قالت رئيسة الجمعية المصرية السلوفينية سلوى حجازي، إن السلوفينيين يعتبرون المستثمر المصري هو الأقرب والأنسب لهم، خصوصًا بعدما ارتفع مستوى التعاون الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة بين البلدين لمستوى غير مسبوق عقب زيارة الرئيس السلوفيني بوروت باهور مصر عام 2016، حيث اتخذت القاهرة من ليوبليانا بوابة عبور لأسواق الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن امتلاك أول مصنع مصري بنسبة 100٪ بأوروبا لتصنيع عدادات الكهرباء الإلكترونية. وأضافت خلال ندوة نظمها مركز الحوار للدراسات السياسية، أن سلوفينيا تقدر مصر كقوة إقليمية ودولية بدليل انها اختارتها لتكون المقر الوحيد لتمثيلهم الدبلوماسي على المستويين العربي والإفريقي، وذلك باقامة سفارة لها بالقاهرة عقب استقلالها عن الاتحاد اليوغوسلافي عام 1992، كما أن مصر استغلت قرب ميناء كوبر السلوفيني على البحر الادرياتيكي من موانئ بورسعيد والاسكندرية في تصدير البضائع المصرية، ثم تمريرها عبر الممرين الدوليين للسيارات اللذين يقطعان سلوفينيا طولاً وعرضاً، فضلًا عن ممرى السكك الحديدية الأوروبية (5 و10) بسلوفينيا، وهي الممرات التي منحتها ميزة فى تجارة ونقل بضائع الترانزيت، مشيرةً إلى أن 90% من البضائع تنقل بالسكك الحديدية. وأشارت سلوى حجازي إلى أن الجمعية المصرية السلوفينية تأسست عقب زيارة الرئيس بورت باهور القاهرة، وتضم أبناء الجالية السلوفينية التي تعيش في مصر، لافتة إلى أن تلك الجالية بلغت أوج مجدها خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، حيث قدمت سيدات سلوفينيات عملن في مصر بمجالي التمريض وتربية الأطفال لدى العائلات الارستقراطية، وأنهن تركزن في الإسكندرية، موضحة ان كتاب السكندريات المترجم للعربية سرد تفاصيل كفاحهن، كما جسد متحف بنفس الاسم بالعاصمة ليوبليانا، قصص كفاح أكثر من 7000 سيدة على مدار قرن من الزمان. فيما قالت نورهان أبو الفتوح الباحثة في الشئون الدولية، ان العلاقات المصرية السلوفينية اكتسبت زخمًا مؤخرا لكنها بدأت في عهد الخديوى اسماعيل عندما قدم المعماري سلوفيني الأصل أنطونيو لوسوتشاك بصمات معمارية بديعة، مثل تصميمه بناء قصر عابدين ومبنى وزارة الخارجية القديم بميدان التحرير ومبنى بنك مصر، مشيرةً إلى أن البلدان مرتبطان بعلاقات ثقافية مميزة، منها إقامة السفارة المصرية في ليوبليانا فعاليات ثقافية لمدة ستة أشهر متتالية عام 2008، منها مهرجان السينما المصرية وحفلات للموسيقار عمر خيرت وفرق الفلكلور الشعبي المصرية والانشاد الديني ومعرض للآثار الفرعونية زارة 50 ألف شخص، وذلك بالتعاون مع مركز ثنكارييف الثقافي وهو الأكبر بالبلاد. وأضافت نورهان أبو الفتوح، أن القراء المصريين أحييوا ليالي شهر رمضان المبارك في نفس العام، وصدحت أصواتهم بالقرآن الكريم في سلوفينا في ذلك العام وأعوام أخرى تالية، ما لاقى ترحيب من الجالية المسلمة هناك، مؤكدة أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر الشريف واظب على تنظيم دورات لإعداد الأئمة هناك، وزود المسلمون بكتب دينية ومراجع بالتعاون مع مركز ابن رشد الثقافي الإسلامي. كان مركز الحوار للدراسات السياسية قد نظم ندوة أدارها رئيس المركز الدكتور محمد طلعت بعنوان "مصر وسلوفينيا.. تعاون راهن ومستقبل واعد"، وذلك في مجالات الاقتصاد والثقافة كمحركان رئيسيان.
