جلست مع نفسي أتأمل المستقبل المجهول ومدي ارتباطه بما يدور الآن علي أرض الواقع وقلت ماذا يريد الشعب من الرئيس الجديد؟ وما هي المطالب التي يحلم بتحقيقها وهل هي علي المستوي الفردي أم الجماعي وحاولت قدر المستطاع استرجاع شريط الذكريات والأحداث والمشاكل التي كان يئن منها المواطن المصري طوال السنوات الماضية. انتهي بي التفكير والتدبر في أحوال مجتمعنا إلي ان مطالب المواطن المصري بسيطة لا تعدو ان تكون عادية وعادلة ويمكن للرئيس الجديد ان يفرض حبه واحترامه بين أفراد الشعب بعد ان يضع يده علي الداء والأمراض التي يعاني منها الشعب المغلوب علي أمره ويحدد الدواء المطلوب له. في الواقع وجدت ان أهم وأصعب هذه المشاكل تنحصر في أتفه الأمور مثل الوظائف وتحسين المرتبات والسكن والعلاج وحرية الرأي واحترام الآدمية والمعاناة من الوساطة التي حولت المجتمع إلي طبقات وسط الإدارة التي عصفت بمصالح الناس وعدم المساواة بين أبناء الشعب واشتعال أسعار السلع الأساسية وعدم حصول الفقراء علي حقوقهم المشروعة حتي في رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز وإلغاء المجانية في التعليم والمستشفيات وعدم شعور المواطن بالأمان في بيته أو عمله والخصومة المتعمدة بين المواطن ورجال الشرطة حتي ان المواطن أصبح يخشي ان يمر أمام قسم الشرطة. من وجهة نظري ان هذه المشاكل البسيطة اعتبرناها أحلاما وترفيها بالنسبة للمواطن المصري ونسينا ان هناك شعوبا تنعم بأرقي درجات الرفاهية. لقد جمعتني الصدفة مع أحد أساتذتي بعد عودته من كندا وسألته عن المشاكل التي يعاني منها سكان هذا البلد فقال إن المشكلة انه لا توجد عندهم مشكلة فقد وصلت درجة الاحترام بينهم ان السيدة أو الرجل المسن يتم إعفائفهما من أجرة الركوب في المواصلات. حقيقة تعجبت ان هذا يحدث في دولة أوروبية لأن ما يطبق في هذه البلاد هو من تعاليم ديننا الحنيف ونحن نتفنن في تعذيب أبناء الوطن ونعرقل أبسط مصالحهم فهل يعقل ان مواطنا مصريا طرق جميع الأبواب للحصول علي شقة وعندما قام ببناء شقة له فوق منزله اعتبروه مخالفا وتم تحرير محضر وتغريمه 120 ألف جنيه وآخر يرفضون توصيل التيار الكهربائي له والثالث يحاول علاج زوجته علي نفقة الدولة وتركيب مفصل صناعي لها لكن المجالس الطبية أكدت ان هذا ليس من الأولويات وهذا هو حال أبناء الوطن ما بين إنسان يبحث عن وظيفة وآخر يبحث عن قوت يومه فهل يتفهم الرئيس الجديد مشاكل المواطن المصري؟ أم يظل علي عهد سابقيه.