يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الأمريكيين اليوم بشأن خروج الولاياتالمتحدة من أفغانستان بعد حرب فاشلة استمرت 20 عاما كان تعهد إنهائها لكن أيامها الأخيرة تلقي بظلالها على رئاسته. وأعلن البيت الأبيض أنه من المقرر أن يلقي الرئيس الديمقراطي خطابه الساعة الخامسة صباحا في تأجيل عن التوقيت المعلن سابقا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن بايدن سيشكر الجيش على جهوده في عملية الإجلاء "الخطرة" من كابول و"يشرح قراره بإنهاء الحرب في أفغانستان بعد 20 عاما، بما في ذلك القرارات الصعبة التي اتخذها خلال الأشهر السبعة الماضية منذ توليه المنصب". ومن المرجح أن يقدم بايدن حجة مختلفة تماما، مفادها أن إنهاء حرب على الجانب الآخر من العالم لم يكن يتوقع أن يكون سهلا وأنه أول رئيس منذ 20 عاما تحلى بالشجاعة للإقدام على ما كان الجميع يعلم أنه حتمي. لكن يرى كثيرون أن الصراع حول تفسير الانسحاب سيكون له تأثير كبير على مصير ولاية الرئيس الديموقراطي برمتها، وسيكون خطاب الثلاثاء في البيت الأبيض فرصته للدفاع عن رؤيته. كان وضع حد لهذه "الحرب التي لا تنتهي" أحد أكبر وعود بايدن أثناء حملته الانتخابية، وكانت الفكرة تحظى بشعبية واسعة. وبعد مقتل أكثر من 2400 عسكري أميركي وجرح عدة آلاف آخرين، وإنفاق ما يقدر بنحو 2,3 تريليون دولار في مسعى للانتصار على طالبان، عاد طالبان إلى السلطة مع فقدان الأمريكيين الاهتمام بالحرب. لكن الانسحاب الذي انتهى بمغادرة آخر القوات والدبلوماسيين جوا عند منتصف الليل من كابول، اعتبره كثيرون في الولاياتالمتحدة هزيمة نكراء. ويجد بايدن الذي يتحمل تلك الهزيمة، نفسه الآن في وضع سياسي هشّ. وبعد رحلات إجلاء استمرت أسبوعين، وهي عملية ضخمة شابها هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 13 جنديا أمريكيا وعشرات الأفغان، ترك بايدن للبنتاجون ووزارة الخارجية مسؤولية إصدار إعلان إتمام الانسحاب. وكان الرئيس الأمريكي قد حضر الأحد وصول النعوش التي تحوي رفات القتلى العسكريين الثلاثة عشر إلى الأراضي الأمريكية، وهم آخر عسكريين أمريكيين يموتون في حرب لم يعد الرأي العام يدعمها منذ فترة طويلة. وظهر بايدن علنا لفترة وجيزة الإثنين لعقد لقاء عبر تقنية الفيديو مع مسؤولين محليين في ولاية لويزيانا لمناقشة الاستجابة لإعصار أيدا، لكنه لم يجب على أسئلة الصحفيين. ومع إعلان البنتاجون مغادرة الطائرة الأخيرة بسلام، أصدر بايدن بيانا مكتوبا يحثّ على "صلاة الشكر". وستتاح لبايدن فرصة لشرح رؤيته خلال الخطاب الذي يلقيه من البيت الأبيض. ويصور الجمهوريون بقيادة سلفه دونالد ترامب، الانسحاب على أنه فشل مذل وهزيمة تفوق حتى إجلاء عام 1975 من سايجون، وإشارة للعالم بأن الولاياتالمتحدة استسلمت.