يوم حاشد شهدته الاسكندرية ما بين رأس التين والمنطقة الشمالية العسكرية حيث الشعارات المتبادلة وحرب المنشورات والهجوم علي الشيخ المحلاوي والأهم هو ظهور "المرأة" بصورة مكثفة في مظاهرات جمعة "رد الشرف" حتي أطلق عليها من قبل المتظاهرين أنها "ثورة الحريم والرجالة يحمونها" كتدليل علي قوة الحركة النسائية بالاسكندرية. مظاهرات سلمية شهدتها الاسكندرية في أعقاب صلاة الجمعة والتي شهدت احداثا مؤسفة في البداية حينما هاجم بعض المصلين الشيخ "المحلاوي" بمسجد القائد إبراهيم معترضين علي قوله بان المتسببين في الأحداث الأخيرة بالقاهرة من مصادمات مع المجلس العسكري هي عناصر مندسة تسعي إلي استغلال المظاهرات الوطنية وطالب المجلس العسكري بالكشف عن العناصر المندسة- وأكد "المحلاوي" علي أن المظاهرات والاعتصامات يندس المنحرفون بينهم ونصح بمن له بقية من العقل ألا يكون ستاراً للمنحرفين الذين لا يعملون الا تحت الستار. وأوضح المحلاوي أن هناك خريطة طريق يمشي عليها ولو أخل بها المجلس العسكري ستكون هناك مظاهرة لها وزنها. طالب الناس بالا يفترضوا سوء النية بالمجلس العسكري خاصة وأنه أعلن عن عقد أولي جلسات مجلس الشعب في 23 يناير القادم وطالب العقلاء بعدم الدعوة للاعتصامات حتي تسير الديمقراطية بخطي ثابتة ولا داعي للمظاهرات. فوجيء "المحلاوي" باحدي السيدات من المصليات ترفع صوتها معترضة أثناء الخطبة لكون ابن شقيقها شهيد خاطبها بعدم رفع صوتها داخل بيت الله لان بيت الله له حرمه. مظاهرات الاسكندرية الرافضة للمجلس العسكري بدأت من مسجد القائد إبراهيم وانضمت لها مجموعة أخري من مكتبة الاسكندرية ليصل عددها إلي ما يزيد علي خمسة آلاف متظاهر وكانت "السيدات" من مختلف الأْعمار لها الأغلبية من المظاهرة التي حمل فيها المتظاهرون علم كبير لمصر في منتصف المظاهرة وساروا به حتي المنطقة الشمالية العسكرية. المظاهرة شهدت تجمعات متفرقة تحمل شعارات مختلفة ولافتات وأغاني أيضا خاصة بها وأبرز الشعارات "تسقط الانتخابات والدولة الدينية والمجلس الاستشاري". و"المدنية حتحمينا وأنت يا جيشنا مكانك سينا"و"مدنية.. مدنية العصابة هي هي".. "قالوا كامليا وقالوا عبير طيب واللي اتعرت في التحرير" و"احنا الشعب خط أحمر لا حربية ولا داخلية". ظهرت في المظاهرات الحاشدة مجموعة تحمل علم أسود به جمجمة وأيضا مجموعة كبيرة من الشباب من الرجال بشعر طويل مجموع من خلف الرأس علي هيئة ذيل حصان!! وتم توزيع بيانات علي السيارات تحمل شعار واحد "احلقوا شنابكم" للذين لم يشاركوا في المظاهرات. شارك في المظاهرات 6 ابريل وكفاية وكلنا مستقلون من أجل مصر والاشتراكيون الثوريون وبنات مصر الاحرار والوفد والشيوعي المصري والأحرار وغد الثورة والعدل والتيار المصري وائتلافات شباب الثورة وجمعية دعم البرادعي وحملة دعم حمدين الصباحي وغيرها من الحركات. تمكن المتظاهرون أثناء وقوفهم أمام المنطقة الشمالية العسكرية بسيدي جابر التي تسببت أعدادهم الكبيرة في اغلاق الحركة المرورية بالكامل سوءا المؤدية للكورنيش أو شارع أبو قير أو حرم الترام أو شارع بورسعيد.. من ضبط أحد المتظاهرين يدعي أشرف رفعت السيد الشافعي أثناء مشاركته في المظاهرة والتصوير بتليفونه المحمول وتم الاعتداء عليه بالضرب وتم أيضا التحفظ علي تليفونه وبطاقته الشخصية وقامت اللجان الشعبية بتسليمه لامام مسجد سيدي جابر الذي أخلي سبيله دون أن يستعيد متعلقاته ولا احد يعلم سبب وجوده بالمظاهرة. شهدت المظاهرات كماً هائلاً من المنشورات بعضها للاشتراكيين الثوريين يبررون فيها اسباب مطالبتهم باسقاط الدولة ومنشور آخر بعنوان "هل تعلم" يدافع عن الثوار ومحاولة تشويههم ومطالب بضبط البلطجية لأن الأمن يتقاعس عن ضبطهم لتشويه الثوار وايضا منشور عن اعتصام "فيكتور عما نويل" الذي دخل يومه السادس جميع المطالب المعروفة بالاضافة إلي سرعة تشكيل جمعية تأسيسية لاعداد الدستور من كل أطياف الشعب ووضع حد أقصي للأجور يتماشي مع الحد الأدني وتشكيل مجلس أعلي لعلماء مصر والعمل علي توفير الأمن وأن تكون مصر دولة سيادة القانون. كما تم توزيع منشور آخر عن اسباب الاعتصام وأكد من خلاله ان اعداء مصر بالداخل هم الفاسدين والخونة اللي بيمصوا دم البلد. واعداء مصر بالخارج اللي يهمهم الشعب ينام والثورة تسقط ومؤكدين رفضهم مقولة أن "مصر فقيرة" لاننا بلد قوي وغني وعظيم بس مسروقة ومنهوبة. علي الجانب الآخر شهدت منطقة رأس التين مظاهرة أخري لا يتجاوز أعداد المشاركين فيها 2000 متظاهر مؤيد للمجلس العسكري والاستقرار وتم نصب منصة بالمنطقة ألقيت من خلالها كلمات تأييد المجلس العسكري ورفض فكرة التخوين. وشهدت المظاهرات توزيع منشورات ضد جماعة 6 ابريل والدكتور البرادعي مؤكدين أن طموحه الجامح للرئاسة تارة أو رئاسة الوزراء تارة أخري يجيء علي حساب دمار مصر. وهاجم المتظاهرون مجموعة من الاعلاميين بالقنوات الخاصة وقناة "ON.TV" لقيامها باذاعة أن عددهن عشرات وانهم يتعرضون لهجوم من أهالي رأس التين. جري تجميع توقيعات من المشاركيني في المظاهرات وكذلك الرقم القومي للراغبين في المشاركة بتقديم بلاغ عاجل ضد حركة "6 ابريل" لاتهامها بالعمالة والدعوي لاسقاط الدولة والتشهير بالمجلس العسكري.. كما تم تجميع الأرقام التليفونية للمتظاهرين لدعوتهم للمشاركة في مظاهرات الجمعة القادمة وتم ترديد شعارات متعددة. وبالرغم من برودة الجو إلا أن كلاً من التظاهرتين مع اختلاف الأعداد ظلت حتي بعد صلاة العشاء في الوقت الذي توجهت مظاهرة حاشدة إلي ميدان فيكتور عما نويل لتأيد مجموعة المعتصمين هناك منذ أسبوعين تقريبا بينما انفضت مظاهرة رأس التين وظلت بعض تجمعات الشباب الحوارية أمام المنطقة الشمالية إلا أن حركة المرور عادت إلي طبيعتها فور تناقص اعداد المتظاهرين. حزب الحرية والعدالة قام بتنظيم قافلة طبية بشارع الشهيد زكريا بمنطقة أبو سليمان بالرمل وأيضا أعلن الحزب عن تكريمه للبطل الرياضي "هشام مصباح" بطل الجودو في الدورة العربية الاولمبية بمقر الحزب وهو أحد أعضاء حزب الحرية.. بينما أعلن حزب النور عن مؤتمر نسائي بشرق الاسكندرية عن المرأة والتحديات الراهنة وكأن المظاهرات الحاشدة طوال اليوم ليس لها علاقة بالحزبين. ومن ناحية أخري شهدت المولات والاندية اقبالا كبيرا طوال اليوم في ظاهرة غريبة من الاحداث بالاسكندرية لانفصال قطاع كبير من الشعب عنها وغاب رجال الشرطة تماما عن الشوارع الرئيسية وتنظيم الحركة المرورية وتوقفت الحملات الأمنية حتي سيارات الشرطة تم ايقافها في شوارع جانبية بعيدا عن الاقسام خوفا من التعرض لها.