توقَّع مختصون ومراقبون في شئون الأسرى وقوع مصادمات ببين الأسرى الفلسطينيين وإدارة السجون خلال الأيام القادمة؛ وذلك لرفض قرار فرض الزي البرتقالي، وكانت إدارة السجون الصهيونية هدَّدت بفرض الزي البرتقالي على الأسرى في سجونها؛ فيما وعد الأسرى بتصعيد الفعاليات لمنع تنفيذ القرار. ويشتهر هذا اللباس في العالم بمن يتم الحكم عليهم بالإعدام، ولكن الأخطر من ذلك، حسب الأسرى، ارتباط هذا الزي بالصور التي انتشرت من معتقل جوانتنامو سيئ الذكر لأسرى تنظيم القاعدة، وما يتم فيه من انتهاكات يندى لها جبين الإنسانية. وكان بعض الأسرى أكدوا أن بعض قادة مصلحة السجون صرَّحوا علانيةً بأنه يجب التعامل مع الأسرى الفلسطينيين في السجون؛ على اعتبار أنهم إرهابيون وليسوا أسرى حرب أو أسرى سياسيين أو مقاتلي حرية. وتوقع عبد الناصر فروانة الباحث المختص في شئون الأسرى حدوث تصعيد من قبل الأسرى في كافة سجون الاحتلال ردًّا على القرار الذي وصفه بالظالم، وناشد فروانة جماهير شعبنا وكافة المؤسسات الرسمية والشعبية مؤازرة الأسرى ومساندتهم في معركتهم المحتملة القادمة ضد إدارة مصلحة السجون، مشددًا في الوقت ذاته على رفض هذا الإجراء التعسفي. واعتبر فروانة قرار الاحتلال بفرض الزي البرتقالي بأنه ظالم ومسيء للحركة الوطنية ونضالات الأسرى؛ لأنه أسلوب جديد "للقمع والإذلال"، فيما هدَّدت الهيئة العليا للأسرى باستخدام كل الخيارات لمواجهة القرار، ويعود تاريخ استخدام اللون البرتقالي لعام 1967م عقب احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عندما فرضت القمصان البرتقالية على الأسرى الفلسطينيين حتى نهاية الثمانينيات، ثم تحول الزي للون البني والأزرق. من جانبه أكد صابر أبو كرش مدير جمعية (واعد) للأسرى والمحررين أن الزي البرتقالي مؤذٍ نفسيًّا للأسرى؛ فهو مخصص للمجرمين والمحكوم عليهم بالإعدام، وأشار إلى أن مصلحة السجون تدرس كل الممارسات التي تؤذي الأسرى، وأن أبرز تلك الممارسات تتمثل في "نصب كاميرات في كل مكان". ووصفت الهيئة العليا للأسرى في بيان صحفي من داخل السجون الزي البرتقالي بأنه عبارة عن قميص على ظهره خط فسفوري بعرض 10 سنتيمترات، ومثله على الصدر وخط فسفوري يحيط بالرجلين، وأكدوا أن الزي يجعل من يلبسه هدفًا للقنص والاستهداف، وهذا يؤكد النظرية النازية الجديدة التي يجري فرضها على الأسرى. وبدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ القرار بصورة فردية قبل أسابيع في السجون المركزية من خلال التنقلات ومراحل التحقيق، لكن الأسرى تنبَّهوا لمحاولة فرض اللون بشكل كامل. حول مقاومة الأسرى للقرار قال الناشط أبو كرش: إن الأسرى "قاوموا ورفضوا القرار الذي بدأ في السجون المركزية". وتعد وحدات "نخاشون ومتسافا" أبرز وحدات القمع التي يستخدمها الجيش الصهيوني في قمع الأسرى الفلسطينيين، ويلخص الباحث فروانة دلالات فرض اللون البرتقالي على الأسرى في أشياء؛ أولها تصوير المعتقلين بالمجرمين الذين يستحقون الموت، واستخدام اللون البرتقالي دون غيره يعزِّز قناعات الناس في مختلف أنحاء العالم أن من يرتديه هو مجرم أو إرهابي كما تصف أمريكا معتقلي "جوانتنامو" وهم يستحقون الإعدام، ويجب عدم معاملتهم كأسرى حرب، وفق قولهم. ويرى أبو كرش أن للون البرتقالي دلالاتٍ تحمل رسالةً سياسيةً للعالم؛ تصوِّر أسرى فلسطين بالمجرمين الذين يستحقون المحاكمة على غرار أسرى جونتنامو. وشدد أبو كرش على أن إدارة السجون تمارس منذ فترة سلسلةً من الممارسات القمعية؛ على رأسها حرمان أسرى قطاع غزة من الزيارة.