شهدت أروقة مجمع المحاكم في مدينة المنصورة، على مدار الأيام الماضية مأساة إنسانية قضت على أسرة مكونة من أم واثنين من أبنائها، بعدما تسبب خلاف على الميراث في دب الفرقة والدم بينهم، حتى أتت على الأخضر واليابس. تفاقمت الأوضاع في شهر نوفمبر الماضي عندما فوجئ أهالي كفر الكردي التابعة للكردي في محافظة الدقهلية، بصرخات الأم وفرار الابن وتصاعد ألسنة الدخان من إحدى الشقق، لتفاجأ الأم بأن ابنتها الوحيدة «وداد» داخل الشقة حيث كانت تعتقد أنها ذهبت لعملها، لكنها كانت في الداخل وتمكن الجيران من إبلاغ الشرطة وتم كسر الأقفال ودخول الشقة ولكنها كانت قد أمسكت بالابنة التي كانت تستعد للزواج بعد عدة أشهر وأتت على محتويات الشقة وجهاز عرسها. تم نقل وداد إلى أقرب مستشفى ولخطورة حالتها تم نقلها لمستشفى الطوارئ وفارقت الحياة بعد يومين، لتترك أما وحيدة وأخًا متهمًا بإشعال النيران بها وقتلها، بعدما تحكم به الغضب والكره والغل. أُلقي القبض على الأخ واعترف بارتكاب الجريمة وتم حبسه وتجديد الحبس حتى أحيل لمحكمة الجنايات. وشهدت محكمة الجنايات جلستين لنظر القضية استمع خلالها المستشار مجدي علي قاسم رئيس المحكمة، للمتهم وناقشته بعد طلب دفاعه عرضه على مستشفى الأمراض العقلية، الأمر الذي رفضه القاضي مؤكدا رجاحة عقله وتماسكه واعترافه بجريمته وإرجاعه ذلك لظلم والدته له ورفضها أن تكتب له ميراثه. وفي الجلسة الثانية، حضرت الأم وناقشها رئيس المحكمة فأعلنت أنها تريد أن تتنازل عن الدعوى المدنية باعتبارها هي ولي الدم، ليأمر القاضي بإخراج الابن من قفص الاتهام قائلا له بوس إيد أمك ورأسها لقد أنقذتك اليوم بتنازلها، وقالت الأم للقاضي «بنتي راحت خلاص سيبهولي يبقى سندي في الحياة وهدعيلك هو اللي حصل حصل وأهو مبقاش لينا غير بعض». رفع القاضي الجلسة للمداولة ليصدر الحكم بعد ما يقرب من ساعتين بالسجن المؤبد على الأخ بتهمة إشعال النيران في أخته والتسبب في قتلها، لتعود الأم لإحساس القهر بعد ضياع ابنتها وابنها بسبب ملكية منزل لم يعد هناك من يسكنه.