انه حيٌّ يُرزق بين الضلوع يتحرك، ولو ان خبر رحيله مُربِك الاّ أنهُ وباحساسهِ الوطني ستجدهُ واضحا داخلَ وجدانك ووجْدك.فلماذا ترْثونَ حياً مازالَ في عُرف الحياة يتحدث فيصْدق؟ صباح الناصر لم يَمُت، انه تاريخ، فهل يموت التاريخ؟ قل لي بربّك! وان كان توقُف القلب هو ردّك، فدعني أخبرك ان الأثر النبيل حياة ولو كانت الأرض تبتلعك داخلَ لحدك. صباح ناصر السعود الصباح رمز كويتي أصيل، وأظنه أعظم خسارات القرن الحادي والعشرين التي لحقت بدولة الكويت على صعيد الابداع المهني ورحيل جسده نكسة وطنية للبلاد وألم شديد للعباد، على الرغم من هذا لم يمُت، فهو حاضر في واقع كل من عرفه أو تتلمذَ على يده ونهل منه مفاهيم الولاء وعِشق الوطن، انه المدرسة التي علّمت كيف يُشرب العطاء من كأس الجفاء، ضارباً للواقع أروع مشاهد التميز.بوناصر، بطل المقاومة الكويتية في الضراء والمُخلص لأبناء وطنه في السراء صديق الجميع وضِلع وطني عريق حينما غادر الدنيا فكأنما سقطَت فقَرة من عمود الكويت الفقري، وليبقى الظهر مستقيماً، ولتبقى الكويت بلباقة وطنية وشموخ كونوا كلكم بديلاً لهذه الفقرة التي ذهبت، كونوا جميعكم كأبيكم وأخيكم ورفيقكم صباح الناصر وأفرحوه في قبره، فالأرواح تُحلّق في الواقع الذي أحبّته وان حُبسَ الجسد في منفى القبر. فيا من أحبّهُ وبكى لأجله دعني أقول لك صباح الناصر لم يمُت فيكَ فهو موجود في كل أثر، فبِرّهُ واجب باتباع نهجه واتمام ماعاش لأجله والتوقف عن الكلام، فقد حانَ وقت الفِعال واحياء رفاته بالاقتداء به. كان يفزع للجميع قبل رحيله، ألم يأنِ لكم ان تفزعوا لفكْرِهِ بعد الرحيل؟. فعّلوا منظومة الوفاء بالتنفيذ ولا تكتفوا بالكلام.أحِبّوه كما علّمكم كيف تحبونه، أَحبّوه «بانجاز»،، ، «بوفاء»،، ، ، «باتقان»، والاّ فتوقفوا.. فحبكم هذا غير مُجدٍ، الحُب يجدر به ان يكون جدّياً بالتزام العهود والمواثيق، بصناعة جيل يشبه وجه بوناصر المملوء بالعطاء والتحدي. عظّم الله أجرك يا وطن برجُلٍ حمَل همومك على ظهره بكُل نضالٍ وشجن.