاتيح مصر للأمريكان والصهاينة، فأصبحت الدولة كتابا مفتوحا للأعداء، وأصبحت السياسات تنتهج؛ لتنفيذ مخططاتهم فى كل المجالات. لقد اصطنع مبارك جوقة من المنافقين والكذابين؛ ليتولوا زمام البلاد، وليسفهوا كل من يعارضونه، وقد امتلأت السجون عن آخرها بالسياسيين، وتعددت المحاكمات العسكرية التى لارد لها إلا التوسل والاستجداء بما يسمى الالتماس للرئيس؛ ليتلذذ برفض العفو إذا قدم له.. وكثير من الشرفاء رفضوا تقديم مثل الالتماس رغم ظروفهم الصحية. ولم تتوقف جرائم مبارك السياسية عند هذا الحد.. فنتيجة مواصلته لسياسة سلفه السادات بالتقوقع - مثل الدودة فى الشرنقة إلا لنصرة عدو مثل: أمريكا فى العراق، وإسرائيل فى فلسطين - نتيجة لهذا ضاع نيل مصر, وضاعت مكانة مصر، وهيبتها، وزعامتها فى أفريقيا، والدول العربية، وفى أرجاء العالم؛ مما أضر بمقدرات مصر، وأمنها القومى هذا جزء من قليل لا تتسع له مجلدات الجرائم. إننا نقول للذين يدافعون عن مبارك؛ بحجة كبر سنه.. إن كبر السن كان يستوجب منه الزهد ومراجعة النفس، وليس الانتقام من معارضيه، والسخرية منهم حتى آخر نفس مثل قوله: "خلوهم يتسلوا!" أخيرا.. لعل الله له حكمة فى أن أمد فى عمره، وحتى لو برأه قضاء الدنيا، وجمَّله نفاق الإعلام، فإن الله أعلم بحساب الآخرة؛ والله غالب.