العمل عبادة.. وكرامة وحياة ومن حرم منه حرم من كل هذا ومخطيء من يدعي انه بحث بجدية عن عمل ولم يجد فالمشكلة اننا مازلنا محبوسين داخل النظرة الضيقة التي يعبر عنها المثل الشعبي "إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه". .. والميري هنا الوظيفة الحكومية التي لاشك انها تحقق الاستقرار بالمرتب الثابت والأمان اذا ما ضاعت الصحة ثم المعاش في نهاية المطاف ولكن اذا فشلت في الحصول عليها لا اظل ابكي عليها فقد يكون العمل الحر افضل مائة مرة من السجن داخل الوظيفة التقليدية لا يعني هذا أن يضع الشاب مؤهله في الدرج وينس كل مادرسه ولكن عليه ان يبحث عن بدائل تنفيذا لأمر الله "فامشوا في مناكبها" لأن أرض الله واسعة ومن لم يجد رزقه في مكان سيجده حتما في آخر وأي تجربة مهما كانت بعيدة في مجال التخصص تثقل الخبرات وتفتح الباب امام فرص أخري. فهناك من تأبي عليه كرامته أن يظل عاطلا ولا يخجل من العمل في أي مهنة وهناك من يعلق كسله علي شماعة البطالة بدليل ان كثيرا ما يأتي الينا شباب معاق حركيا يبحث عن عمل بعد أن فشل في اقناع الآخرين بأن بداخله طاقة وحماسا لم تؤثر فيهما اعاقته. وعلي الجانب الآخر هناك من يطلب المساعدة لاصابته بأمراض بسيطة لا يخلو منها احد. علينا أن نربي أولادنا علي ان العمل شرف وان المتفوق علميا وتكنولوجيا ولغويا يفرض نفسه علي سوق العمل وهو الذي يطلبه ويسعي اليه فإذا لم تؤهله قدراته لهذا التفوق فعليه أن يتعامل مع الواقع بشجاعة ويبحث عن البديل. كذلك علي الدولة بأجهزتها المختلفة أن تنمي حب العمل وتعلي قيمته لكل الطرق الممكنة ومن بينها فتح أبواب رزق جديدة لمن فقدوا عملهم لأي سبب بإعادة تأهيلهم لما يناسبهم أو بتوفير قروض حسنة لهم لعمل مشروعات صغيرة بدلا من أن ينتظروا الاحسان من الآخرين يعطونهم مرة ويمنعونهم مرات.